الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| اللحظات الأخيرة قبل استشهاد الفتى محمد

2017-01-12 05:27:46 AM
خاص
اعتصام في رام الله للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء (الحدث)

 

الحدث- محمد غفري

 

لم تكن والدته تعرف أن هذا اللقاء سيكون آخر لقاء بينهما، عندما وضعت في يده بعض الشواقل كي يذهب إلى البقالة يشتري، وانصرفت هي الآخرى تواصل أعمالها المنزلية.

 

حتى اليوم ما زالت والدة الشهيد محمد بإنتظاره كي يعود إليها في لقاء جديد، ولكن هذه المرة محملاً على الأكتاف، بعدما قتله جنود الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يسرقوا جثمانه.

 

الحديث يدور هنا عن الفتى محمد نبيل سلام (16 عاماً) من سكان مخيم شعفاط، الذي استشهد مساء يوم الجمعة 25 نوفمبر 2016، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز المخيم، بذريعة محاولته تنفيذ عملية طعن.

 

في ذلك اليوم زعم جيش الاحتلال أن الشهيد محمد حاول طعن أحد الجنود على الحاجز، فأطلقوا عليه النيران مما أدى لإستشهاده، وقامت قوات الاحتلال باحتجاز جثمانه في ثلاجتها حتى اليوم.

 

الحاجة فاطمة سلام نفت في لقاء مع مراسل صحيفة "الحدث" إدعاءات جنود الاحتلال المتعلقة بمحاولة حفيدها محمد تنفيذ عملية طعن.

 

وتروي الحاجة فاطمة تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل استشهاد محمد، عندما أنهى صلاة المغرب مع والده في المنزل، وذهب إلى البقالة القريبة من المنزل على مسافة 15 متراً كي يشتري إلا أنه "طلع يشتري من الدكان وما رجع".

 

وتابعت باستغراب، أن حفيدها لا يمتلك سوى كلية واحدة ولديه مرض فيها، ويجب أن يذهب بإستمرار كل أسبوع للعلاج في مستشفى "هداسا" في القدس المحتلة، فهل يستطيع هذا الطفل أن يهجم على كتيبة كاملة من الجيش على حاجز شعفاط؟.

 

وأكدت، أن جيش الاحتلال دائماً ما يعزز من تواجده على حاجز مخيم شعفاط بعدد كبير من الجنود، وهو ما ينفي إقدام طفل على التهور لتنفيذ عملية طعن ضد هذا العدد الكبير من الجنود، مضيفة "قتلوه وأعدموه ظلم".

 

هول المصيبة لم يفارق الحاجة فاطمة على الرغم من مرور نحو شهرين على حادثة استشهاد نجلها، وهو ما دفعها لطرح عدد من التساؤلات: لو كان في الحقيقة أراد أن يطعن كما يدعي الاحتلال، فهل يستطيع محمد أن يطعن كتيبة كاملة من الجنود على حاجز مخيم شعفاط؟ ألا يستطيع الجنود أن يمسكوا هذا الطفل واعتقاله؟ ألا يستطيعوا إطلاق النار على قدميه قبل أن يصل إليهم؟.

 

كل ذلك دفعها للهدوء قليلاً خلال لقائنا معها، يوم الثلاثاء، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة، خلال مشاركتها في وقفة احتجاجية على احتجاز جثامين الشهداء، بالتزامن مع الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، إلا أنها عادت من هدوئها لتقول: ولكن هم معنيين في الإعدام.

 

وعن تلقي خبر استشهاد محمد، قالت إن العائلة شاهدت على التلفاز خبر استشهاد فتى برصاص الاحتلال على حاجز المخيم، ولكنها في البداية لم تتوقع أن يكون محمد هو الشهيد، حتى وصلهم الخبر اليقين.

 

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم احتجازها لجثمان الشهيد محمد نبيل سلام (16 عاما) من مخيم شعفاط في القدس المحتلة، بعد أن ارتقى برصاص الجنود بتاريخ 25/11/2016.

 

كما وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين 8 شهداء فلسطينيين من شهداء الهبة الشعبية، أقدمهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور(19 عاما) من مخيم عايدة قضاء بيت لحم، واستشهد بتاريخ 18/4/2016.