السبت 18 أيار 2024
الحدث- عصمت منصور وكريم سرحان
اشتعلت بوادر أزمة دبلوماسية بين الأردن واسرائيل على إثر حادث الطعن الذي وقع في السفارة الإسرائيلية في الأردن. الأردن تريد التحقيق مع حارس السفارة الذي اطلق النار على اردنيين اثنين، فيما ترى دولة الاحتلال الإسرائيلي أن حارس السفارة يتمتع بالحصانة الدبلوماسية وتريد عودته إلى اسرائيل.
وكان حارس السفارة الإسرائيلية في الأردن قد النار على مواطنين أردنيين وأرداهما قتيلين بعد أن حاول أحداهما طعنه بمفك أصيب على إثره بجراح طفيفة وفق ما نشرته صحيفة إسرائيل هيوم الإسرائيلية.
الصحيفة ذكرت أن السلطات الأردنية ترفض السماح للحارس بالمغادرة إلى إسرائيل لتلقي العلاج وتطالب إجراء تحقيق معه بينما ترفض إسرائيل ذلك وتطالب بعودته بشكل فوري إلى إسرائيل.
وفى مساء يوم الاحد، عقب اجتماع طارىء عقد فى وزارة الخارجية فى القدس، تقرر اخلاء جميع موظفي السفارة الاسرائيلية فورا فى عمان خشية ان يؤدى الحادث الى اعمال شغب ومحاولات لمهاجمة السفارة. بيد أن السلطات الأردنية رفضت السماح لحارس الأمن بمغادرة البلاد وطالبت بإجراء تحقيق.
وترفض إسرائيل حاليا السماح بإجراء تحقيق مع حراس الأمن في هذه المرحلة، مدعية أن الحارس يتمتع بالحصانة الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا. وقد أدى النزاع حول تحقيق محتمل إلى تأجيل إجلاء الفريق الدبلوماسي الإسرائيلي في عمان.
يذكر أن مجلس الوزراء الامنى الاسرائيلى سيعقد اجتماعا فى البرلمان. لمناقشة الحادث، فضلا عن مناقشة واقع الحال في الأقصى في القدس المحتلة.
تفاصيل الحادث
من جهتها قالت صحيفة هآرتس إن حارس السفارة الاسرائيلية فى عمان تعرض للطعن يوم الاحد على يد نجار اردنى كان يركب اثاثا فى شقته بالقرب من مجمع السفارة وأطلق ضابط الأمن الإسرائيلي، الذي أصيب بجروح طفيفة في الحادث، النار على المهاجم وقتله. كما أصيب صاحب العقار، الذي كان حاضرا أيضا أثناء الحادث، وتوفي متأثرا بجراحه.
والمصادر الأولية تشير إلى أن الطعن جرى على خلفية شجار على الاثاث.
وذكر مصدر أمنى اسرائيلى أن المهاجم الذى كان من اصل فلسطينى كان متأثرا بأحداث الأقصى، في حين ذكرت وسائل الاعلام الاردنية ان المهاجم يبلغ من العمر 17 عاما.
وبدأ الحادث غير العادي عندما جاء فريق من النجارين لتثبيت الأثاث في إحدى الشقق التي يعيش فيها حراس الأمن الإسرائيليون بالقرب من مجمع السفارة في عمان.
كما كان صاحب الشقة الأردني وعاملان فلسطينيان آخران في السفارة وقت وقوع الحادث. وقام أحد العمال، والذي كان يقف وراء الحارس بطعنه بمفك - في تلك النقطة قفز الضابط مرة أخرى، والذي يحمل سلاحه جاهزا وأطلق النار وأصيب بجروح طفيفة في القفزة.
وتوفي المهاجم متأثرا بجراح أصيب بها أثناء إطلاق النار. كما أصيب المشغل بجراح خلال الحادث، وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجروحه.
وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن الحارس دبلوماسي معتمد محصن من الاستجواب والاعتقال بموجب اتفاقية فيينا.
الأمن الأردني يتكتم
ووصلت مجموعة كبيرة من قوات الأمن الأردنية بعد إطلاق النار، وأوقفت جميع طرق الوصول إلى المنطقة وبدأت تحقيقا في الحادث وما تزال خلفية الحادث غير واضحة، وأصدرت إدارة الأمن العام الأردنية بيانا قالت فيه إن الظروف المحيطة بالحادث ما زالت قيد التحقيق.
ولم يوضح البيان ان نجارا اردنيا هاجم اسرائيليا.
وبعد دقائق من الحادث، أعلنت السفارة الإسرائيلية في عمان ومقر وزارة الخارجية في القدس حالة الطوارئ. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية ان "اخر ما نحتاج إليه هو تكرار الهجوم على السفارة مثلما حدث في القاهرة"، في اشارة الى اعتداءات السفارة في مصر في ايلول / سبتمبر 2011 على يد مئات المتظاهرين.
وتحدث نتانياهو هاتفيا مع السفير الاسرائيلى لدى الاردن اينات شلين ونائب رئيس الاركان عقب الحادث. وتعمل وزارة الخارجية وقوات الأمن مع الحكومة الأردنية في مختلف القنوات لإغلاق هذه القضية.
وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن المواطن الأردني جاء إلى السفارة بهدف تبديل أثاث داخل مسكن الموظفين القريب من السفارة وأنه تواجد مع مواطن أردني آخر ومالك المبنى في المكان عند وقوع الحادث والذي طوقت على إثره قوات الأمن الأردنية السفارة وأعلنت عن إغلاق السفارة.
.jpg)
