الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خطاب بشار الأسد وعملية داعش في غزة/ بقلم: نبيل عمرو

2017-08-22 08:53:00 AM
خطاب بشار الأسد وعملية داعش في غزة/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

استمعتُ وبتركيز شديد إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد، وتحدث فيه عن هزيمة القوى التي سعت إلى الإطاحة به، ولكنه قال: إن المعركة لم تنتهِ بعد.

 

أشعرني الخطاب بخوف مضاعف على سورية، ورغم ما قيل عن انتصارات تحققت على الأرض، بإضافة كيلو مترات كثيرة إلى سيطرة النظام والجيش وروسيا وحزب الله، إلا أن ذلك كله لا يبشر بولادة سورية جديدة نحلم بها، ويحلم بها السوريون الذين ذاقوا الأمرين من النظم العسكرية المتعاقبة عليهم، وضاقوا أمرين أفدح من الحرب المدمرة التي اجتاحتهم ، وقتلت مئات الآلاف منهم وشردت معظم الشعب السوري، إما داخل بلاده أو خارجها.

 

الذي أخافني هو نهج النظام في التعاطي مع خصومه، وهو نهج قد يعيد سيطرة الجيش السوري على كل الأراضي السورية، إلا أن ذلك سيحمل معه أمراضًا جديدة ومآسي فادحة، إذ ليس عودة الجيش وقوى الأمن إلى السيطرة على البلاد هو ما يحلم به الشعب السوري ويعده إنجازًا يستحق الاحتفاء.

 

ما أن فرغ الرئيس السوري من خطابه حتى ضُربت فكرة الانتصار الجزئي على الفور، بما حدث في معرض دمشق الدولي من انفجار كانت رسالته تتلخص بجملة واحدة، لا انتصار يستحق التباهي ما دام قلب العاصمة عرضة للانفجارات.

 

وازداد خوفي على سورية وحتى على المنطقة بأسرها، حين تباهى الرئيس السوري بدور روسيا وإيران الحاسم في معركة بقائه، ومن يكون له دور حاسم على أرض المعركة لا بد وأن يكون له دور حاسم في تقرير مصير البلد، فلا روسيا تستحق أن تكون قدوة للشعب السوري العريق، ولا إيران تشكل نموذجًا يرضى به السوريون، حتى ولو غلبوا على أمرهم.

 

تقلّصت المساحات الجغرافية التي استولت عليها داعش في سورية والعراق ولبنان، وقد يأتي يومٌ يكون الوجود العلني لداعش وأخواتها قد انتهى، غير أن ذلك لا يعني نهاية للإرهاب، بل سنرى إرهابًا أعمق وأفدح بفعل استمرار حاضنته ودوافعه ومموليه.

 

نحن هنا في فلسطين تباهينا طويلاً بنظافة ساحتنا من داعش وأخواتها، إلا أن جاء النذير أخيرًا من غزة عبر حادث التفجير الانتحاري الذي استهدف نقطة تفتيش لحماس.

 

بالإمكان القول، إنه حادث جزئي، وربما يكون عابرًا، فما أكثر التفسيرات التبسيطية التي تقال في معرض حدث كهذا، إلا أن الحقيقة يجب أن تكون مرعبة، فحاضنة داعش ليست أرضًا تحتلها، ولا تشكيلات عسكرية معروفة المكان، حتى تباد بفعل أمني، فكل عوامل "الدعشنة" قائمة في غزة وحاضنتها للنمو والانتشار واسعة ومواتية، وإن كنا كفلسطينيين قد جنبنا أنفسنا ما حدث عند غيرنا، بحكم وجود احتلال أجنبي مرفوض على أرضنا، إلا أن حادث غزة ينبغي أن يخيفنا ويقلقنا، وما يخيفنا أكثر طريقة حماس في معالجة الأوضاع.