الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نَشِيدُ الشَّعْرُ/ الشاعر: بهاء رحال

2016-12-21 12:36:11 PM
نَشِيدُ الشَّعْرُ/ الشاعر: بهاء رحال
بهاء رحال

إنهم شعراء

أبناء عَم العَدَم

يَصعَدونَ فوقَ المَعاني

ويلتزمونَ نَسقَ القوافي

ويرفعونَ شعار الأبد

يغزلونَ صُور الفرح في البعيد

وينشدونَ تراتيل صحوهم

إذا جَاءهم الحُلم

ناموا، ساعةً فوقَ أوراق

بعثروها وبعثرتهم

وانتبهوا لنقشٍ في الظل

مُضافٍ الى رسمٍ في الهوية

بالغ المعنى...

ورق في الطرقات

قصاصات تركها أصحابها

في أرض البلاغة

رجفة وقلق

وأغانٍ تطول

ونشيد كهذا النشيد

بلا معنى

يطارد ليل السكارى

في حانة الشقاء

غرب المدينة

عند أرض خاوية...

شقراء

أرضُ قصيدتي

وسَماؤها واقفة مثل شمس

مُعلقة بجدائلِ صَيف

تمسك سحابة

لها شفاه من عسل محلى

ولها وصايا متروكة على ضفة

زمانها

ولها انبعاث الرؤيا في الميقات

ولها نص يأتي بعد منفى

يوم يطوف في البلاد رسم

مقدس

ينبعث في رجفة الحياة الناهضة

من سباتها في واحة الكلام...

يندفع الكلام شقيا

يختصر المسافة بين لوحتين

واحدة في الجنوب

وأخرى ترتاح في المنتصف

خلف جدار...

يأتي كلام آخر

من ليل السكارى المتعبين

المولعين بالسهر

ليسدل الستار عن شيء

خفيّ يحدث بعد وقت...

إنهم شعراء

يَلهونَ في مَعاني الكلام

يَتبَعونَ وهماً يَدلهُم إلى سراب

ويتبعهم رَكب الحَالمين

الخَارجينَ من تَعبِ الطريق

إلى أرصفة ملونة

هم ذاتهم

لا يتوبُ الكلام في رغبَتِهم

ولا يتوبون

ويتبعونَ بَعضَهم

في مسارات مختلفة

خلفَ الظلال

وفوقَ التلال

ويلازمونَ الصمت

كلما ضاقَ حُلمَهم فاضت

كلماتهم

وصارت نشيداً

أيُّ هذا الحزن هم

في صور جميلة

وعند شرفات بعيدة

قرب قُبَلِ المساء

يودعون ليلهم

ويوزعون الصدقات

قصاصات حبرٍ

وبعض أمل مضطرب

في دهشة المعنى...

إنهم شعراء

يأسٌ يفيضُ من تعب

ولغةٌ سَابحة الظل في المعنى...

يأسرونَ تلك القلوب اليافعة

مثلما تأسر وردة برحيقها فراشات

الصباح...

يبدأون الإنشاد مثل قديسين

يقرأون في مطلع الكلام تعاويذ صبرهم

ثم ينسحبون

بعدما تصطاد قصائدهم نصف قبيلة

كاملة

ويُهزمونَ

ويهزمون

وينكب بعضهم على ظله

يطوي فصولاً في الخيبة

يطارد نسيم هواءٍ بارد

لا يدفء القلب

ولا يترك في المكان معنى

سوى هذا اليأس

وهذه الكلمات التي تطارد صاحبها

دون رغبة في الانشاد...

انهم شعراء

آهاتُ حُزنٍ قديم

مِثل جُرحٍ في الذاكرة

يَجمعون

أحلامَ فتى طائش

يستعد للنزولِ قبلَ المحَطة

ليسَ رَغبةً في النزولِ

بل ليُخربشَ وقتْ

المسافرين...

انهم شُعَراء

يَنهضونَ في ليلهم الغريب

مثل سَحابةٍ تفيقُ

في رجفة الخريف

يبللونَ الوقت بكاساتٍ

يسرقونها من الحانة

تلك الحانة التي يزورونها

آخر الليل، فرادى

حين ينام الآخرون

اولئك الكسالى، في مدينتهم...

انهم شعراء

فاحذروا صمتهم اذا كتب

إذا شكى جرحاً يوجع خاصرتهم

إذا بكى في ساحة حزن اصم

اذا حمل باقتدار صوتكم

واذهبوا حيث شئتم

في مراوغات الوقت، والمعنى

وعودوا اذا اتسع جرح

في الزحام