الحدث –علاء صبيحات
بحسب مراقبين لا يمكن لبشر عنده شعور بسيط من الإنسانية، أن يكتشف ضرر آفة "MR Nice guy" المخدرة، وكيفية صناعتها وطرق ترويجها، ولا ينفجر من الداخل حزنا على مجتمع في طريقه للدمار ان لم يتم صد هذا السم القاتل، الذي تعددت أسمائه وأشكال عبواته، لكنها اتفقت جميعا على أن تخلع الخلايا الدماغية من رأس كل العقول الشابة، في مجتمع فتيّ ولا يحتاج لشيء أكثر من عقول أبنائه ووعيهم، وتركيز جهود كبار المسؤولين لحماية هذه العقول، المعرضة للغزو بكل ما تعنيه الكلمة، سواء تكنلوجيا أو من خلال الطابور الخامس المعني دائما بانهيار دعائم الوطن، حتى تبقى المياه عكرة ليمارس هوايته في الاصطياد فيها.
ظهر في السنوات الماضية تطورات مخيفة، على قضية المخدرات المصنَّعة في إسرائيل وحتى في الضفة الغربية، وتباع في مناطق السلطة، ليتم الكشف عن مدى قدرتها التخديرية، حتى يظهر أن الإنسان قد يصل لمستوى الجنون الكامل، وعدم التفريق بين الحلم والواقع، بل والمشاهدات الوهمية لشياطين تلاحق المتعاطين، فبعض المواقع الصحفية نقلت عن أحد المتعاطين، رؤيته للشياطين، فاضطر أن يسرع هارباً من المكان لكنها لاحقته؛ وهذا أمر لا يمكن الوقوف عنده من هول المفاجأة فحسب، إنما على الإنسان أن يعي مدى القدرة التدميرية، لعقل المتعاطي الذي أصبح يصدِّق هلوساته، وحياته وصحته سلامته وأهله والمحيطين به.
رأي الطب النفسي
يقول دكتور علم النفس، في الجامعة العربية الأمريكية، الدكتور وائل أبو الحسن، إن تكرار كلمة "حشيش" و"محشش"، على الصفحات الاجتماعية، وشاشات التلفاز، ومواقع "نكت تحشيش"، مقترنة بكلمات أخرى مثل راحة، لذة، استرخاء، ومسطول، تفتح ذهن المراهق ذكرا كان أو أنثى، إلى تجربة هذا المخدر السحري الذي سيشعره "بالأمان"، وهو أمان وهمي بطبيعة الحال، إن هذه الكلمات فيها تعزيز إيجابي مع الأسف الشديد ولها مفعول سحري بجلب انتباه أذهان المراهقين، خصوصاً إذا ما كانت هذه المادة متاحة ويمكن الوصول إليها.
ويضيف الدكتور، إن ما سمعته عن مادة التخدير المنتشرة والتي يدور الحديث عنها في الوقت الراهن "MR Nice Guy"، والتي يقال إنها تجعل متعاطيها يرى أوهاماً وتخيلات، وشياطين، وشعوراً كلياً بالجنون، يثبت أن المادة هي عالية التأثير على الجهاز العصبي، فيصبح الشخص ذا قابلية عالية للاعتماد الفسيولوجي عليه، فإذا ما تعاطها مرة واحدة فإنه يصبح بحاجتها، ويعتمد عليها نظراً لحالة التوتر الشديدة التي ستصيبه حتماً بعدما تعاطاها، فلن يشعر بالأمان إلا بعد تعاطيها، وحالة التوتر تلك يسببها نداء داخلي من الدماغ، مطالباً الشخص بأخذ المادة، فيتولد عنده الشعور بالحاجة لها.
ويؤكد أبو الحسن، أن هذه الحالة ما تلبث أن تتطور لتصبح حاجة فسيولوجية، وتخرج من إطارها النفسي والاجتماعي، فيصبح الجسم فعلاً بحاجة لها، كما يحتاج للأكل، والماء، وتخرج من حالتها النفسية أو الاجتماعية، فلن يرتاح الشخص حتى يسكت الدافع الداخلي، الذي يدفعه للتدخين مرة ثانية، على عكس الحال في إدمان السجائر العادية، فإذا ما ثبتت الأحاديث التي تدور حول مخدر "MR Nice Guy"، فإن هذا يثبت أن المادة خطيرة وخطيرة جداً.
ويؤكد دكتور علم النفس، أن رفقاء السوء وحب الاستكشاف، والكلمات المتعلقة بلفظة "حشيش" والمصطلحات المرغِّبة، هي أساس ما يقنع الشخص الناجح أو الفاشل، المراهق أو الراشد الذكر أو الأنثى، بفردوس النشوة وستجعل منه متعاطياً، ولا يملك أدنى فرصة للهرب منه، خاصة إذا ما اجتمعت كل هذه الظروف المدمرة مرة واحدة، ويذكر أبو الحسن بهذا الخصوص أن فلسطين، ينقصها الكثير من المعدات والأدوية والخبراء المتخصصين للتخلص من قضية الإدمان.
مكافحة المخدرات
يقول مدير فرع مكافحة المخدرات في رام الله المقدم لطفي شتية، أنه في الآونة الاخيرة تم القبض على كميات كبيرة من المخدرات في الاراضي الفلسطينية، ففي الأسبوع الماضي فقط تم القبض على عشرة متعاطين بينهم تاجرين.
وأضاف شتية أن المخدرات تصل إلينا عن طريق تجار غالبيتهم إسرائيلين، يقومون بإيصال البضاعة لمروجين وتجار في الضفة الغربية، ويتم توزيع المخدرات عن طريق طباعة رقم الهاتف على كيس المخدر، ويضيف شتية أنه عند ظهور مخدر الهايدرو أو الجوكر والعصفور والمسطولون كما يطلق عليه محلياً، لم يكن من السهل فهم هذا المخدر، ذلك أنه انتشر على أساس أنه قانوني في إسرائيل في حين كان ممنوعاً مطلقاً بالضفة، لأنه ثبت منذ البداية أن الهايدرو هو عشبة القنب المهجنة، وهي عشبة فيها نسبة المخدر أكثر بـــــــ40% من عشبة الماريجوانا، ويضاف لعشبة القنب أنواع متعددة من السموم والمواد قد تصل لمواد التحنيط وحبوب الهلوسة.
ويؤكد شتية أن مخدر الجوكر تم إدخاله في المجتمع الفلسطيني لهدمه من الداخل، فهو يصنع بعدة سموم ويمكن أن يتم بيع "سيجارة واحدة" بسعر خمسة أو عشر شواكل، والهدف من بيعه بهذا السعر هو إيصاله للفئات العمرية الدنيا، وهذا ما حصل فعلاً بحيث أن عمر الإدمان قبل مخدر "MR Nice Guy"، كانت تبدأ بعد 18 عاماً وبعد هذا المخدر صار يبدأ من عمر 10- 13 سنة، ذكوراً وإناثاً، ويتم استغلالهم للوساطة بين البائع والمشتري أو بين تاجر وتاجر ليتم الغوص بهؤلاء الأطفال نحو الموت بأبشع الطرق.
ويؤكد شتية أن مكافحة المخدرات لم تقبض إلا على 2% من المخدرات والتجار، ويؤكد على تواصل العمل ليل نهار، للقبض على مزارع نبتة الماريجوانا والقنب المهجنة في الضفة، ومعركة مكافحة المخدرات لها عدة محاور، تبدأ باعتقال كل من تصل أيديهم إليه من مروجين وتجار، وتدمير مشاتل ومزارع المخدرات في الضفة، والحث على فرض قوانين ردع للتجار كالقرار الذي صدر في نهاية العام الماضي والذي ينص على معالجة المدمن الذي يعتقل أول مرة وان تم القبض عليه مرة ثانية بعد العلاج، يحكم بالسجن لمدة عام على الأقل مع غرامة مالية عالية، أم المروج فيحكم بالسجن لمدة تصل لعشر أعوام، في حين أن التاجر يصل حكمه لخمس عشرة سنة مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية عالية جداً.
وفي نفس السياق أعلن مدير إدارة التخطيط والبحوث بالشرطة الفلسطينية العقيد عمر البزور، في تقرير الشرطة الفلسطينية السنوي لعام 2016 أن إدارة مكافحة المخدرات قامت بضبط (1,437) قضية بين حيازة وتعاطٍ وزراعة، وتم توقيف(1,754) شخصاً على ذمة هذه القضايا منهم (22) أنثى.
ويؤكد شتية على أن الحصن الأول في مكافحة المخدرات هو رقابة الأهل على بناتهم وشبابهم، فقد حدث عدة مرات أن توقف فتيات بتهمة التعاطي لمدة 24 ساعة في مركز المكافحة دون أن يسأل عنها أهلها، وكذلك الشبان، والرادع الثاني هو الابتعاد فعلياً عن رفقاء السوء لأنهم المصدر الأول للتعاطي والإدمان، مؤكداً على أنه رغم خطورة مخدر "MR Nice Guy"، فإن كثيراً من الإشاعات قيلت عنه مثل إشاعة وجود أنواع حلويات فيها هذا المخدر، وإشاعة القبض على هذا المخدر في مدارس للفتيات.
ويقول شتية أن علاج الإدمان حالياً يكون في مراكز علاج خاصة، ولا يوجد مراكز علاج من الإدمان للفتيات، لكن في عام 2017 سيكون هناك مركز علاج للإدمان تابع للحكومة كلياً وسيتم العلاج فيه مجاناً، وسيكون في مدينة أريحا.
مراكز العناية بالعلاج من الإدمان
يقول مدير عام مؤسسة الصديق الطيب لعلاج إدمان المخدرات والكحول في رام الله ماجد علوش، أن مؤسسته تعمل في مجال التوعية والوقاية والعلاج في مركزهم الواقع في محافظة القدس- العيزرية، منذ سنة 1986 ويقومون بتوعية طلبة المدارس والجامعات من خلال الأنشطة المقامة هناك، وهناك مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم بهذا الخصوص، فالمؤسسة تدخل أكثر من 50 مدرسة في القدس ورام الله وأريحا والأغوار بهدف التوعية.
ويضيف مؤكداً حسب إحصائية عام 2006، أن هناك 18-20 ألف مدمن في رام الله والقدس وغزة، و45- 60 ألف متعاطٍ في نفس هذه المناطق، وفي حديثه عن الإحصائيات أكد أن هناك إحصائية تقوم بها المؤسسة تكون جاهزة بالكامل خلال سبعة أشهر، بالتعاون مع وزارة الصحة و ال UNODC ومكتب المخدرات والأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، ومؤسسات المجتمع المحلي ووزارة الداخلية.
ويذكر علوش أن اسم "MR Nice Guy" هو اسم من الأسماء الشائعة في الشارع كغيره من " مسطولون و مبسوطون و عصفور والجوكر"، وله أكثر من 40 إسم تخلتلف من منطقة وطريقة عرض لأخرى، وهو مخدر طارئ الظهور يتواجد في الأسواق منذ 6- 7 سنوات فقط، في البداية كان صعبا على المعالجين التعامل معه والتعرف عليه أما فيما بعد علم أنه يسبب الهلوسات والشعور بالجنون، وما زاد في خطورته أنه يسبب الإدمان ورخيص السعر "يمكن أن يباع بعشرة شواكل فقط"، وأن صناعته تتم محليا.
وعن طبيعة هذه المادة يؤكد لنا علوش أن العشبة الأساسية هي عشبة الهايدرو المخدرة ويضيف عليها المُصَنِّع سموم الفئران والأسيتون والكلور وأدوية القضاء على الحشرات مثل "K300" ومواد التحنيط وكل ما يمكن أن يتاح من السموم المتوفرة، ويضيف علوش أن عمر التعاطي قبل هذا المخدر كان 16 سنة أما بعده أصبح العمر 10 سنوات مما يشكل خطراً كبيراً على "المستقبل الفلسطيني"، بحيث أنه إذا لم تتم التوعية منه بشكل جدي سنخسر عدداً كبيراً لصالح المخدرات فالأرقام تدق ناقوس الخطر بإضائة مخيفة.
بخصوص كلمة قانوي المكتوبة على كيس MR Nice Guy" " يؤكد لنا علوش أنها كلمة لا تستحق حتى النظر إليها فما هي إلا أسلوب من أساليب الترويج لهذا المخدر، اتبعوه بعد استقدام عشبة الهايدرو من أمريكا للعلاج في مجالات طبية لكن عقلية التاجر التي أضافت السموم لهذه العشبة هي ذاتها التي روجت له على أنه قانوني.
ويضيف علوش أن هناك نساء يتعاطين هذه المادة ومواد أخرى لكن الخطورة الكبرى تكمن بأنه لا توجد مراكز علاج من الإدمان للفتيات في فلسطين، ويؤكد أن مؤسسته أقامت تجربة قبل بضع سنوات جمعت فيها المدمنين والمدمنات في مركز العلاج التابع للصديق الطيب في العيزرية، لكن طبيعة المدمن تكون مختلة التوازن بالإضافة لإشكالية تفهم المجتمع المحلي للتجربة تسبب في فشل التجربة، بالإضافة إلى رفض أهل أغلب الفتيات علاجهن بل وطردهن من بيوت أهلهن، مما يؤدي إلى وقوعهن في شرك الدعارة والاستغلال الجنسي في شوارع القدس الغربية وتل أبيب وإيلات، التي وكما يؤكد علوش تعج بالفتيات العربيات المدمنات المستغلات بكافة الوسائل الممكنة من عصابات الإجرام والمخدرات والدعارة.
أخصائي علاج الإدمان
يقول المعالج والمرشد النفسي في مركز علاج المدمنين التابع لمؤسسة الصديق الطيب في بلدة العيزرية في محافظة القدس عوني الطوباسي، أن المركز يتسع ل 20- 25 متعالج، بحيث يتم إدخال النزلاء إلى مركز العلاج إما عن طريق الأهل أو عن طريق الشرطة أو المحكمة والطريقة الثالثة والنادرة جداً هي عن طريق الشخص نفسه وندرتها تعود لأن المدمن لا يعترف بإدمانه، وفي أي من هذه الحالات لا بد من توقيع اتفاقية مع أحد أفراد عائلة المدمن تحت مسمى الكفيل، تضمن تحمل مسؤولية الأهل عن المنتفع أثناء فترة العلاج.
وعن طرق العلاج يضيف الطوباسي أن العلاج يشمل طرفيه النفسي والاجتماعي فالمريض يمر بالمراحل الانسحابية من المخدرات منذ اليوم الأول، والتي تتمثل في الضغط النفسي والسلوكي والعدوان وفقدان الشهية، متزامناً مع آلام جسمية، ويكون دور المعالج الدعم والمراقبة حتى لا يفكر بإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين، خلال هذه الأعراض قد يقدم له أدوية ومسكنات بسيطة خلال أول 3 أيام من دخوله للمركز، وبعد أسبوعين من دخوله يدمج في المجموعة ويخضع للبرنامج العلاجي كالجلسات الإرشادية الجماعية والفردية، والتي يقوم بها الأخصائيين النفسيين الاجتماعيين، أما الجانب الثالث تعديل سلوكيات الانحراف التي يترتب عليه تعاطي المخدرات، من خلال مراقبة سلوكيات المنتفع داخل المركز العلاجي.
تتم مناقشة هذه السلوكيات بشكل جماعي وفردي، حتى يتم استبدال السلوكيات السلبية التي أصبحت جزءاً من المدمن، بسلوكيات جيدة تخدم المنتفع بحياته العملية والأسرية بعد الخروج من العلاج بالمركز، وهي مرحلة تستمر من شهر إلى ثلاثة أشهر كفترة علاجية مقررة داخل المركز العلاجي، لكن مع الأسف كثير من الأهالي لا يعطون الطاقم المعالج فرصة الإنتهاء من هذه المرحلة ويعود السبب في ذلك إلى الزيارة الأولى للمتعالج وملاحظة التقدم الصحي في حالة المتعالج، فيظنون انه أنهى العلاج، بالإضافة للتكلفة المادية التي يتحملها الأهل التي تتضمن تكاليف علاج ابنهم، مما يؤدي بالضرورة إلى حدوث الانتكاسة، التي يعد من أسبابها أيضاً البيئة المحيطة بالمتعالج من أصدقاء ومجتمع محيط، الأمر الذي يعيد المدمن لإدمانه من جديد.
قيد العلاج
هناك الكثير ممن يعترفون بإدمانهم ويخضعون للعلاج، رغبة منهم في العودة بشراً على حد قول المدمن قيد العلاج، (ش/أ) والذي يتعالج في مركز علاج المدمنين التابع لجمعية الصديق الطيب الواقع في بلدة العيزرية شرقي القدس، منذ 6 أشهر عند حديثه عن تجربته في الإدمان قال: "بدأت بعمر الثلاث عشرة سنة أتعاطى حبوب هلوسة اسمها حبوب فيتالين، ثم ما لبثت أن تعاملت "بالبني" فدخنته وتداولته، ثم بعمر الخمسة عشر عام، بدأت بتعاطي "المسطولون" فكان أبناء عمومتي يدخنونه، فهو "قانوني" ويباع بالدكان بشكل طبيعي، وعند سؤاله ماذا يعني بقانوي؟ أجاب، أن الكيس مكتوب عليه قانوني 100%، فسئل، هل يباع في الصيدليات؟ أجاب بالنفي، مؤكداً، أنه هكذا يتم الترويج له، على أنه قانوني، "هيك حكولنا" يضيف، فمن الواضح أن هذه كلمة قانوني المكتوبة على طرف كيس "MR Nice Guy" لها تأثيرها الكبير جداً على المدخنين.
ويؤكد قائلاً أنه في فترة لاحقة صرت أحتاج للمال فسرقت ونهبت وتداينت، حتى وصل بي الأمر لتدخين 4 أكياس من "المسطولون"، بحكم أنني أسكن بمحاذاة "تل أبيب"، وفي عمر 16 عام كنت قد زرت المصح الأول، حيث كان هناك مدمنين على الهيروين والكوكائين، وعندما علم هؤلاء بالذي أدمنته، أخبروني أن حالتي أصعب من حالتهم، وهناك هربت بعد إقناع أهلي كذبا انني قد أُقتَل أو أدمن أدمن الهيروين في هذا المصح، وخوفاً علي أخرجوني، ثم ما لبثت أن زرت المصح الثاني فالثالث وهكذا دواليك حتى زرت ثماني مصحات، وفي كل مرة كنت أنتكس ووأعود للعلاج، حتى صرت على إطلاع بطريقة تحضيره، إنهم يرشون سم الفئران، ومادة قاتل الحشرات K300، ومواد تحنيط، وكلور، وتنر، وسموم متعددة لا أذكر أسمائها، بالإضافة لنوع مخدرات شبيه بالهيروين البودرة، هدفه جعل المتعاطي مدمناً على هذه المخدر، كل ذلك يضاف على عشبة الهيدرو المخدرة بالأصل، ويضيف، كنت أبيع المخرات لأطفال بعمر عشرة سنوات، وفتيات بعمر الورد، لم يكن يهمني ذلك، بل كان رئيس عملي يلح عليّ، أن أبيع أياً كان يملك نقوداً، وعند حديثه عن النقود يقول، أنا لأنني كنت أبيع المخدرات كان يحسب علي الكيس 40 شيكل، كنت أبيعه ب50 شيكل، لكن كان بإمكان من يمتلك 5 شواكل، أن يؤمن تدخينه ولو لقليل من الوقت.
أما المتعالج الثاني (ي/أ) فقد أضاف للحدث، أنه أثناء عمله في مدينة "أجدود" المحتلة كميكانيكي، بعمر 14 عام كان هناك عمال يدخنون "الحشيش البني" وطلبو مني التدخين معهم أكثر من مرة، وكنت أرفض حتى غدروني ووضعو لي الحشيش بالأرجيلة، فاعجبتي "سطلتها" و فيما بعد دخنت بهذا العمر، ثم ما لبثت أن دخنت MR Nice Guy" " والذي كان أقوى بكثير من "الحشيش"، وبعد فترة تركت العمل في أجدود وعدت لمكان سكني بالضفة لأعمل بمهنتي هناك، ووجدت غالبية عظمى من الشباب يدخنون هذا المخدر، وبعد فترة تركت تدخين MR Nice Guy"" وعدت لتخين "المخدر البني" ولم يعجبني تدخينه فعدت مرة أخرى لتدخين النايس لأنه قوي جداً، وعندما تركته صرت عدوانياً في البيت والشارع فاضطر أهلي لجلبي إلى مركز العلاج.
توصيات
يؤكد مختصو العلاج في مؤسسة الصديق الطيب على أنه يجب العمل على افتتاح مركز علاج نسائي للإدمان في فلسطين، والعمل الجدي من كل المؤسسات المختصة على نشر التوعية من هذا المخدر وغيره، ودعم قطاع العلاج بما يلزمه من أجهزة ومختصين، وتجهيز إحصائيات دورية للحد من هذه الظاهرة.