الإثنين  07 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | الآثار مقابل الرواتب في غزة

2017-09-05 07:38:32 AM
متابعة الحدث | الآثار مقابل الرواتب في غزة
تل السكن (صورة من الانترنت)

الحدث- عامر بعلوشة

 

وسط تنديدات ومناشدات من الأهالي ما زالت حكومة غزة تعمل على تجريف ما تبقى من منطقة تل السكن الأثرية الواقعة إلى الجنوب في مدينة غزة، وذلك في إطار مشروع تعويض الموظفين الحكوميين في غزة عن مستحقاتهم بقطعٍ من الأراضي، حيث شرعت سلطة الأراضي في غزة منذ مطلع العام الجاري بتنفيذ هذا المشروع ولو كان ذلك على حساب المعالم الأثرية الهامة في القطاع، وإلى جانب ذلك قيام جامعتي فلسطين وغزة بتجريف جزء من التل لصالحهما مع تجاوزات من المواطنين باقتطاع جزء من الأراضي الخاصة بالتل.

 

نبذة تاريخية

 

يعتبر "تل السكن" من أقدم معالم قطاع غزة الأثرية، حيث يعود تاريخ تل السكن إلى العصر البرونزي المبكر (3300-2300 ق.م)، وهو أقدم مركز إداري مصري محصّن في فلسطين، وكان بمثابة المكان الرئيس للأعمال التجارية بين مصر والمناطق المجاورة لها، وشهد مرحلتين مختلفتين من الاستيطان البشري؛ وهما الحضارة المصرية، والحضارة الكنعانية اللتان تعودان إلى أوائل العصر البرونزي المبكر.

 

ويقع التل شمال وادي غزة الذي يبعد 5 كم، جنوب مدينة غزة، على تربة رملية بارتفاع 30 متراً عن سطح البحر، وتميز بالمناعة والحصانة بسبب التحصينات المعمارية التي أنشئت فيه على مدار التاريخ.

 

وجرى اكتشاف التل عام 1998 م أثناء بناء مجمع سكني فيه، حيث ظهرت بقايا كبيرة من الطوب اللبن، إضافة إلى معالم معمارية أخرى، والعديد من القطع الأثرية المتنوعة.


وساعد اكتشاف التل في توضيح التاريخ القديم لغزة، وتطور العلاقات المصرية والكنعانية التي مرت بمراحل متعددة مثل: العلاقات التجارية، والعسكرية والإدارة، وذلك خلال الألفية الثالثة والرابعة قبل الميلاد.

 

وساعدت الحفريات الأثرية في التل التي بدأت عام 1999م بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والمركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسية على تحديد الملامح الرئيسة له والتأكد من تسلسل المراحل التاريخية التي مرت على المكان اضافة إلى الحفاظ على التل المهدد بالتدمير من خلال أعمال البناء في أرضه والمنطقة المحيطة به.

 

تنديد وإدانة

 

 أدانت وزارة السياحة والآثار في وقت سابق من شهر أغسطس الأعمال التدميرية الجارية في منطقة تل السكن الأثرية، وقد قالت الوزارة في بيان لها أن آليات تابعة لجامعة فلسطين الدولية قد قامت بتجريف الجزء الغربي من التل بما تسبب في تدمير سويات ومباني أثرية، منوهة إلى أن الجامعة كانت قد ألتزمت في فترة سابقة بعدم المس بالموقع.

 

ولفتتت الوزارة إلى قيام جامعة غزة للبنات بتجريف أجزاء واسعة من الموقع الأثري في الجهة الشمالية من الموقع امتدت إلى أعماق الموقع الأثري، إضافة إلى أخذ التراب من المنطقة الغربية للموقع الأثري.

 

 وأكدت أن هناك اعتداءات مكثفة على الموقع من قبل بعض المواطنين الذين يقومون بوضع اليد على أجزاء من الموقع الأثري، وإقامة بيوت مؤقتة بدون ترخيص إلى جانب نقل الرمال بدون ترخيص من أرض الموقع الأثري.

 وأشارت الوزارة في بيانها أن الاعتداءات طالت أجزاء واسعة من الموقع الأثري لتشمل تدمير طبقات حضارية تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ الموقع وهي تتراوح ما بين التدمير الكامل والجزئي وكافة ألأعمال الجارية غير المرخصة من قبل دائرة الآثار والتراث الثقافي.

 وأعربت الوزارة عن أسفها لهذا التدمير الذي جاء على يد مؤسسات يفترض بها أن تحافظ على التراث الثقافي، والتي استغلت لظروف السياسية التي تمر بها البلاد، ولم تمتثل للتعليمات الصادرة بوقف أعمال التدمير في الموقع.


من جهته، قال مدير عام الآثار في الوزارة السياحة والاثار ايهاب كحيل أن وزارة السياحة اتفقت مع سلطة الاراضي على وقف عمليات التجريف في هذه المنطقة الاثرية إلى حين حل الاشكاليةالقائمة بين سلطة الاراضي والوزارة منوها إلى إن عمليات التجريف استمرت عدة ايام.

 

وكشف كحيل النقاب عن تشكيل لجنة مشتركة بين سلطة الاراضى والوزارة ستعمل على حل هذه الاشكالية خلال أيام.

 

يشار إلى أن موقع تل السكن الأثري يقع في غرب منطقة تل العجول الاثرية الموجودة على أراضي قرية المغراقة جنوب مدينة غزة . علماً بأنه كان يقطن تلك المنطقة سابقاً مواطنون فقراء في بيوت من الزينكو طالبتهم حكومة غزة

بتركها دون تعويض، وقد أخرجوا منها بالقوة، مع إقرارهم بأنها أراضٍ حكومية، وهي من ناحية ثانية أثرية.