الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خساسة "السامرة" في وجه بلدية برطعة

2016-11-07 02:46:08 PM
خساسة
قرية برطعة

 

الحدث- علاء اصبيحات

تتجلى عنجهية المستوطنات، التي تتربع على عرش أهم المراكز الحيوية، في الضفة الغربية، متمثلة بما تدعى بمجالس المستوطنات من جهة، واستخفاف الاحتلال بالوزن الفلسطيني عموما من جهة أخرى، وقذارة تصرفات مؤسساته المدنية والعسكرية بحق العرب من جهة ثالثة، بأسمى صورها السوداء، في بلدة برطعة الواقعة في الجنوب الغربي لمدينة جنين.

 

فوق مساحة تزيد على سبعة وعشرين ألف دونم زراعي أو صالح للسكن، أقيمت قرية هادئة، لم ينتظر أحد أن تصبح بهذه الأهمية، الجغرافية والاقتصادية والمجتمعية، لولا أن جدار الفصل العنصري، قد فسخها عن الضفة الغربية، ليضع بينها، وبين بلدة يعبد، معبرا مدنيا، مالبث أن أصبح من أهم المعابر على مستوى الضفة، ذلك أنه يعبر منه ما يزيد على خمسة وعشرين ألف عامل من الضفة؛ للعمل داخل المناطق المحتلة في عام ألف وتسعمئة وثمانية و أربعين، كما صرّح رئيس مجلس بلدية برطعة غسان قبها، خلال حديثه مع "الحدث".

 

وعند حديثه عن هذا التطور المتسارع، والمفاجئ أضاف قبها، هناك معوّقات مستمرة، وبخاصة من مجلس مستوطنات السامرة، فقد قدم المجلس اعتراضات على كافة المشاريع، المقامة والتي ستقام على أراضي بلدية برطعة، علما أنها مناطق، تابعة للسلطة الفلسطينية، لكن مجلس المستوطنات يدّعي ملكيته لها، كما هو الحال في كل مناطق "سي"، على حد قوله، فقد قدم مجلس مستوطنات "السامرة" اعتراضا على إقامة نقطة ترحيل نفايات قبل عام ونيّف، في حين أن البلدية جابهت حتى أقامت هذا المشروع الذي قامت بافتتاحه منذ أقل من أسبوعين.

 

ويوضح كبها أن الإسرائيليين لايمكن العمل معهم وفق خطط ممنهجة، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع التي تخدم العرب، وأن العمل معهم يكون من خلال سياسة فرض الأمر الواقع؛ لأنهم وإن وافقوا على مشروع لا بد وأن يتم تأخيره، وهو أسلوب ينجح غالبا، مع المجلس البلدي في برطعة.

 

نمو خجِل

بصوت ملؤه التحدي، أكد كبها أن بلدية برطعة التي يسكنها ست آلاف نسمة، ويتوسطها سوق أقيم بعد فصلها جغرافيا عن الضفة، ويزوره ما يزيد علي عشرين ألف زبون، من سكان المدن المحتلة في عام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف، ويسكنها أغلب عمال الضفة الذين يشتغلون في الداخل المحتل ليلا، وأكثر من خمسة عشر ألف عامل ضفيٍّ، يعملون في البلدة ويسكنونها، تواجه في كل يوم، معوقات من دائرة التنظيم الإسرائيلي التي تمنع تراخيص البناء لسكان البلدة، فهناك ما يزيد على المئة قضية مرفوعة، يطالب فيها أبناء البلدة بتراخيص بناء، في حين ترفض دائرة التنظيم الإسرائيلية ذلك، بل وتصدر شهريا أربع أو خمس إخطارات هدم بحق بعض المباني.

 

ومن جهة أخرى تقام على حدود القرية، ثلاث مستوطنات، وهي "شكيد"، "ريحان"، " حننيت"، مما يؤدي إلى ضعف في البنية التحتية، التي يحتاج إليها ما يزيد على سبعين ألف ساكن تقريبا، لهذه القرية يوميا، من شوارع ومؤسسات، ومصارف؛ لأن تطور مثل هذه البلدة يعتبر مصدر دخل لمحافظة جنين، التي تتبع لها بلدية برطعة.

 

وفي نفس السياق، طالب رئيس البلدية قبها، من السلطة الفلسطينية، أن ترقى لمستوى الحدث؛ لأجل مواجه التغييرات التي تحدث لحظيا، مؤكدا أن البلدية وأعضاءها يسابقون الريح لتقديم ما يتطلبه الموقف، لكن التطور أسرع من أن يسيطر عليه، لذا فعلى الدعم أن لا يجف، بل على العكس تماما، لا بد له أن يزيد.