الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الهبوط والإقلاع من مطار بن غوريون/ بقلم: نبيل عمرو

2017-08-08 11:27:16 AM
الهبوط والإقلاع من مطار بن غوريون/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

هذا ليس إعلانًا لحركة المسافرين، فقراء "الحدث" جميعًا ربما غير مسموح لهم بالسفر عبر هذا المطار.

الفكرة من وراء هذا العنوان الغريب بعض الشيء أوحى لي بها أحد المسؤولين الفلسطينيين رفض ذكر اسمه، حيث اشتكى لإحدى الصحف العربية من الطريقة الأمريكية في التعامل مع القضة الفلسطينية، وأفصح عن اكتشاف، ويا له من اكتشاف، أنّ الديبلوماسيين الأمريكيين، وفي مقدمتهم صهر الرئيس ترامب كوشنير، ومبعوثه الخاص جرين بلات، يقومون بنقل وجهة النظر الإسرائيلية، ويضغطون على الجانب الفلسطيني من أجل قبولها والتكيف معها.

 

ليس في هذا مصيبة مستجدة إلا أنّ المصيبة تكمن في توقع غير ذلك، فهذا هو الخط الأمريكي الذي تبناه الرؤساء الأمريكيون جميعًا في التعامل مع القضية الفلسطينية، كانوا يتميزون عن بعضهم البعض باللغة ودرجة المجاملة، حتى ترامب حاول تمييز نفسه بالوجبة العرمرمية المزينة بالإعلام الفلسطينية في البيت الأبيض، وحين جدَّ الجدُّ وجدنا شغلاً أمريكيًّا تحجم فيه الدور ضمن حدود نقل الرسائل الإسرائيلية مشفوعة بضغوط أمريكية.

 

هل الناطقون الذين لا يفصحون عن أسمائهم يحتاجون إلى دورة تثقيفية حول علاقة أمريكا بإسرائيل ، وكيف تمارس أمريكا دورها تحت عنوان إنقاذ السلام منذ الدخول الأمريكي على الخط، قبل ربع قرن أو أكثر، أم أنّ قراءة للتجربة من أولها إلى آخرها يفي بالغرض.

 

أمريكا لا يمكن أن تكون وسيطًا، فالوساطة تحتاج إلى مساحة من الموضوعية والحياد؛ كي تثمر تسويات منطقية، فهل هذه المساحة موجودة في أماكن صنع القرار الأمريكي؟

العلاقة الإستراتيجية التي تعطي إسرائيل أولوية قصوى في الدعم السياسي والمالي والتسليحي، وحتى الاستيطاني، تظهر سلفًا المحصِّلة الحقيقية للجهد الأمريكي، وأين يصب من البداية إلى النهاية.

 

ليس سياسيًّا من يدعو للحرد عن علاقة مع أمريكا، وليس جديًّا من يستسهل الخصومة، وحتى التصادم الكلامي معها، ففي السياسة مثلما تفرض عليك الظروف تجرع المرّ الإسرائيلي على مضض، فلا مناص من تجرع المرّ الأمريكي، ولكن من السذاجة أن يتجمع الرهان حتى يصبح مصيريًّا على احتمال تغير في الموقف الأمريكي يصل حدَّ إرضائنا، فمنذ وُجدت أمريكا ووُجدت إسرائيل فالطائرة الأمريكية تقلع من مطار بن غوريون وتهبط فيه، ونحن الفلسطينيين لا مهبط للطائرات الأمريكية في بلادنا.