السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص الحدث | الشهداء مستقلون ورايات الفصائل في جنازاتهم لا تمثلهم

2016-12-25 07:21:49 AM
خاص الحدث | الشهداء مستقلون ورايات الفصائل في جنازاتهم لا تمثلهم

 

الحدث- محمد غفري

 

لم تعد رايات الفصائل الفلسطينية الملونة، وما أكثرها عندما تغطي السماء ويرفعها المشيعون في جنازات الشهداء، تعبر عن الانتماءات التنظيمة لهؤلاء الأحياء عند ربهم، بسحب ما كشفت دراسة حديثة حول التوزيعية الفصائلية لشهداء الهبة الشعبية.

 

وكشفت دراسة حديثة أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، وصلت لـ"الحدث" نسخة منها، أن أكثر من 60% من شهداء الهبة الشعبية، كانوا من فئة المستقلين.

 

وبالإشارة إلى بلوغ عدد شهداء الهبة الشعبية (انتفاضة القدس) إلى 269 شهيداً، منذ اندلاعها مطلع أكتوبر 2015 وحتى اليوم، فقد أكدت الدراسة أن نسبة المنظمين من الشهداء وصلت 23%، والباقي كانوا من أنصار الفصائل.

 

مدير مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي علاء الريماوي، قال إن المركز توصل إلى هذه الإحصائية، من خلال مقابلة عدد من أسر الشهداء، ومتابعة تبني الفصائل الفلسطينية للشهداء من عدمه، بالإضافة إلى ملاحظة أن غالبية شهداء هذا الجيل، لم يلحظ عليهم أي نشاط تنظيمي مسبق، وبناء على ذلك تم دراسة التوزيعة الفصائلية للشهداء.

 

وأضاف الريماوي، ويعمل مديراً لمكتب فضائية القدس في الضفة الغربية، أن حالة الاستقطاب التنظيمية في الضفة الغربية باتت بشكل متدني، ويلاحظ أن الجيل الشاب بعيدا هذه الأيام عن الحالة التنظيمية، ولا ينتمي للفصائل الفلسطينية، وهذا على العكس مما كان في انتفاضة الأقصى، والانتفاضة الأولى.

 

وأكد الريماوي، في لقاء خاص مع "الحدث"، أن هذه الإحصائية تعبر على أن من قاد انتفاضة القدس منذ بدايتها، واستلم زمام المقاومة، هي الحالة الشعبية والمجتمعية، وليس الحالة التنظيمية، وهذا بسبب ضعف البنية الفصائلية في الضفة الغربية، وبالتالي ضعف مشاركة الفصائل في الانتفاضة.

 

لماذا تراجع دور الفصائل؟

 

يرى الريماوي، أن أسباب تراجع الحركة التنظيمة ودور الفصائل في الضفة الغربية، يرجع لثلاثة أسباب: أولها ملاحقة السلطة الفلسطينية، وقيامها بدور أمني، في مواجهة الحركات الاسلامية وخصومها السياسيين، منها بشكل خاص حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس.

 

السبب الثاني بحسب مدير مركز القدس، هو التراجع الكبير لحالة اليسار الفلسطيني، فنحن لم نعد نلمس أنشطة ظاهرة لليسار، كما كانت عليه في السابق، حيث اقتصرت أنشطة الجبهة الشعبية في ذكرة انطلاقتها قبل أيام على حالتين خجولتين، والجميع يعلم كيف كانت انطلاقة الجبهة في السابق.

 

أما السبب الثالث، فهو البيئة السياسية في ظل وجود السلطة الفلسطينية وما بعد اتفاقية أوسلو، وتركيبة الضفة الغربية بعد الانقسام الفلسطيني، حيث تذهب هذه الأمور كلها إلى حالة من المجتمع اللاسياسي، بمعنى أن السلطة أصبحت تقوم بمقام المنظومة المجتمعية والتنظيمية، وفق ما ذكر الريماوي.

 

الكتل الطلابية السياسية

 

وحول النشاط السياسي والكتل الطلابية داخل الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، أفاد الريماوي أن حراك هذه الكتل الطلابية التي تمثل الفصائل في الجامعات، لا يكون إلا في موعد الانتخابات، حيث يتم حشد الانصار للانتخابات.

 

وأوضح، أن هذه الأنشطة للكتل الطلابية تصبح خجولة وتنحسر في بعض الأفراد في باقي أيام الفصل الدراسي.

 

نحن بحاجة للتنظيمات

الريماوي يرى في حواره مع مراسل "الحدث، أن تراجع دور التنظيمات الفلسطينية، أمر يدعو إلى التخوف باتجاه الحركة الوطنية الفلسطينية، والذي بات واضحاً بعد انتفاضة الأقصى، حيث أصيبت التنظيمات بحالة من الضعف في الضفة الغربية، من حيث الضعف الثقافي والتربوي والحاضنة لها.

 

وأكد الريماوي أن دور الحركة التنظيمة مهم في مواجهة الاحتلال، لأنه كلما زادت الحالة التنظيمة، زاد بعد التأثير في مقاومة الاحتلال، والاستمرار به لفترة طويلة، وكلما بقيت الحالة السائدة جماهيرية، تكون المقاومة فيها لحظية، ويمكن السيطرة عليها.