الحدث- علاء صبيحات
الأفعى إسم شكّل مصدراً للإرهاب حتى صارت فوبيا الأفاعي تتصدر المشهد بين باقي الأنواع من الفوبيا، لكن تخيل أنّ تُلدغ من أفعى وتتأخر في أخذ المصل أو أن لا تجده مطلقا!.
ضابط إسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني رفض الكشف عن هويته، قال لـ"الحدث" إن مستشفيات الضفة الغربية تعاني من وجود المصول المضادة للأفاعي في أقسامها، إذ أن كل مستشفى تمتلك مصلاً أو اثنين في أحسن الحالات، وإذا ما لُدغ شخص فإنه يحتاج من 5 إلى 30 مضاد.
في المقابل أوضحت مديرة الصيدلة في الإدارة العامة لوزارة الصحة الفلسطينية د.صفاء بليبلة أن مستشفيات الضفة لا تعاني من نقص في الأمصال، وإنما كان هناك ضائقة سببها المصدر الذي يورِّد هذه المصول الخاصّة بالأفاعي خلال فترة عيد الفطر، لكن سُرعان ما انتهت ولم تسبب خللا في المستشفيات.
وقالت بليبلة في حوار مع مراسل "الحدث"، إنه ليس كل الأشخاص بحاجة لنفس العدد من إبر مصول الأفعاي، بل إن هناك ظروفا متغيرة تتعلق بعمر المصاب وجنسه ونوع الأفعى ومقدار السُم الداخل إلى الجسم وما إذا كان قد لُدغ في بداية موسم خروج الأفاعي أم في نهايته، إذ أن الأفعى تكون سُميتها أكثر في بداية الموسم.
المصل الإسرائيلي أفضل من المصري الشائع
في غضون ذلك قال ضابط الإسعاف إن المصول المتواجدة في الضفة الغربية هي إما صناعة مصرية أو إسرائيلية، والمصل الإسرائيلي أقوى من المصري لأن المصري لا يحتوي على مضاد الأفعى الأخطر وهي الأفعى الفلسطينية، كما أن المصل المصري غير فعّال بالمرة وثمنه لا يتعدّى الـ300 شيقل فقط في حين أن المصل الإسرائيلي يصل ثمنه لـ5000 شيقل.
رداً على ذلك قالت بليبلة إن ذلك ليس صحيحا بالمرة إذ أن المصل المصري يحتوي على المضاد الخاص بالأفعى الفلسطينية إذ أننا طلبناه وفقا للعطاء الذي تم الإتفاق به معهم، وهو فعّال تماما بالإضافة إلى أننا كوزارة صحة نستعمل المصدرين الإسرائيلي في حالات الضرورة، والمصري كجزء أساسي.
وأكدت بليبلة أن المصول المصرية التي نتعامل بها منذ العام 2015 أثبتت نجاحها، إذ أنه ليس هناك أي مصاب قد توفي نتيجتها أو حدث له أي ضرر جانبي، بل إنهم جميعا تعافوا، ولم يتم تحويلهم إلى مستشفيات الداخل لعدم توفر العلاج هنا إلا مرة واحدة خلال هذا العام لطفل عمره 15 عام من طولكرم.
وأوضحت بليبلة، أن ثمن المصل الإسرائيلي 5000 شيقل والمصري 300 شيقل، فإذا كان المصري يُعطي نفس نتيجة الإسرائيلي فالأفضل أن أوفر المال العام إذ أن علاج لدغات الأفاعي في فلسطين تقع على عاتق ميزانة الدولة وليس المصاب.
وبالتالي كما تقول بليبلة فإن الأولى توفير المال العام إذا كنت أحصل على نفس النتيجة من المصلين، نظرا للفرق الضخم في سعر المصل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن علاج المصاب بالمصل الإسرائيلي يكلّف 200 ألف شيقل إذا كانت حالته صعبة، أما في المصري فيكون أقل من ذلك بكثير.
وتؤكّد بليبلة أن العلاج الكيميائي للسرطان تكلّف سعر حقنته ما بين 8000- 11000 شيقل لكل مريض كل 20 يوم تقريبا، وثمنها يقع على عاتق وزارة الصحة، وهذا يوضح أن الضرورة تُجبر الوزارة على دفع المبلغ إذا لم يكن هناك بديل.
حالات صعبة
ضابط الإسعاف قال إنه في حالة إصابة أي مريض بلدغة أفعى فإن سيارات الإسعاف تبدأ بجمع المصول من كل مستشفيات الضفة حتى يقدّم له العلاج، وهناك حالات وُضعت على أجهزة التنفس الإصطناعي بسبب تأخر المصول في بعض الأحيان من الوصول.
أما بليبلة فتنفي ذلك عندما قالت إن الإستهلاك السنوي من المصول يتراوح ما بين 600-700 مصل، خاصة في العامين الماضيين، ويتم توفير حاجة المستشفيات بما يلزمها وتخزين الباقية منها في الوزارة، وفي حالات الضرورة يتم تحريك 8 سيارات إسعاف لنقل المصول باتجاه المستشفى التي فيها المصاب.