خاص "الحدث" | موسم الملوخية نفع للمستهلك وربح قليل للمزارع (صور)

الحدث- علاء صبيحات

شمالا حيث سهل مرج بني عامر، بالقرب من بلدة اليامون وبمحاذاة شارع حيفا الذي يربط مدينة جنين بالقرى الواقعة غربها، يعج التراب هناك باللون الأخضر، حيث يشغل بال النسوة موسم "الملوخية"، ويستجدي المزارعون الله أن يكسبهم بعض المال وعادة ما يكون قليلاً إذا ما قيس بحجم تعبهم.

سامي أبو جبل مزارع فلسطيني يمتلك حقلا مساحته 4 دونمات مزروعة عن آخرها بالملوخية في سهل مرج بني عامر، طرف الحقل الشرقي يحدّه رصيف شارع حيفا، هناك يقف أبو جبال منذ ساعات الصباح ليبيع الملوخية كما يريد الزبون من الحقل مباشرة إلى السيارة.

يقول أبو جبل لمراسل "الحدث" إن سعر الكيلو غرام الواحد هو 2 شيقل، يمر زبون راغب بـ10 كيلوغرامات مثلا، فـ"أقص" له (أقطف له) ما يريد ثم أزينه على الميزان المتوفر في المزرعة وأحملها له في السيارة.

وهنا أشار أبو جبل أن هناك نوعين من البيع أولهما البيع بالجملة ويتم تصدير المحصول إلى حسبة قباطية، وهي عملية سريعة لكن ربحها أقل، والنوع الثاني هو البيع بالتجزئة أي لكل زبون على حدة وهي عملية وصفها أبو جبل بالطويلة ولا تُدر مبلغا ضخماً دفعة واحدة لكن ربحها أكبر لذلك هو يفضلها.

ومن أسباب تفضيل أبو جبل لبيع التجزئة عدا عن الربح المادي الاعلى، لأنها عملية ليست معقّدة وليست بحاجة لعمال نظرا لقلة الزبائن الذين يتعرفون على المزرعة رغم قربها من الشارع الرئيسي.

الربح-الدفع= لاشيء

يربط ضمة كبيرة من الملوخية لأحد الزبائن رافعا عيناه المملوأتان بالنشاط والتعب على التوازي، قائلا إن الأرض التي أزرع فيها مستأجرة بضمان سنوي مقداره "150" دينارا لكل دونم.

والدونم الواحد بحاجة لـ2 كيلوغرام من بذور الملوخية التي تكلّف الكيلوغرام الواحدة منها 30 شيقلا كما أوضح أبو جبل.

وبعد عملية حراثة الأرض وتسميدها وزراعة البذور مع كل تكاليفها السابقة، تبدأ مرحلة الريّ والتي يحتاج فيها الدونم الواحد فيما يعرف بـ"السقوة الأولى" أي أول عملية ري للأرض، لـ400 كوب من المياه، علما أن سعر كوب المياه 3.5 شيقل كما أكّد مزارع الملوخية.

أما عملية الري من بداية الزراعة وحتى نهاية الموسم فإن دونم الملوخية خالها بحاجة لـ800 كوب من المياه على الأقل، أي أن الدونم يكلّف 2,800 شيقلا للمياه فقط.

بالإضافة لثمن ضمان الأرض، وثمن البذور وثمن عمليات تجهيز الأرض التي تبلغ تقريبا 1500 شيقلا كلها معا، هناك أمور أخرى عليه دفع أثمانها.

فكما قال أبو جبل إن عليه أن يدفع ثمن سماد الأمونياك، بالإضافة للدواء المسمّى "ميتش" المكافح لحشرة الدود التي ستهاجم المحصول لولاه، وستجعله محصولا رديئا.

فعليه أن يدفع ما يقارب الـ4500-5000 آلاف شيقل كتكلفة إجمالية للدونم الواحد من الملوخية والذي لا ينتج أكثر من 3 أطنان ويباع الطن الواحد ما بين 1800 شيقلا إلى 3 آلاف شيقل حسب جودة المحصول بالإضافة لعمليات العرض والطلب.

أي أنه في أحسن الأحوال كما يوضّح أبو جبل، يكسب 9 آلاف شيكل كان قد دفع منها 5000 آلاف شيكل سابقا على أقل تقدير.

أما حقل أبو جبل فهو جيد جدا من حيث النوعية، لكن طبيعة العرض والطلب أرغمه على أن يبيع الكيلوغرام الواحد بـ2 شيقل أي أنه لا يربح أكثر من 1500 شيقلا في الدونم الواحد وفقا للحسابات السابقة.

ما الذي يرغمك على زراعة الملوخية؟

على الرغم من الربح غير الوفير إلا أنه محصول لا يحتاج لكثير من الجهد وبيعه أسهل بكثير من بيع محاصيل أخرى كالخيار والبندورة مثلا كما اوضح أبو جبل.

وأضاف أن تكاليف إنتاج محصول الملوخية لا تُذكر مقارنة بباقي المنتجات التي قد تُدر مربحا كبيرا.