الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث الثقافي: شاهد فيلم "عيني" فيلم فلسطيني فاز بالأوسكار

2017-04-29 05:35:53 AM
الحدث الثقافي: شاهد فيلم
أحمد صالح

 

الحدث الثقافي

 

حصل المخرج الفلسطيني أحمد صالح على جائزة الأوسكار الثامن والثمانين للعام 2016 عن فيلمه الأنيمشن  “عيني” الذي حمل عنوان “the second eye” عن فئة الأفلام القصيرة.


وجاء ترشيح “عيني”، للأوسكار من قبل Academy of media arts cologne ، حيث قدم صالح فيلمه عنوانا لرسالة الماجستير التي قامت الجامعة بدورها باعتماده وتقديمه للأوسكار.


فكرة الفيلم جاءت بعد ما عاش صالح حالة القصف لأول مرة بمخيم عسكر بالقرب من نابلس، حيث وقع إنفجار حينها وكان قريبا من المكان، مراقبا ردات فعل أهل المخيم وكيف تعاملوا مع القصف وحالة التعاون الكبيرة والتكاتف التي تجمع بين أبناء المخيم.


يروي صالح من خلال فيلمه القصير “عيني”، قوة الناس الكامنة في حالات الحرب والنزاع  والمهجرين الذين يعيشون حالات صعبة وحياة مثقلة بالهموم والمشاكل، ملقيا الضوء على تلك القوة التي تقاوم وتناضل لتبقى في النهاية.


وأكثر ما أثر في صالح في تصريحه لـ “الغد” هو مشهد الصديقين اللذين كانا برفقة بعضهما في المخيم ساعة وقوع الإنفجار الأول أصيبت عينه اليمنى والآخر أصيبت عينه اليسرى ليبقى كل شخص منهما عينا للآخر، واصفا حالة الترابط التي تربط بين عائلات المخيم التي بذلت كافة جهودها لتتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المستشفى.


قرر صالح وبعد مرور عشرة أعوام أن يكتب ما شاهده في مخيم عسكر ويرويه  في فيلم قصير سرد فيه التفاصيل، واصفا معاناة العائلات وكيف استطاعت بقوة حبها للحياة أن تدوس على جراحها وأن تمضي بحياتهم.


يقول “لما بدأت أكتب القصة فكرت أن الناس تبدأ معاناتهم بمجرد عيشهم بالمخيم”، لافتا من خلال الفيلم إلى القوة التي يحملها أهالي المخيم بداخلهم وكيفية استمرار معيشتهم وهي تجسيد لحالة المهجرين في كل مكان.


ويتابع “لم أعش بفلسطين ولكن عندما زرتها عشت حالة القصف”، فرأى كيف تعاون كل أهالي المخيم حتى أصحاب سيارات الأجرة التي عملت مكان سيارات الإسعاف وأصبحت تنقل الجرحى إلى المستشفى.


تفاصيل ما حدث في المخيم كانت هي بداية الفيلم، حيث أصبح صالح يخرج عن سياق الإنفجار مركزا على القوة الداخلية للأشخاص وفي نهاية الفيلم أخرج قصة الانفجار تماما من الأحداث وبقيت القوة النفسية الكامنة في الإنسان والإصرار على البقاء هي الحاضرة في الفيلم.


وقدم صالح “عيني”، كمشروع تخرج لرسالة الماجستير التي قدمها في السينما كتابة وإخراجا، حيث توجه وبعد بدئه بالكتابة إلى أن يكون أنيمشن فهي طريقة تلامس الواقع وهي أقرب شيء يعكس الصورة التي يحاول إرسالها من خلال الفيلم وحتى يتمكن من التعبير عن تلك القوة السحرية والخيالية بصورة معبرة.


وتلقى صالح خبر فوز فيلمه بالأوسكار أثناء تصويره فيلما وثائقيا قصيرا لمتحف ياسر عرفات عن جدار الفصل العنصري ، فلم يكن لديه الوقت الكافي لإجراءات السفر، حيث تطلب تواجده في فلسطين إجراءات مطولة ومعقدة إلا أنه تمكن من الوصول في نفس يوم التكريم.


وتمكن صالح وبالتعاون مع الأونروا من تقديم عروض متنوعة في عمان خلال الأسبوع الماضي لفيلم الأوسكار”عيني” ، حيث تخللت عروض الفيلم سرد قصص حقيقية ، حيث مزج بين الخيال والواقع، الأمر الذي أحدث تفاعلا كبيرا بين الجمهور والفيلم.


كما قدم صالح فيلمين أنيمشن قصيرين house وفيلم آخر يروي قصص للأطفال عن الخرفان عبر من خلالها عن إختلافات الناس وثقافاتهم “maapaa”.


ويعكف صالح على كتابة وتطوير سيناريو أول فيلم روائي طويل  بعنوان “ذي بيردز ويندو” يخلط بين الواقع والتمثيل ، إلا أنه لم يقرر بعد إن كان أنيمشن أم لا. ويذكر أن أحمد صالح كاتب ومخرج أفلام مقره في ألمانيا والأردن، عاش خمس سنوات في فلسطين، حيث كان ما واجهه هناك مصدر إلهام له لبدء كتابة القصص.


بعد دراسته لدرجة البكالوريوس في هندسة الالكترونيات في فلسطين، أكمل درجتي ماجستير في الفن الأول في وسائل الإعلام الرقمية في جامعة الفنون في بريمن والثانية في فن الكتابة والتوجيه في أكاديمية الفنون الإعلامية كولونيا.


وكتب صالح حتى الآن رواية ومجموعة من القصص القصيرة، بالإضافة إلى إصداره ثلاثة أفلام قصيرة وجمع العديد من الجوائز المرموقة بما في ذلك جائزة الفيلم القصير الألماني، فاز فيلمه الثاني إيمي بالميدالية الذهبية في أكاديمية الطلاب.


ويعمل أحمد على فيلمه القصير الرابع، “نايت” الذي فاز مؤخرا بجائزة “روبرت بوش “السينمائية في مهرجان برلين.

 

فلسطيني يفوز بالأوسكار