الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث الاقتصادي | أغرب الحرف الفلسطينية

2016-11-06 06:18:28 AM
الحدث الاقتصادي | أغرب الحرف الفلسطينية
الغربال

 

الحدث- علاء صبيحات

 

يحترفُ كلُّ مجتمعٍ مهنا بسيطة، ومعقدة، ونادرة، كما في المجتمع الفسطيني، فتجد المهندس والمعلم، والصحفي والطبيب والمزارع. لكن ككل المجتمعات، هناك بعض الحِرَفِ التي لم تسمع عنها من قبل، أو أنك سمعتَ، ولم تتعمق لتعرف أسرارها، أو ماهيتها، و قد تبدو لك بعض المهن الواردة في التقرير، عادية وبسيطة، لكن تذكر ان هناك أسرة ما تكسب قوت يومها من غرابة هذه الحرفة.

 

البدُّودّية

 

من أجمل الحرف الموجودة في فلسطين حرفة "صانع البدودية"، أو الزيت المشويّ، المدخّن، المصنوع يدويا بالكامل، حيث يبدأ الصانع بعد إشعال النار، ووضع حجارة ستستخدم فيما بعد، داخلها، ثم يبدأ شيّ حب الزيتون الأسود، بعد غسله، ووضعه بشبك حديدي، بحيث يقوم الصانع بتحريكه فوق النار داخل الشبك، حتى يتحمص الحب كلياً، ثم ينقله، ليتم هرسة "بالدِّرداس"، وهو عبارة عن صخرة كروية الشكل، تهرس الزيتون داخل حفرة في الصخر.

 

ثم يوضع الحب المشوي المهروس، داخل وعاء لينقل للعملية الثانية، الكيّ، التي تستخدم فيها الحجارة التي وضعت في النار عند شوي الزيتون، فيدخّن الحب المهروس، ويكوى في آن معا، ثم يوضع في شبك حديدي آخر، بعد نقله للمكان الثالث وهو المعصرة، "ليُربَص" في الحجارة، أي يثقَّل عليه بالوزن، ليسيل منه الزيت في مكان مجهز، ليصفّى داخل حفرة خاصة، فيجمع فيما بعد في أوعية، فيصبح جاهزا للاستخدام.

 

وهناك زيت "الطَفْحِ"، وهو يصنع بطريقة مشابهة، لكن دون شيِّه، أو تدخينه، من حب الزيتون المتساقط على جوانب الشجر، فيهرس، بعد غسله بالماء، ثم يهرس بنفس طريقة "البدُّوديّة"، ثم يوضع بماء مغليٍّ، "فيَطْفَحُ" الزيت، فوق الماء، ولهذا سمي زيتُ "الطَّفح" بهذا الإسم.

 

عقّاد الحجر

 

ليس هناك شخص إلّا ومرَّ من أمام نافذةٍ، مبنيةٍ من الحجر القديم، ولاحظ تقويسة الأحجار فيها، و له أن يسأل، كيف تم تقطيع هذا الصخر الصلب، بعدة يدوية، بهذه الدقة؟

 

وإليك الطريقة، تبدأ الحكاية عندما يحمل الصانع، منشاره الخاص، ليقتص حجراً من صخر يسمى "البلاط"، مشكلاً إياه مكعباً شبه متساوٍ، ثم ينقل لمكان التشكيل، الذي هو في العادة لصناعة الأحجار المكعبة، بحيث يتم رسم القوس حجراً حجراً، بحيث يحفر بالمطرقة، والأزميل، فتبنى  قاعدتين حجريتين، على يمين وشمال النافذة او الباب، ويوضع الحجر القوسي الأول على اليمين ويُدْعم بقطعةٍ خشبية، وينتقل الصانع إلى الجهة اليسرى، فيضع حجراً مماثلا لليمينيّ، ثم حجر ثانٍ فثالثٍ فرابع، وهكذا حتى لا يتبقى إلّا مكان لحجرٍ واحدٍ، إسمه حجر"العَقْدة"، الذي يحفر بدقة فنان، لأنه الحجر الذي سيُثَبِّتُ كل هذه النافذه المدعّمة حتى الآن، ما إن يجهز الحجر، ويوضع في مكانه، حتى يتم ثبات النافذة تلقائياً، فيصبح بالإمكان إزالة الدعّامات، والإستمتاع بالمنظر الهندسيّ.

 

شدُّ الغربال

 

الغِربال هو أداة تنقية القمح من الشوائب، تراثيٌ، لكن لا يمكن الإستغناء عنه في منازل الفلّاحين، وينقسم إلى ثلاثة أنواع كل له وظيفته، بالإعتماد على إتساع فتحاته أو ضيقها، فهناك "الكِربال" لتنقية القمح والتبن من الشوائب الكبيرة، و "المِسرد" لتنقية القمح من من التبن، "والغربال" لتنقية القمح من الشوائب الذريّة، والغربال يصنع من أمعاء الحيوانات، التي تجفف في الشمس، ثم تُقَطَّع طوليا، وتلفُّ على هيئة خيوطٍ رفيعةٍ نسبيا، لتحاك على شكل شبكة مشدودة، ومن ثمَّ يبدأ تصنيع الإطار الخشبي، الذي يكون بارتفاع عشرة سنتمترات، وطول متر تقريبا، لتُحنى وتُثَبَّت، بالحبال المصنّعة من أمعاء الحيوانات، ثم يتم تثقيب اللّوح الخشبي، بثقوب متجاورة لإدخال الخيوط منها، حتى يتم تشبيكها وفق نوع الغربال المراد تصنيعه.

 

هناك العشرات من المهن التي تعتبر من المهن النادرة، كصناعة "الطابون"، وصناعة "مهباش" البنّ، ومربي طيور الزينة، وصناعة أحجار "جاروش القمح"، ورسّام النحاسيات، وكلها مهن مميزة، ولايسعنا شرحها، حتى لا نطيل عليكم.