الحدث- علاء صبيحات
حيوانات تتكاثر بلا سبل للتخلص منها، إنها الخنازير.
وقرى الضفة الغربية، تعاني وليس هناك من يعين، خاصة بعد تسبب تلك الحيوانات المقززة، بحوادث سير، وتخريب مزارع، وقد باتت تخرج من الأراضي المهجورة، مشاركة الناس ذكرياتهم، وافدة عليهم، من كل حدب وصوب، بكل ثقلها، عازمة على فرض وجودها بينهم علنا، حتى لو كان غير مرغوب فيه أصلا، رغم كل محاولات الأهالي، للتخفيف من هذه اللقاءات، باتباع سبل مبتكرة لكن غير مجدية، للتخلص من هذه الآفة الأخطر من الجراد ذاته.
ما المعاناة؟
وفقا لرئيس مجلس قروي عانين في جنين، محمد ياسين، أصبح هذا الحيوان مألوفا في العديد من قرى الضفة الغربية، وبخاصة قرية عانين في جنين، وهي من أكثر القرى التي تعاني من هذا الحيوان، بخاصة أن جدار الفصل العنصري يحيط بها، وكان السبب في تكاثرها بين منازل الآمنين.
وقد ناشدت القرية مرات عدة، الجهات المختصة لمحاربة هذا الحيوان، لكن نظرا لعدة أسباب على رأسها منع الاحتلال القيام بأي محاولة للتخفيف من تواجد هذا الحيوان، بالإضافة لسرعة تكاثرها، وقلة الموارد اللازمة للتخص منه، وعدم وجود مبادرات واسعة النطاق لمحاربتها على مستوى المحافظة، فوجب أن تحارب بأساليب فعالة، بحيث يصعب التخلص منها بأساليب بدائية.
ويضيف ياسين، أثر هذا الحيوان على المُزارع جلي، فما أن يثمر المحصول من لوز أو زيتون، إلا وتتعرض الأرض المزروعة للغزو الخنزيري، فتباد الأرض ويحطم الشجر، حتى أصبحت تهاجم السكان، وتعدى الأمر ذلك ليصل درجة تعامل السكان مع هذا الحيوان، كما يعامل الكلاب البرية، لكثرة مشاهدتهم لها، في وضح النهار.
أما فيما يخص التخلص من هذا الحيوان على مستوى المحافظة، فقد أكد ياسين أنه بصدد البدء بمبادرة على مستوى المجالس البلدية، لكنه بحاجة للدعم من الجهات المختصة.
دور مديرة الزراعة
يقول مدير دائرة الإرشاد، في ديرية زراعة جنين، المهندس رائد بشارات، إن المشكلة تفاقمت بعد بناء جدار الفصل العنصري، لكن مع تزايد أعدادها وخروجها من مناطق المراعي، أصبحت كل القرى في محافظة جنين تعاني من هذه الآفة، خاصة أن هجومها على المحاصيل، يكون في موسم الحصاد، سواء عنب أو زيتون أو لوز، أو أي محصول زراعي.
ويضيف، نتيجة لذالك، تم التعامل مع هذه الآفة، من خلال أجهزة الأمن من خلال إطلاق النار، وتم قتل جزء كبير منها، أما في مناطق أخرى فقد حاول المزارعون التخلص منها بحلول فردية، لكن بشارات يؤكد أن التخلص من هذا النوع من الحيوانات لا يكون إلا بتكاتف الجهود، وتوحيد الهمة وفق مبادرة محلية موسعة.
ويوضح بشارات، لكن هناك حلول مؤقتة، تقوم بها المديرية، وهي طرد الحيوانات لمناطق غير مأهولة، من خلال اطلاق النار، أو تسييج الأراضي بالأسيجة المعرقلة، أو سياج كهربائي كما فعل بعض المزارعين في المناطق المحاذية لنهر الأردن.
وعند سؤاله عن القتل بالتسميم لهذا الحيوان، الذي يحاول بعض المزارعين اتباعها، أجاب بشارات بالايجاب حول وجود مثل هذه السموم الفعالة، لكنه أكد على أن مثل هذه السموم، لها معايير معينة عند استخدامها، فهي ممنوعة في السوق الفلسطيني، لكن ان حصل وكان هناك مبادرة شاملة، يمكن السماح باستخدامها، من قبل أشخاص مختصين، وفق معايير معينة.
رأي المختصين
يقول نقيب الأطباء البيطريين جميل مخامرة، أن زوجا من الخنازير يصل تكاثرهما خلال خمس سنوات إلى رقم فلكي، خاصة اذا ما علمنا أن سن البلوغ عند انثى الخنزير البري' هو خمسة شهور، ومدة الحمل ثلاثة شهور وثلاثة أسابيع وثلاثة أيام، وتنجب في كل عملية حمل أربعة خناصيص "صغير الخنزير غير البالغ".
ويوضح: "فاذا تزاوج ذكر وانثى الخنزير فانه خلال عشرين شهر فقط سيتجاوز عددهم أكثر من ستين خنزير، ويضيف مخامرة، حاولت البدء بمشروع خصي ذكور هذه الحيوانات، في قرى منطقة القدس، الذي يعتبر أحد الحلول السريعة، لكن انعدام تمويل المشروع هو ما أجهضه، نظرا للتكلفة العالية، ويعتبر مخامرة، أن أكبر مشكلة في مواجهة هذه الآفة هي النفايات التي يلقي بها السكان في المناطق المفتوحة، والتي تعد الغذاء الرسمي لهذه الخنازير، قبل أن تمارس هوايتها في تكسير الأشجار، والهجوم على الآمنين."