الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العدد 76 | جمال حداد لـ "الحدث": "ابدأ" برنامج لبناء المهارات المهنية وتوفير التمويل للشباب في عالم الأعمال

2016-12-20 06:49:58 AM
العدد 76 | جمال حداد لـ
جمال حداد مدير عام مؤسسة فلسطين للتنمية (تصوير راشد وادي- الحدث)

 

برنامج تمكين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلق 2,000 فرصة عمل مباشرة
ندرس إطلاق المرحلة الثانية من برنامج "منح القدس" مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي

 

 

مؤسسة فلسطين للتنمية هي مؤسسة غير ربحية، تعمل على دعم تطوير المشاريع ذات الأثر الملموس على المجتمع الفلسطيني، وزيادة نمو المشاريع وريادة الأعمال. وقد تم تأسيسها من قبل صندوق الاستثمار الفلسطيني عام 2014 كمؤسسة تعمل على تنفيذ استراتيجية الصندوق في مجال الاستثمار المجتمعي، وذلك من خلال موارد الصندوق المالية، بالإضافة إلى الاستفادة من أموال جهات مانحة أخرى.

 

حاورته: ريم أبو لبن

 

تدير مؤسسة فلسطين للتنمية الآن برنامجاً متكاملاً للمسؤولية الاجتماعية يتضمن مجموعة من المبادرات والبرامج وصلت قيمتها إلى 6 مليون دولار امريكي، تفاصيلها في هذا الحوار مع جمال حداد مدير عام مؤسسة فلسطين للتنمية.

 

 

البداية مع جديد 2017

"ابدأ" برنامج من 3 ركائز لدعم العمل المهني والشباب في سوق العمل

 

لنبدأ من آخر برامجمكم الذي يحمل عنوان "ابدأ"، ما هو هدفه؟

 

هذا العام، قررت مؤسسة فلسطين للتنمية، اتخاذ خطوة جديدة في مجال تعزيز وتطوير برنامج من ثلاث ركائز، الأول إطلاق مساق بعنوان "تعرف على عالم الأعمال" وهو مساق معتمد من قبل منظمة العمل الدولية، يحفز الشباب على الالتحاق بالتعليم المهني ليكون لدينا شباب متعلم وصاحب حرفة قادر على إيجاد فرصة عمل في سوق العمل، فليس بخافٍ أن تطوير قطاع العمل المهني في فلسطين هو احد الحلول الأساسية لمشكلة البطالة في فلسطين.

 

ومن أجل البحث عن التغيير، وخلق فرص عمل جديدة، وضمن ما يحتاجه السوق الفلسطيني، تم الاتفاق مع منظمة العمل الدولية، ووزارة التربية والتعليم العالي على تدريب 200 محاضر معتمد من قبل منظمة العمل الدولية في التخصصات المهنية المختلفة مع بداية العام القادم 2017.

 

وسيطبق المشروع بشكل أولي في 20 معهد تدريب مهني في الضفة الغربية، وستضم هذه المعاهد مئات الطلبة، حيث سيحصلون على مساق مهني معتمد بشكل إجباري من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، وسيخضعون للتدريبات العملية والتي ستشمل 96 ساعة معتمدة، دون الحاجة لإجراء الامتحانات والمحاضرات التقليدية كما في الجامعات والكليات، حيث سيحصلون على التدريب الكامل فيما يتعلق بالمفاهيم والاستراتيجيات والمهارات اللازمة لبناء مشروعهم الخاص وبطريقة تفاعلية ما بين المحاضر والطالب.

 

وقد جاءت فكرة هذا المشروع من أجل كسر حاجز الرهبة أو الخوف الذي يقف عائقا أمام الشباب ويمنعهم من اطلاق مشروعهم الخاص من خلال تعريفهم بأهمية بناء المشروع الذاتي، وتطوير المهارات ضمن الأعمال المهنية، مما يساهم في تخفيف تخوفاتهم من خوض غمار هذا المضمار، ويسلحهم بالمهارات التي تمكنهم من مواجهة سوق العمل والمجتمع ليصبحوا أكثر استعدادا وجرأة ومقدرة على مواجهة الواقع وبناء مشاريعهم الخاصة في مجال العمل المهني.

 

بالنسبة لمن يبحث عن عمل ولم يجد، هل بإمكانه الانضمام إلى برنامج "ابدأ"؟

 

السؤال يقودني إلى الركيزة الثانية من ركائز برنامج "ابدأ"، وهي عبارة عن إطلاق مساقات أخرى، أيضاً خلال العام 2017، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في مجال ريادة الأعمال، ومع مؤسسات الإقراض المختلفة ومؤسسات تعليمية أخرى لدعم أفكار لمشاريع يقدمها من تتراوح أعمارهم بين (35-18)عاماً، بحيث سيكون هدف تلك المساقات هي مساعدة تلك الفئة العمرية من الشباب على اكتساب المهارات والتدريبات اللازمة للبدء بالمشروع، والقدرة على تحليله وتحضيره بالشكل السليم، ومن ثم تعريفهم بمصادر التمويل والإقراض.

 

أما الركيزة الثالثة من مشروع "ابدأ" فهي تقديم التمويل لمن لديه أفكار ريادية لمشاريع وبحاجة إلى تمويل فقد تم تخصيص مبلغ مالي بمقدار 30 مليون دولار على مدار السنوات الثلاث القادمة لتفعيل دور مؤسسات الإقراض ومؤسسات تمويلية أخرى من أجل العمل سوياً مع الفئات المستهدفة للمشروع، ودعم أفكارهم. وقد بدأنا خلال العام 2016 بشكل جزئي من خلال تخصيص مبلغ 6 مليون دولار لتنفيذ هذه الجزئية من البرنامج، على أن نخصص للعامين المقبلين وحتى عام 2019 ما تبقى من المبلغ أي 24 مليون دولار لدعم تلك المشاريع والأفكار الشبابية الريادية.

 

المسؤولية الاجتماعية لديكم هل تتسم بالديمومة، وما هو مفهومكم لها أو تعريفكم لها؟

 

موضوع الديمومة أو الاستدامة هو موضوع شائك في فلسطين، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن عددا لا بأس به من المشاريع والبرامج الاستثمارية في فلسطين لها أثر محصور بفترة زمينة معينة وكذلك بمنطقة جغرافية محددة. مع ذلك، فإننا في مؤسسة فلسطين للتنمية أردنا التغيير والبحث عن المشاريع التي تتسم بالديمومة، والاستمرارية ولا تتوقف أو تنحصر بفكرة تقديم الدعم المالي فقط، بل تسعى إلى خلق فرص عمل، وتعمل على طوير المهارات الذاتية لإنشاء مشاريع خاصة.

 

من هنا بإمكاننا الانطلاق للحديث عن مفهومنا للمسؤولية الاجتماعية أو تعريفنا لها، فنحن لا نرى أن المسؤولية الاجتماعية يجب أن أن تنحصر في نطاق أو في دائرة التبرع والدعم الخيري، فهذا المفهوم قد تغير نحو منحى اكثر استراتيجية اطلقه صندوق الاستثمار الفلسطيني، وبدأ بتطبيقه بعد انشائه لمؤسسة فلسطين للتنمية، معتبراً إياها ذراعه في مجال المسؤولية الاجتماعية فبدأنا بوضع رؤية متكاملة لتطوير برامج ومشاريع طويلة الأمد لكي تجسد ما يريد صندوق الاستثمار ومن خلال مؤسسة فلسطين للتنمية تقديمه كرؤية تطويرية للمجتمع تحقق الاستدامة.

 

برنامج التمكين الاقتصادي

 

ما هي أبرز البرامج التي أطلقتها مؤسسة فلسطين للتنمية؟

 

هنالك العديد من البرامج المهمة التي أشرفت فلسطين للتنمية على اطلاقها وتلك التي تعمل على ادارتها من قبيل برنامج التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذي كان مطلباً رئاسياً من قبل الرئيس محمود عباس أراد من خلاله البحث عن استراتيجية جديدة وتحت إطار صندوق الاستثمار الفلسطيني ومؤسسة فلسطين للتنمية تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين في لبنان تحديداً.

 

من هنا تم طرح العديد من الأفكار التي تدعم اللاجئين في لبنان، ولكن تم الاتفاق في نهاية المطاف على خلق برنامج إقراض طويل الأمد وميسر للمشاريع الإنتاجية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبدأنا العمل. 

 

حيث خصص صندوق الاستثمار لهذا البرنامج في بداياته حوالي مليون دولار، ومن ثم اتسع نطاق عمل البرنامج وتطور وتمت إضافة نصف مليون دولار إضافية.

 

فكرة البرنامج تستند بشكل أساسي على العمل المشترك ما بين مؤسسات الإقراض الفلسطينية واللبنانية المتواجدة في لبنان من خلال تقديم القروض لها وبفوائد بسيطة دون لجوء الصندوق لإنشاء مؤسسات جديدة في لبنان.

 

وهذه المؤسسات المقرضة تقوم بدورها بإقراض اللاجئ الفلسطيني، لينشئ مشروعه الإنتاجي، أو يعمل على تطوير مشروع سابق، وذلك لخلق فرص عمل جديدة، أو من أجل الحفاظ على الأعمال الموجودة أصلاً.

 

وبعد تطور البرنامج، ازداد عدد شركاء برنامج الإقراض الفلسطيني للاجئين في لبنان، حيث قدم شريك كويتي نصف مليون دولار دعماً للبرنامج، وتبعه الشريك القطري بـ 250 ألف دولار.

 

بالتالي استطاع البرنامج خلال 4 سنوات من العمل المتواصل من تقديم ما يقارب 2 مليون وربع المليون دولار لمخيمات اللاجئين في لبنان ، لا سيما وأن هذا المبلغ هو بحد ذاته قد نصفه بـ "رأس مال" دوار، إذ يدور في حلقة تبدأ من تقديم القرض، ومن ثم سداده، وينتهي بإعادة إقراضه مرة أخرى لفرد آخر.. وهكذا.

 

وبالرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في لبنان، فقد كنا سعداء بمدى الالتزام الذي ابداه كل مقترض تجاه عملية السداد، ولمسنا حرصاً منهم على استفادة آخرين من البرنامج.

 

ونظراً للإقبال الشديد على البرنامج، ولأن الطلب عليه في تزايد مستمر فإننا الآن في مرحلة استقطاب المزيد من الأموال لتخدم البرنامج.

 

من هم المستفيدون من البرنامج؟ وكم عددهم؟

 

برنامج الإقراض الفلسطيني للاجئ الفلسطيني داخل المخيمات اللبنانية، يركز في طبيعته على تطوير المشاريع الإنتاجية، بعيداً عن المشاريع الاستهلاكية، التي تتمثل في الحصول على قرض من أجل شراء بعض الكماليات.

 

لذا فإن هذا البرنامج يدعم المشاريع الإنتاجية بشكل أساسي، ويعمل على تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتكبيرها وتحسينها بكل ما يلزم وفي أي قطاع إنتاجي داخل مخيمات اللجوء في لبنان.

 

وحتى هذه اللحظة، تم الاستفادة من 2000 مشروع، ونحن نتحدث هنا عن تقديم الاستفادة لـ 2000 عائلة فلسطينية تقريباً داخل مخيمات اللجوء في لبنان، والأسرة الواحدة يتواجد فيها، بمعدل تقريبي، 5 أفراد للأسرة الواحدة، إذن قد نحصد 10 الاف مستفيد من البرنامج، ولكن هذا الرقم يعتبر صغيراً، إذا ما قورن بتزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين، حيث وصل عددهم حتى هذه اللحظة إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني داخل مخيمات اللجوء في لبنان.

 

وبالنظر إلى الفئة العمرية المستهدفة، ففي بداية البرنامج لم نسلط الضوء على الفئة العمرية، ولكن بعد تطور البرنامج، أًصبح الأمر ملحاً لتحديد الفئة العمرية المستفيدة من برنامج الإقراض، وقد تم تحديدها في الفئة التي تتراواح بين (18-35)عاماً، ولكن هذا لا يعني أنه يتم استثناء من هم أكبر سناً.

 

كيف تقيمون نتائج هذا البرنامج حتى اللحظة؟

 

برنامج التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، وتحديداً في لبنان، هو من أنجح البرامج الاجتماعية التي سعى صندوق الاستثمار الفلسطيني بواسطة مؤسسة فلسطين للتنمية إلى إنجازه ليحقق نجاحاً قد يفوق نسبة 90%.

وقد نستدل على هذه النسبة، من خلال بعض المعطيات التي تظهر ردات الفعل الايجابية من قبل المستفيدين من برنامج الإقراض، حيث خلق البرنامج ما يقارب 2000 فرصة عمل بشكل مباشر.

وسبب النجاح مرتبط بشكل أساسي في آلية العمل والتخطيط، واستمرارية المشروع وديمومته.

 

برنامج منح القدس

 

كيف ساهم برنامج "منح القدس" في تغيير نظرة القطاع الخاص للاستثمار؟

 

صندوق الاستثمار الفلسطيني يضع مدينة القدس المحتلة ضمن اهتماماته وأولوياته، فهو يقدم التبرعات لبعض مؤسسات المجتمع المدني داخل المدينة، والتي تقوم بدورها بإدارة بعض البرامج ضمن مبالغ معقولة وتنفيذها داخل مدينة القدس.

 

لكن البرنامج الأساسي الذي تديره فلسطين للتنمية هو برنامج "منح القدس"، والذي يهدف إلى المساهمة في في تطوير عمل المنشآت الصغيرة والمتوسطة في القدس، وقد اطلقنا البرنامج في عام 2013 تحت مظلة صندوق الاستثمار الفلسطيني وبدعم من الاتحاد الأوروبي حيث تم تخصيص حوالي 2 مليون يورو للمشاريع التي يعنى أصحابها بالمساهمة أيضاً بمبالغ مالية لتطوير مشاريعهم وزيادة انتاجيتهم وزيادة عدد موظفيهم. حيث استفاد من البرنامج 21 مؤسسة، قامت بتطوير أعمالها وزادت من أعداد موظفيها.