الأحد  06 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في احداث الأقصى ..ضعيف، خائف، لا حول ولا قوة له.. من هو؟

2017-07-29 07:02:18 AM
في احداث الأقصى ..ضعيف، خائف، لا حول ولا قوة له.. من هو؟
مصلون في المسجد الاقصى (أرشيفية- تصوير: الحدث 2017)

 

الحدث الإسرائيلي

 

نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالا حول الكيفية التي حاولت بها اسرائيل السيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

 

وفيما يلي ترجمة المقال:

 

لقد ترك عنوان واحد في صحيفة "يسرائيل هيوم" الغبار لجميع كُتاب المقالات. ما الذي يمكن قوله ايضا بعد نجاح صحيفة الحكم في أن تدخل في عنوان واحد الاوصاف "ضعيف، خائف، لا حول ولا قوة له". منذ عقدين يقوم رؤساء الاركان لدينا ورؤساء الموساد والشباك بوصف بنيامين نتنياهو بهذه الأوصاف بالضبط. وحتى الآن تم اعتبارهم يساريين. وشلدون ادلسون يقول ذلك الآن ايضا.


بعد مرور خمسين سنة على دعوة مردخاي غور المدوية "الحرم في أيدينا" – هذا يذكرنا الى أي حد أيدينا فارغة. العالم العربي جميعه لاحظ رائحة العرق والخوف التي انبعثت من القدس، وهو استغل هذه اللحظة حتى النهاية. جميع القوى المتصارعة التقت مع بعضها من اجل انزال الحكومة اليمينية المتفاخرة على ركبتيها، وحتى الخضوع المطلق.

 

مرة اخرى كان هذا التفكير متسرعا ومتعلقا بالتغريدة التالية في الفيس بوك، الامر الذي جعل القرارات متسرعة. ومرة اخرى يتعلم رئيس الحكومة أن هناك قوى أكثر تهديدا وأكثر قوة من نفتالي بينيت. لقد قام بإزالة البوابات الإلكترونية وأبقى على الكاميرات. وأزال الكاميرات وأبقى على الجسور. وقام بإزالة الجسور و"أمر" كعادته بالفحص اليدوي على مداخل الحرم. وفي نهاية المطاف تلاشى قرار الفحص اليدوي ايضا.


هناك جبال يحتاج احتلال قممها دفع ثمن باهظ. جبل البيت أخطر من قمة افرست. فهو القاسم المشترك الذي يمكنه اخراج الناس الى الشوارع من الرباط وحتى طهران، بل حتى جاكارتا. ومن يقوم بالتغريد على درج الطائرة دون تفكير مسبق وتخطيط ويعتقد على أنه يستطيع انشاء وضع جديد فان نهايته أن يكون خاضعا وذيله بين ساقيه. لقد نجحت القيادة في اسرائيل في هذا الاسبوع في جسر الفجوة بين جميع الاعداء في العالم العربي والاسلامي.


منذ عقود تطأطئ اسرائيل رأسها أمام الاوقاف الاسلامية، ولا تحاول فرض سيادتها في الحرم. ومنذ سنوات تعمل الأوقاف على تدمير آثار تاريخية في الحرم من اجل محو كل اشارة على الوجود اليهودي في المكان. وفي الوقت الحالي بالتحديد، وفي ظل انقسام العالم العربي واستخدام المخربين للسلاح في منطقة الحرم لاول مرة، نشأت الفرصة للتغيير، لكن هذا التغيير يجب أن يتم بحكمة ومع شركاء.

 

إن وضع البوابات الالكترونية هو خطوة مهمة ومطلوبة حتى لو كانت لا تضمن عدم تنفيذ عمليات من هناك. ومن اجل القيام بخطوة كهذه، والتي من شأنها تعزيز أمن المصلين المسلمين، كان من الضروري الحصول على موافقة الاردن والسعودية وتأييد السلطة الفلسطينية. كان من اللافت صمت الرياض في الاسبوعين الاخيرين، لكن اردوغان لاحظ هذا الفراغ وقام بملئه.


لم يناقش الطاقم الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت" الخطوة التي يؤيدها افيغدور ليبرمان، وهي اعادة صديقه محمد دحلان الى غزة، والسؤال اذا كان هذا في صالحنا. في الوقت الحالي "الصديق" يطلب تصعيد المواجهة مع اسرائيل، بل هو يحث حماس على تشجيع المتظاهرين في يوم الجمعة من اجل اجتياز الحدود الى اسرائيل. ولكن هذا هو نفس الكابينيت الذي لم يكلف نتنياهو نفسه عناء التشاور معه حول وضع البوابات الالكترونية. وعندما اصبح الامر اكثر تعقيدا سارع نتنياهو الى عقد جلسة الكابينيت.


الجلسة الاولى انتهت بالموافقة على وضع البوابات الإلكترونية، رغم معارضة الوزراء غالانت وشتاينيتس الشجاعة، وتم الاعلان عن أن موضوع ابقاء البوابات سيفحص فيما بعد "على خلفية تقديرات الوضع وايجاد وسائل بديلة". ولكن بعد دقائق من ذلك نشر رئيس الحكومة اعلانا مختلفا جاء فيه أنه يمنح الشرطة صلاحية اتخاذ أي قرار. ومن بادر الى القرار هو المفتش العام للشرطة روني ألشيخ، الذي تفاخر أمام الوزراء بأنه يقوم بترويض الاوقاف الاسلامية منذ سنة ونصف. واثناء سنوات خدمته الطويلة في الشباك ظهر ألشيخ كأحد رجال الاستخبارات الجيدين.

 

وبصفته كان مسؤولا عن منطقة القدس والضفة الغربية، فهو يفهم بالتأكيد تأثير الحرم في الشارع، لكنه لم ينجح في رؤية الصورة كاملة في هذه المرة.

ليبرمان كالعادة اتخذ خطا متشددا في موضوع الحرم. في جلستي الكابينيت وقف بشدة ضد موقف الشباك والجيش الاسرائيلي وأيد ابقاء البوابات الالكترونية والكاميرات. وفي الجلسة الثالثة تراجع. والوحيدون الذين عارضوا التنازل هم نفتالي بينيت الذي فرض على اييلت شكيد وزئيف الكين الوقوف في وجه رئيس الحكومة.


 مثل كيس الملاكمة


يمكن أن نأمل أن المئة مليون شيكل التي خصصتها الشرطة لزيادة الأمن في البلدة القديمة في القدس، تستغل بحكمة. هذا مبلغ كبير يمكن من خلاله اقامة مشروع "مدينة ذكية" مع كاميرات تقوم بالتصوير عن بعد، وقدرة على التعرف على الوجوه، الامر الذي سيزيد الأمن.


وبالتوازي يمكن تنغيص حياة الأوقاف الاسلامية بخطوات هادئة وناجعة دون الاعلان عن ذلك في الفيس بوك: فرض القيود على دخول الشاحنات مع مواد البناء الى الحرم، وأدوات العمل الثقيلة، ومراقبة كل أثاث وكل سجادة تدخل الى الحرم. هذه الخطوات لا يمكن اخراج الجموع الغفيرة بسببها الى الشوارع، لكنها ستذكر الاوقاف من هو السيد. بعد هذا الخضوع المخجل، فان الحكومة التي ترى بالفعل أن هناك حاجة لفرض سيطرة اسرائيل على الحرم، يجب علينا أن تناقش بشكل عميق، وأن تضع خطة هادئة وخطوات سياسية وأمنية تعيد تأثيرنا في الحرم.


في الوقت الحالي، الحكومة وأعضاء الائتلاف، يستمرون في الاضرار بشكل منهجي بجميع المؤسسات العاملة لدينا. بعد أن تحول الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة الى كيس للملاكمة، جاء في هذا الاسبوع دور الشباك. لا توجد منظمة كاملة بدون أخطاء، لكن مقارنة مع الخدمات الحكومية فان الجيش والشباك والموساد هي آخر جزر الرسمية، هذه المنظمات التي عندما تطلب الدولة منها أي شيء، تقوم بتأدية التحية والتنفيذ.


العملية في الحرم، خلية الشباب المسلحة من أم الفحم، كان من المفروض أن يعلم بها الشباك. هذا فشل، وهكذا يعتبره الشباك ايضا. الشباك لا يميل الى التعطر بانجازاته، وهو يعتبر أن كل عملية ناجحة هي مثابة خلل يجب التعلم منه. وكان من الصعب منع عملية حلميش، رغم تغريدة المخرب، الذي يوجد العشرات مثله الذين يصعب الوصول اليهم.


الحادثة في الاردن ايضا لا يمكن اعتبارها انجازا: الحارس الذي لاحظ وجود نية وأداة، يجب أن يستخدم القوة من اجل تجنب الخطر. ولكن هناك حراس باستطاعتهم انهاء الامر مع عدد أقل من القتلى. رجل التبادل (نتنياهو) الذي أعاد أحمد ياسين ويحيى السنوار الى البيت وحراس السفارة وجلعاد شليط، كان يجب عليه ضبط نفسه وعدم نشر صورة العناق مع الحارس زيف. ولكن من جديد لم تنجح نظرته في الوصول الى عمان، بل والى التغريدة التالية.


هذه الازمة ليست من ورائنا. فالشبكة مملوءة بالتحريض وهناك جهات كثيرة ترغب في ابقاء اجواء العنف. عندما يلاحظ العالم العربي ضعف اسرائيل فهو يحاول تحقيق المزيد من الانجازات. حماس في غزة  التي كانت نائمة على مدى ثلاث سنوات تجد الآن صعوبة في البقاء مكتوفة الأيدي. وأمامنا بضعة ايام اخرى من التوتر.


لقد وصف شخص ما نتنياهو ذات مرة كمن يشتري في السوق ويقوم بالمفاصلة الى درجة إماتة البائع. وفي نهاية المطاف يقوم بدفع الثمن الاكبر، لكن البائع يرفض رؤيته مرة اخرى. والمشكلة هي أننا جميعا ندفع هذا الثمن الباهظ.