الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غيورغي كونستا نتينوف ترجمة وتقديم: خيري حمدان

ترجمة خاصّة لـ الحدث

2017-04-04 12:53:15 AM
غيورغي كونستا نتينوف
ترجمة وتقديم: خيري حمدان

ولد الشاعر غيورغي كونستانتينوف في مدينة بليفن عام 1943، أنهى دراسة الأدب في جامعة صوفيا "القديس كليمنت أوخريدسكي" عام 1967، شغل منصب محرّر في قناة التلفزة 1967 – 1971، ورئيس تحرير مجلة "نصوص وطنية" عام 1973. شغل منصب المدير العام لدار النشر "بلامَك – شعلة" عام 1983 واختير نائبًا في البرلمان التأسيسي الرابع "فليكو تيرنيفو"في العام نفسه. شغل منصب السكرتير العام لاتحاد الكتاب البلغار عام 1997، وفي العام 2001 اختير رئيسًا لنادي P.E.N الدولي.

 

أصدر 35 ديوان شعر أهمّها "ابتسامة واحدة هي عاصمتي" 1967، "وقتٌ شخصيّ" 1974، "قلبٌ أمّيّ" 1978، "متوحّدٌ اجتماعيّ" 1982، "أحبّك إلى هنا" 1992 – 2002، صدر هذا الديوان في 13 نسخة متتالية وبيع منه ما يزيد على 27 ألف نسخة، "قلق في القسطنطينية" 2014، "مبكّر أبدًا" 2015 وغيرها كثير من الأعمال الشعرية. لحّنت نصوصه الشعرية لصالح 200 أغنية، ومنها قصيدة "أحبّك إلى هنا"، "لحظة كأنّها الأبدية" وغيرها. ترجمت أعماله للغات الروسية، الصربية، المقدونية وغيرها. أدرجت قصائده في العديد من المختارات الشعرية باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية واليابانية والبرتغالية والألمانية والبولندية والتركية واليونانية والهندية والإيرانية وغيرها. شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في بلغراد، سالونيك، ستوكهولم، ماستريخت، مكسيكو سيتي وغيرها من العواصم والمدن. أصدر العديد من المؤلفات النثرية أهمّها "حدثٌ يسمّى حياة" 2008، "إنسان للمعاشرة" في جزأين 2013 – 2014. يكتب للأطفال أيضًا ونال العديد من الجوائز الوطنية لاتحاد الكتاب للشعر عام 1979، 1983، والجائزة الوطنية لأدب الأطفال عام 1978، رشّح للجائزة العالمية لأدب الأطفال "هانس أندرسن" 1994، 1996، نال ميدالية Medalica Pontificia, Vaticana، قدّمت شخصيًا من البابا يوحنا بولس الثاني خلال شهر مايو 1996، نال الجائزة الوطنية П.Р سلافيكوف لأدب الأطفال عام 2001، وجائزة كونستانتين كونستانتينوف 2006، والجائزة الوطنية جيو ميليف لمسيرته الأدبية عام 2007، وجائزة إيفان فازوف الوطنية 2010 لدوره الكبير بإثراء الأدب البلغاري، والجائزة الفخرية "القرن الذهبي" الصادرة عن وزارة الثقافة 2015، رئيس تحرير مجلة (بلامَك – شعلة) لسنوات طويلة. يحمل المواطنة الفخرية لمدينة بليفن.      

 

دَيْمومَة

НЕСПИРНО

 

كأنّها قارّاتٌ عتيقة

في مياهِ محيطٍ أزرقَ

لا تفتأ السحبُ تغيّرُ معالمَها

خلال لحظاتٍ معدودة

أفرازيا

تنهارُ لأوروبا وآسيا

والقارتانِ الأميركيّتان

جزرٌ متراقصةٌ

قممُها تغوصُ في الزرقة

سفوحُها ذرواتٌ..

كأنّي أراقبُ

شريطًا سينمائيًا متسارعًا

تنقلبُ الكوادرُ كلّ لحظة

كأنّها خرائط العالم

لا شيء دائم

تفقدُ الأشياءُ ديمومتَها

في رحمِ الطبيعة

كلّ سحابةٍ

في كلّ دقيقة

متمايزة بحدّ ذاتها

هكذا هو العالم

على أيّةِ حال

يبدّلُ هيأتَه دونَ توقّفٍ

في زرقةِ

المحيطِ الكونيّ..

 

وأنا

النملةُ المتفكّرةُ

الساذجةُ تحلمُ

بمكانٍ دائمٍ مستقرّ

في ذاكرةِ البشريّة

 

ألمٌ محتوم

НЕОБХОДИМАТА БОЛКА

 

علينا توخّي الحذر

حين نرجو السعادة

المسرّةُ اليوميّة  

قد تسمّمُ المعيشة

نقلا عن الحكماءِ القدامى

السمُّ في الجرعات

ولكَ أن تقيّمَ

لحظاتِ الفرحِ الوامضةِ

نظرةَ عاشقٍ نحوكَ

مكالمةً حميمة

فنجانَ قهوةٍ في صبحٍ وديعٍ

ذريعةً منفلتة

من أغنيةٍ مفضّلة

وأنباءً سيّئةٍ

تنذركَ فحسبْ

أنّ العيدَ ليسَ أزليًا

ولا حياةَ دون ألم.

 

أتشعرُ بالألم

إذًا، أنتَ

حيّ،

حيّ،

حيّ.

الألمُ رمزُ الحياة.

 

عن اللاجئين ثانية

ОТНОВО ЗА БЕЖАНЦИТЕ

 

همْ

يهرُبون من القنابل

يحملون في ذواتهم

خَشْيَة الحربِ

يهربون من البؤسِ

لكن، أنّى لهم أن يدركوا

يومًا ما وفي بقعة من الدنيا

طعمًا للسعادة.

لا ينتمون للعوالمَ البديلة

وقد دُمّر عالمهم

يهربون من الكراهية

يحملون في ذواتهم

رهبةً وكمد

لكلّ المسبّبات التي كانت

ولكلّ ما سيكون.

 

بؤساءٌ هاربون

لكنّهم،

لا يقوون على الهرب

من ذواتهم..

آخرون فجّروا منازلهم

ومساقط رؤوسهم

بقنابل مروّعة

والآن يطير بقايا شتاتهم

في كلّ أنحاءِ المعمورة.

29.07.2016

 

اليومُ الأبيضُ الموعود

ГОЛЕМИЯТ БЯЛ ДЕН

 

بعد كلّ هذه الأيام

الكئيبة

والليالي المعتمة

أنهضُ بشغفٍ لأرى

اليومَ الأبيضَ الموعود

بشمسِهِ الساطعة فوقَ المنازل

والثلوجِ المتألقّةِ فوقَ قممِ الجبال

والطيورِ المستثارة

والريحِ المتمرّدةِ

والأفقِ اللامبالي

وشلالاتٍ

من نورٍ عصيّ.

 

وأصيحُ بجذل

وداعًا للعتمة.

 

لكنّي أرى في الأفقِ المرئيّ

مجرّدَ صواعقَ ضئيلة

تضيءُ أفقَ الصباح

لوهلةٍ وتنطفئ

بالكاد أميّزُ

كيف يتهادى في الضبابِ

نهارُ الحريّة الأبيضَ

الموعود.

 

كأنّي أعرفُ الكثيرَ

لكنّ هذا الحدث دون غيره

فاجأني

هاهو النورُ

يعمي البصيرةَ

أكثرَ من العتمة.

  

همسُ الكونِ الخاشع

ТИХИЯТ ШЕПОТ НА ВСЕЛЕНАТА        

 

يصعبُ رصدَ همسِ الكونِ الخاشع

في ليلةِ صفاءٍ ساكنةٍ فحسب

دون رياح،

بعيدًا عن بريقِ المدنِ المفتعل.

 

تظنّ بأنّكَ وحيدًا وملياراتُ

النجومِ تتمعّنُ في وحدتك.

حين يصفو الليلُ

وتتماهى أنتَ مع كلّ ذلك

مديرًا ظهرك لمخاوفِ الدُجى

وازدراءات النهار.

 

عندها ستدركُ بأنّكَ

قد أصبحتَ جزيئًا كونيًّا

عندها يتحوّلُ وميضُ النجومِ

إلى همسٍ مُرهفٍ رحيم.

 

وإذا ما الطيورُ الجارحةُ

من حولكِ

تنامُ ساكنةً في أعشاشِها

وإذا خلا الجوارُ من سكّير

ثقيلَ الظلّ، يقهقهُ بجلبةٍ

عندها، ربّما ستسمعُ

همسَ الكونِ الخاشع

 

لكن، إيّاك أن تبُحْ للآخرين

بفحوى ما أخبركَ به الكونُ

 

هذا سرّكَ وحدكَ أنتْ.

2014

 

هروبٌ عصيّ

НЕВЪЗМОЖНО БЯГСТВО

 

طابورٌ لا ينتهي من اللاجئين

نساءٌ وأطفالٌ

نهرُ حياةٍ غائمٍ

يعجّ بحشدٍ من

البؤساءِ التائهين

ما بين نيرانِ القذائف

يحذوهمْ أملُ النجاةِ

ما خلفَ الليل.

لكنّ الخلاصَ لا يأتي

ولا حتّى لدقيقةٍ واحدة

النهرُ يغلي وينهارُ

في هاويةِ الموت.

يقنصونَ من هنا

يقنصونَ من هناك،

شاطئانِ

لنهرٍ واحدٍ

يتحاربان، يتبادلان

زخّاتٍ من بنادقِ الدبابات

بَرَدٌ من الرصاص

قطعٌ حديديّة

وجهنّمُ ملتهبةٌ عاصفة

محمّلةٌ بوعيدٍ أعمى وكراهيّة

صواعقٌ مدوّية

تتراقصُ بعنفٍ منتشية

فوقَ الأمواجِ البشريّة

تتطايرُ الأجسادُ، تحترقُ

في سحابةِ دخانٍ داميةٍ

نساءٌ وأطفال،

أطفالٌ ونساء.

 

حربٌ مبهمة، مسعورةٌ

تحتَ سقفِ سماءٍ واحدةٍ

إيمانُكَ، بأنّ قتلكَ لشعبِكَ

مسوّغٌ لحمايةِ الوطن.

2014

 

قصيدة

ЕДНО СТИХОТВОРЕНИЕ

 

قصيدةٌ

تنمو في داخلي

كأنّها

شجرةٌ رقيقةٌ.

أسقيها

بدمعِ المساء

وأتركها

لنورِ الصباح

وهيَ لا تفتأُ تحُفٌّ

بأوراقِها العابثةِ

وتمنعُ الموتَ

عنّي.

ويحَكَ،

تقولُ لي:

إلى أينَ أنتَ ذاهب،

قبل أنْ أنمو وأكبرَ

مثلك؟   

 

الأسطورة العريقة

ДРЕВНИЯТ МИТ

إلى فلاديمير فيسوتسكي

         الذي تنبّأ في إحدى أغنياتِهِ

إمكانية أن يبعثَ ثانية

في شجرة بوحِباب

أعرفُ منذُ زمنٍ بعيدٍ

تفاصيلَ المعتقداتِ العتيقة

في الهندِ وقبل سنواتٍ

علمتُ في حرمٍ قديمٍ

احتمالَ بعثي ثانيةً

لهذا العالمِ

بهيئةِ شخصٍ آخر،

أو كطائرٍ

أو كلبٍ..

عندها وافقتُهم

على مِحْمَل الهزلِ ربّما

واليومَ وقد ارتسمت

على وجهي ابتسامةٌ

وأجدُني غير راغبٍ

أن أعيشَ اليومَ فحسبْ

أرغبُ أن أبعثَ ثانيةً

في حياةٍ أخرى

أن أكونَ شيئًا ما مختلفًا

حياتي هذه لا تروقني

ليست سويّة

وليس بعيدًا عن هنا

حربٌ مستعرةٌ

هنا يلفّني الجشعُ أيضًا

وأخشى اليومَ سواءً

موتًا باتَ قريبًا

وجَهْلي كيفَ ومتى

سأولدُ ثانية.

مارس 2017