الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| رحلة البحث عن طائر الحسون.. من جبال اوروبا إلى أقفاص السوق السوداء والسعر خيالي

2017-01-24 02:45:20 PM
خاص
طيور حسون

 

الحدث- محمد غفري

 

على غير عادة تهريب الدخان والمعسل، وما وصلت إليه من أساليب مبتكرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لتجار فلسطينيين تم ضبطتهم على نقطة التفتيش الحدودية الإسرائيلية يهربون هذه المرة طائر الحسون من الأردن إلى فلسطين.

 

وبعد عملية بحث في الأسباب التي تدفع التجار لهذه المغامرة، تبين أنها تجارة قديمة على الجسر إلا أنها غير شائعة كغيرها، وخلفها أسباب مثيرة لطمع التجار، حتى قامروا بأرواح عشرات الطيور أثناء تهريبها داخل الجوارب إلى فلسطين، مروراً بيافطة "ممنوع تهريب الطيور والحيونات" على معبر "اللنبي" الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

 

 

الحسون كالسلاح والمخدارات

سليمان الأصبح أحد تجار الطيور في مدينة رام الله، أكد أنه لا يبيع طائر الحسون في متجره، لأنه طائر نادر الوجود في فلسطين ويمنع صيده والاتجار به، بالإضافة إلى سعره الباهض، كما أنه من المحتمل أن يموت داخل القفص لأنه طائر بري اعتاد على الحرية، وقبل عامين كانت أخر مرة اقتنى فيها طائر الحسون.

 

نفس الأقفاص الفارغة من طائر الحسون في متجر سليمان وجدناها في متجر آخر يبعد عنه مئات الأمتار في مدينة رام الله، إلا أن صاحب هذا المتجر رفض التعاون مع "الحدث" عندما تعلق الأمر بالاتجار بطائر الحسون ورفض الإفصاح عن أي معلومات، وحتى تصوير أنواع آخرى من الطيور.

 

 

هذه التخوفات التي بدت واضحة على صحاب المتجر كما لو أنه يتجار بالسلاح والمخدرات، دفعنا لزيارة متجر آخر في المدينة، ولحسن الحظ كان لديه زوج من طائر الحسون.

 

المفاجئة كانت أن صاحب هذا المتجر أيضاً عندما اكتشف أننا صحافة نبحث عن معلومات حول التجارة بطائر الحسون ولسنا زبائن عاديين، أنكر امتلاكه لهذا الزوج من طائر الحسون الموجود داخل المحل، واكتفى بالقول أنها لصديق له سافر إلى امريكيا وفقط يقوم بتربيتها حتى يعود، وامتنع عن تصويرها أيضاً، وكان همه الوحيد كيف يتخلص منا بعدما أخبرنا عن متجر يبيع طائر الحسون موجود في مخيم قلنديا.

 

 

أهلاً بطائر الحسون

الكنز كان موجود في مخيم قلنديا، حين عثرنا على عشرات طيور الحسون مربية في أقفاص أحد المتاجر، حيث تقع هذه البقعة الجغرافية خارج نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية، والمهملة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 

صاحب المتجر الذي امتنع عن ذكر اسمه، أكد أن تجارة طائر الحسون ممنوعة وفي أي لحظة من المحتل أن تداهم متجره سلطة الطبيعة الإسرائيلية، وتصادر طيوره وتضع عليه عقوبات مادية قد تصل إلى حد السجن، إلا أنه يتاجر بها بحثاً عن الأرباح الباهضة التي يجنيها من تجارة الحسون.

 

وأوضح في حواره مع "الحدث"، أن صيد طائر الحسون ممنوع من قبل السلطات الإسرائيلية، لذلك الطيور الموجودة في متجره هي مهربة من خارج فلسطين.

 

 

وكشف أن طائر الحسون نادر الوجود في فلسطين لذلك يتم تهريبه من اوروبا وتحديداً تركيا واكرانيا إلى الأردن ومنها إلى فلسطين.

 

وقال إن طائر الحسون يعتبر طير مميز جميل بلونه وله نغمة غناء جميلة فريدة مما جعله نوع مفضل لدى هواة تربية الطيور، واستعدادهم لدفع مئات وربما آلاف الشواقل ثمن لطير واحد منه.

 

وأشار إلى زوج من طائر الحسون موجود في متجره تم تهريبها من إسبانيا، معروضة للبيع بثمن 3000 شيقل للطير الواحد.

 

 

الجدير بالذكر أن سلطة الطبيعة الإسرائيلية تمنع استيراد طائر الحسون بشكل قانوني كما هو الحال مع باقي الطيور، لذلك إما أن يتم اصطياده وهو أمر نادر الحدوث، أو تهريبه من الخارج.