الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| إضراب الأسرى يُوحد فصائل الانقسام في غزة (صور)

2017-04-27 12:57:04 PM
خاص
الفصائل تتوحد في إضراب الأسرى (ارشيف الحدث)

 

 الحدث- محاسن أُصرف

بدأت القيادات الفلسطينية من التاسعة صباحًا الوفود إلى خيمة الإضراب التي تُقيمها لجنة الأسرى في ساحة السرايا بمدينة غزة منذ السابع عشر من أبريل الحالي لليوم الحادي عشر على التوالي وذلك لتحقيق مطالبهم الإنسانية التي تحرمهم منها إدارة السجون وعلى رأسها تحسين واقع الحياة الإنسانية داخل السجون والسماح لهم بالعلاج بعيدًا عن سياسة الإهمال الطبي وكذلك التعليم الجامعي.

 

وكانت قيادة الجهاد الإسلامي في غزة أعلنت قبل أيام تنفيذ أكثر من 500 قيادي وكادر إضرابًا عن الطعام لمدة يومًا واحدًا بهدف إسناد الأسرى ودعمهم في مطالبهم الإنسانية، ووجدت هذه الدعوة صدى إيجابيًا بين الجماهير الشعبية والفصائل الفلسطينية التي شوهد تواجدها بشكل ملحوظ في الخيمة منذ ساعات الصباح في أجواء وحدوية عز مشاهدتها على مدار أحد عشر عامًا من الانقسام السياسي بين شطري الوطن.

 

وشهد محافظات غزة إضرابًا عامًا في كل مناحي الحياة وعطلت الجامعات الدوام الدراسي فيها بالإضافة إلى المؤسسات الرسمية والأهلية التي توجهت جميعها على شكل قافلات وافدة إلى خيمة الاعتصام في ساحة السرايا.

 

وفي سياق أحاديث منفصلة أجرتها "الحدث" مع بعض القيادات أكدوا على أن قضية الأسرى لا يختلف عليها فصيل باعتبارهم أهم القضايا الوطنية والإنسانية على الساحة الفلسطينية، وفي هذا السياق قال "ياسر صالح" المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى التابعة لحركة الجهاد الإسلامي:" إن الفعالية تُعد الأضخم على مدار أيام التفاعل مع إضراب الأسرى الأحد عشر "، وأكد على استمرار الفعاليات لتقصير عمر الإضراب وإجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالب الأسرى وطالب النشطاء والإعلامين نشر قضية الأسرى في جميع الساحات الإعلامية.

 

بدوره قال "داوود شهاب" القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بغزة، إن الانتصار للأسرى الذين يواجهون إجراءات قاسية وانتهاكات لا محدودة من قبل إدارة السجون واجب وطني، وأضاف أن حركة الجهاد الإسلامي تدعم النضال المشروع للأسرى ولن تسمح للاحتلال بأن يستفرد بهم.

 

الإضراب خيار الأسرى

وفي سياق آخر التقت "الحدث" بـ عبد الناصر فروانة المختص بشئون الأسرى ورئيس وحدة الدراسات في هيئة الأسرى والذي يلتزم خيمة الاعتصام منذ اليوم الأول للإضراب، أكد أن الإضراب عن الطعام الخيار الأصعب الذي يلجأ إليه الأسرى بعد فشل الخيارات الأخرى دفعًا عن كرامتهم ومطالبة بحقوقهم التي كفلتها لهم القوانين الدولية.

 

وشدد "فروانة" على أنه ورغم المشاركة المتفاوتة بين الفصائل في الإضراب عن الطعام إلا أنّه شكل حالة من الوحدة في اللجوء للإضراب في هذه المرحلة بالذات، وتوقع أن يتدحرج الإضراب ويستمر في التصاعد في كافة السجون الإسرائيلية وصولًا إلى حالة من الضغط على إدارة السجون خاصة مع تصاعد الأنشطة والفعاليات المُسندة للأسرى في إضرابهم خارج السجون سواء على المستوى المحلي أو العربي والدولي.

 

ودأبت إدارة السجون على مدار أيام الإضراب إلى جملة من الإجراءات القاسية ضد الأسرى المضربين من عزل ومنع زيارة المحامي وقمع بشتى الوسائل وسحب للملح من داخل الغرف بالإضافة إلى الحرب النفسية التي تمارسها ببث الشائعات بين الأسرى لتثبيط عزيمتهم، وفي هذا السياق دعا فروانة كافة الفصائل الفلسطينية أن تأخذ التطورات الخطيرة داخل السجون على محمل الجد والعمل على تصعيد فعالياتها انتصارًا للأسرى وكشف ممارسات إدارة السجون للرأي العام على كافة المستويات العربية والدولية.

 

ووافقته الرأي الأسيرة المحررة فاطمة الزق، مُشيرة إلى أن الإضراب رغم تأثيره على حياة الأسير وخاصة المريض إلا أنه يبقى حلقة الدفاع الأخيرة التي من شأنها أن تدفع ظلم المحتل عنه، داعية إلى ضرورة إسنادهم من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية ولا سيما السلطة الفلسطينية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي ومنح الأسرى حقوقهم.

 

وليس بعيد عنها كانت أم ضياء الأغا التي يخوض ابنها ضياء في سجن نفحة الإضراب المفتوح عن الطعام بينما هي تُشاركه الإضراب داخل خيمة الاعتصام، تقول لـ"الحدث" :الإضراب عن الطعام الوسيلة الأنجح في محاربة إجراءات إدارة السجون بحق أبنائها، وبيّنت أن التفاعل الشعبي مع قضية الأسرى وخوض الجماهير الشعبية وبعض القيادات من الفصائل اليوم إضرابًا مساندًا من شأنه أن يُشكل عامل ضغط آملة أن تستمر الفعاليات حتى ينال الأسرى حقوقهم، كما دعت المقاومة الفلسطينية إلى العمل الجاد لتحرير الأسرى.

 

المقاومة تضع الأسرى على سلم أولوياتها

من جانبه اعتبر "إسماعيل رضوان" القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الفعاليات التضامنية مع الأسرى تثبتهم وتعمد إلى بث روح الصمود في نفوسهم وأنهم ليسوا بمفردهم، وقال: إن قضية الأسرى على سلم أولويات المقاومة الفلسطينية وعلى سلم أولويات القوى الوطنية والإسلامية".

 

وشدد في حديثه لنا على ضرورة الثبات على دعم الأسرى وإسنادهم باعتبار قضيتهم من أهم الثوابت الوطنية وبيّن أن حالة التضامن من كافة أطياف الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى غير مسبوقة وتُدلل على أن قضية الأسرى تقبع في قلب كل فلسطيني وتحتل أهمية كبرى.

 

وفيما يتعلق بالقرب عن إنجاز المقاومة الفلسطينية صفقة أحرار جديدة، أكد "رضوان" أن المقاومة الفلسطينية تملك العديد من الأوراق الضاغطة التي تجعلها قادرة على تحرير الأسرى في صفقة مرتقبة في الوقت الذي تُحدده المقاومة التي تضع الملف على سلم أولوياتها، ونبّه أن المقاومة الفلسطينية بقع عليها المسئولية الكبرى باعتبارها القادرة على اختطاف الجنود وأسرهم لديها من أجل مبادلتهم مع الاحتلال وقال:" الاحتلال لا يفهم إلا هذه اللغة لغة القوة ومبادلة الجنود".

 

وطمأن "رضوان " الأسرى بقوله :" المقاومة لديها مخزون قادر على تحريركم ولكن هذه المرحلة تتطلب المزيد من الصبر، وشدد أن الاحتلال الإسرائيلي لن يحظى بأي معلومة عن أسراه الجنود في غزة إلا بثمن حريتكم، مؤكدًا أن الاحتلال لن ينفعه التهرب وسيُجبر على تنفيذ مطالب الأسرى والمقاومة.

 

دعم الأسرى ضرورة وطنية

وفي السياق ذاته اعتبر "زكريا الأغا" عضو اللجنة المركزية والقيادي في حركة فتح المشاركة في إضراب الأسرى والتضامن معهم ضرورة وطنية لا يُمكن التخلي عنها، وقال لـ"الحدث" :" نحن مع الأسرى ولن نكل ولن نمل من التضامن معكم حتى انتصاركم ونيل حقوقكم" وطالب "الأغا" كافة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وبتطبيق القانون الدولي أن تُساند الأسرى وألا تلتفت إلى ادعاءات الاحتلال بأنهم إرهابيين وأن تُرغم إسرائيل على التعامل معهم وفق القوانين الدولية التي تُوفر لهم الحماية والحقوق الإنسانية.

 

أما محمود الزق أمين سر هيئة العمل الوطني فأكد على أهمية فعاليات التضامن وقال من واقع تجربته في الأسر وخوضه إضرابًا عن الطعام مع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال عام 1977 لمدة 45 يومًا متواصلة :"إن حالة الالتفاف الشعبي والفصائلي مع الأسرى في الإضراب تُشكل شعلة الصمود التي يقتات عليها المضربون عن الطعام داخل السجون"، وشدد على ضرورة استمرار التضامن حتى ينال الأسرى حقوقهم، وأكد أن المطلوب من كافة القوى السياسية والمجتمعية المختصة بقضايا الإنسان والحكومة أن تُعلي قضية الأسرى وتُسكت أي صوت دونها، وإظهار الأسرى بقضيتهم الإنسانية لا وفق الادعاءات الإسرائيلية بأنهم إرهابيون مُشددًا أن السفراء الفلسطينيين في الخارج يتحملون المهمة في وضع قضية الأسرى على أجندة أعمالهم أملًا في الانتصار لحقوقهم، ومقاومة الدعاية الإسرائيلية بشتى الطرق والوسائل.