الخميس  08 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث الاقتصادي | في فلسطين الزراعة بالماء ودون تراب

2016-10-31 08:02:48 AM
الحدث الاقتصادي | في فلسطين الزراعة بالماء ودون تراب
المهندس باسل عمارنة

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

الفراولة تزرع دون تراب، وتغذى بالماء والمحلول داخل الأنانيب، وجذورها فقط هي التي تلامس المحلول المغذي والمركز داخل الأنانيب في دورة مغلقة، حينها تزود النبتة المزروعة داخل الأنبوب بالمحلول "المغذي" النادر، والذي ابتكره المهندس الزراعي باسل عمارنة (23 عاماً).

 

 هذا هو المشروع الأول من نوعه "حجماً" في فلسطين، حيث عمل المهندس الزراعي باسل عمارنة، من خلال مشروع الزراعة المائية في بلدة يعبد التابعة لمحافظة جنين، وتمكن من إنتاج كميات كبيرة من النباتات الورقية مثل "النعنع، والمرامية، والملفوف الأحمر، والزهرة، والخضروات"، وهذا ما يميز المشروع عن غيره، من المشاريع الصغيرة والتي تستند إلى استخدام السماد الكيماوي في الزراعة المائية.

 

  

 

 

 

وذكر عمارنة خلال حديثه: "المشروع بدأ من نموذج زراعي لا يتجاوز طوله المترين، ومن ثم تطور" فقد كانت البداية، عندما تبلورت فكرة الزراعة المائية في ذهن عمارنة قبل 4 سنوات، وبعد تخرجه من جامعة فلسطين التقنية- خضوري، رغب عمارنة بتنفيذ المشروع عملياً، فبدأ به قبل 7 أشهر تقريباً.

 

وأضاف عمارنة في اتصال هاتفي مع " الحدث" بأن الزراعة المائية هي من أفضل الطرق الزراعية التي تعود بالمنفعة الاقتصادية على المزارع الفلسطيني، لاسيما وأنها تعتمد بشكل أساسي على الماء، والمحلول المغذي دون اللجوء إلى استخدام المواد والأسمدة الكيماوية المصنعة، والتي يتم الحصول عليها من الجانب الإسرائيلي، وقد يمنع استخدام هذه المواد حسب ما ذكر عمارنة لـ "الحدث" لاعتبارها تضم موادا تدخل في تصنيع المتفجرات.

 

وقال عمارنة: "ما يميز المشروع هو المحلول المغذي، وقد تميزت عن غيري من المهندسين الزراعين بصناعة محلول، يتكون من تركيبات خاصة".

 

الزراعة المائية مثمرة اقتصادياً

 

أغلب المحاصيل الزراعية، قد تنجح ثمارها في النضوج وفي عملية الزراعة المائية تحديداً، فهناك حوالي 450 نوعاً من النباتات الزراعية التي قد تنجو،  وتسوق، بعد أن تنجذب جذورها للماء الممزوج بالمحلول المغذي داخل الأنابيب، ومنها "الورود، والنباتات الورقية، والخضراوات" فحتى الخضروات قد تنضج دون تراب حسب ما ذكر المهندس عمارنة.

 

وقال عمارنة: "الزراعة المائية مجدية اقتصادياً، حيث تساهم في تقليل التكلفة المالية، وبما يضمن تكلفة التشيغل، والأيدي العاملة، غير أن المزارع قد يحصل على ثمرة ذات جودة عالية، وبأقل وقت ممكن، وأقل من المدة المطلوبة في الزراعة التقليدية".

 

وفي الحديث عن الفائدة الاقتصادية التي يجنيها المزارع، نتيجة العمل بالزراعة المائية، قال عمارنة لـ"الحدث": "الزراعة المائية تساعد في ترشيد استهلاك المياه، وبشكل أفضل من الزراعة التقليدية، بينما تبتعد الزراعة المائية عن استهلاك الأسمدة الكيماوية بنسبة 65%، على عكس الزراعة التقليدية، حيث يتم استخدام المبيدات الزراعية بنسبة 98%".

 

وأضاف: "من خلال الزراعة المائية، يحصل المستهلك على ثمرة آمنة صحياً، وخالية من السموم".

 

وفي المقابل، أكد مدير دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة رائد بشارات لـ "الحدث" أن الزراعة المائية غير مجدية اقتصادياً، لاسيما وأنه لا يمكن تطبيقها على جميع المحاصيل الزراعية، فالزراعة محدودة".

 

 

"الزراعة المائية محدودة"

 

"الزراعة المائية في فلسطين محدودة، لأن بعض المحاصيل النباتية قد لا يعتمد إنتاجها بشكل أساسي على اتباع  نظام الزراعة بالمياه، مثل البندورة، البطاطا، والفلفل، واللفت، والجزر، لذا فقد يكون من الصعب زراعة هذه المحاصيل من خلال الزراعة المائية". هذا ما أكده مدير دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة رائد بشارات.

 

وقال بشارات لـ "الحدث": "يتم استخدام الزراعة المائية في حال عدم توفر تربة صالحة للزراعة، إلا أن هذه الطريقة ترشد من استهلاك مياه الري، لأنها تعتمد على دورة المياه في أنابيب مغلقة، ولا يتم استهلاك المياه بكميات كبيرة كما هو الأمر في الزراعة التقليدية".

 

وأضاف : "ما يميز الزراعة المائية هو الحصول على منتج غير ملوث، وغير ملامس للأرض، وهنا يتحقق السلام الغذائي".

 

وأكد بشارت خلال حديثه، بأنه لا بد من توفر جهاز حاسوب يساعد المزارع الذي يعمل على طريقة الزراعة المائية، في تحديد عملية ضخ الماء والسماد داخل الأنبوب بشكل متواصل، وضمن مدة زمنية معينة.