الحدث - رام الله
في كلمته أمام افتتاح الدورة الشتوية الكنيست الإسرائيلي، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "إننا نحني رؤوسنا إجلالاً لإحياء ذكرى لِفانا مليحي" وهي مستخدمة متقاعدة عن العمل في الكنيست كانت قد قتِلت بإطلاق النار من سيارة شرقي القدس بالقرب من مقرّ القيادة القطرية للشرطة يوم 9 أكتوبر تشرين الأول الحالي.
وحيّا نتنياهو الشرطي يوسي كيرما الذي قتِل أيضاً في نفس الحادثة، محتفلاً بانطلاق الكنيست في أول جلسة له بعد العطلة الصيفية، مرسلاً التحايا لرئيس الاحتلال السابق شمعون بيرس.
وقال نتنياهو: "لم يتحقق السلام هناك ولا أي معجزة اقتصادية أو استقرار. بل كانت ثمة بالفعل جزيرة من الاستقرار ومعجزة اقتصادية لكنها لم تتحقق في سوريا أو في تونس بل في مكان واحد ليس إلا في الشرق الأوسط ألا وهو إسرائيل".
وتابع نتنياهو: "تمكنّا في تلك السنوات بالذات، وفي الوقت الذي ينهار الشرق الأوسط حولنا، من تحويل إسرائيل إلى دولة رائدة. صحيح أنها لم تصبح دولة عظمى لكننا دفعنا مركزنا إلى الأمام بصفة قوة عالمية في العديد من المجالات مثل التقنيات والاستخبارات والفضاء الإلكتروني (السايبر) ومحاربة الإرهاب والاقتصاد وتحلية المياه والابتكارات وفي كل المجالات الأخرى تقريباً المتعلقة بالحاضر والمستقبل".
وأضاف: "يأتي ممثلو الدول من شتى أرجاء المعمورة لزيارة البلاد لكي يتعلموا منا. ومن أسباب حصول هذا التطور وعدم حشرنا أنفسنا في الزوايا شديدة الخطورة، ما يعود إلى اعتقادي، على نقيض من أولئك المحللين المدّعين بأنهم خبراء- بأن مفتاح ضمان مستقبلنا وأمننا وازدهارنا ليس إلا شيئاً واحداً أي قوتنا. إن القوة تمثل الأمل، حيث ينبع الأمل من القوةّ.
وحول الانسحاب من المناطق الفلسطينية، قال رئيس وزراء الاحتلال: "الأكثر دهشة بنظري هو استمرار أولئك الأشخاص، الذين كانوا قد قدموا آنذاك نصائحهم الباطلة، بتقديم ذات النصائح اليوم أيضاً ومفادها التنازل والتراجع والانكفاء والانحناء، وعلى الرغم من تكرار ثبوت بطلان مقولاتهم مرة تلو أخرى فإنهم يصرّون على إطلاقها (بمجرد انسحابكم من المناطق الفلسطينية ستصبح الأوضاع جيدة)، وكأنه لا يهمّ ما يجري في الجانب الآخر بعد انسحابنا؛ سواء أكانت حماس أو داعش أو جبهة النصرة سيطرت على هذه المناطق، فالمهم هو الانسحاب ثم التفكير في النتائج المترتبة على ذلك. ويبدو لي أحياناً أن بعض هؤلاء الناس يعيشون في عالم آخر موازٍ لعالمنا".
وبيّن نتنياهو أنه ينتهج نهجاً آخر وهو أن تكون إسرائيل قوية، مضيفاً أن الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين تدرك هذه الحقيقة جيداً.
مردفاً أن: "عدد الذين قُتلوا في الحروب الجارية بين العرب يضاعف عشرات الأضعاف عدد أولئك الذين سقطوا في الحروب مع إسرائيل".
وأشار نتنياهو إلى أنَّ "وقتاً طويلاً يمرّ قبل أن يدرك جيراننا الفلسطينيون أننا حاضرون هنا لغرض البقاء. وعليه فقد يأتي الطريق المؤدي إلى السلام بعكس التوقعات السابقة، ما يعني أن العالم العربي سيأتي بالفلسطينيين إلى السلام بدلاً من أن يدفع الفلسطينيون بالعالم العربي باتجاه السلام. وإننا نسعى باستمرار ودون كلل من أجل تحقيق ذلك. ويجري هذا العمل بطريقة واقعية ومدروسة ومسؤولة مع حماية مصالحنا العليا وعلى رأسها المصالح المتعلقة بضمان الأمن".
وذكر نتنياهو: "سنواصل الزخم نحو تنمية علاقاتنا الخارجية، حيث سيقوم الرئيس الإسرائيلي بزيارة بعد عدة أيام بزيارة للهند تأتي رداً على الزيارة الهامة التي قام بها الرئيس الهندي للبلاد. أما أنا فسأقوم بزيارة آذربيجان وكازاخستان وسنغافورة وأستراليا حيث لم يزُر أي رئيس حكومة إسرائيلية الدول الثلاث الأخيرة قط".