الخميس  12 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

“صنع في بلدي”.. يوحد الاقتصاد الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر

فرصة لشركات الداخل لتسويق منتجاتها في العالم العربي عبر شراكات فلسطينية مشتركة من الضفة والـ 48

2013-12-10 00:00:00
“صنع في بلدي”.. يوحد الاقتصاد الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر
صورة ارشيفية

عائلات الـ 48 تنفق 50% من دخلها على التسوق

 

محمد وتد - الناصرة

وسط الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الاقتصاد الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر والهادف إلى إبقاء السوق الفلسطينية، في حالة التبعية  للسياسات الاقتصادية التي تنتهجها تل أبيب بهدف تسويق منتجاتها وكذلك التضييق على المنتج الفلسطيني؛ انطلقت فعاليات فلسطينية تهدف إلى كسر حاجز الارتهان التجاري للسوق الإسرائيلية، وفتح آفاق ومبادرات نحو تدعيم الاقتصاد الفلسطيني بوحدة تجارية للسلع والمنتجات والأسواق، للخروج من الركود نحو بوادر استقلالية ذاتية في التجارة والصناعة وتفضيل المنتج الفلسطيني وتسويقه عالميا وعلى مستوى العالم العربي.

وترتقي المنتجات والصناعات الفلسطينية من خلال هذه المعارض بخطوات ثابتة وراسخة نحو المستقبل بوحدة اقتصادية، حيث ترى الشركات في الضفة الغربية في أسواق الداخل رافعة للاقتصاد الفلسطيني، خاصة في قطاع صناعة المنتجات الغذائية التي تشكل نحو 23% من القطاع الصناعي العام وتوفر نحو 15 ألف فرصة عمل للفلسطينيين بالضفة الغربية.

في المقابل، تنفق عائلات الداخل الفلسطيني نحو 50% من دخلها على التسوق والمنتجات الغذائية والاحتياجات المنزلية، وعليه تتطلع الشركات في الضفة الغربية للتشبيك وتعزيز التواصل وتخطي جدار الفصل العنصري عبر تسويق منتجاتها في أراضي الـ 48 ومساعدة رجال الأعمال من المثلث والجليل والنقب والساحل لطرق أبواب أسواق العالم العربي لتسويق منتجاتها وصناعاتها تحت عنوان “صنع في بلدي”.

 وسعيا لتحقيق هذه الأهداف، أطلقت جمعية إعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي بالداخل الفلسطيني المعرض التجاري “صنع في بلدي” الذي أقيم للعام الثاني على التوالي، وتواصلت فعاليات المعرض الذي احتضنته قاعة ميس الريم بقرية عرعرة في المثلث واستمرت نشاطاته على مدار يومين.

والتقت خلال أيام المعرض عشرات الشركات العربية الفلسطينية من الضفة الغربية وأراضي الـ 48 التي عرضت منتجاتها وخدماتها أمام حشود المستهلكين العرب وجمهور أصحاب الأعمال والتجار الذين توافدوا إلى المعرض، بهدف تعريف المجتمع العربي بالمنتجات الفلسطينية لتكون بديلة عن المنتجات الأجنبية والإسرائيلية، وتذويت ثقافة دعم السوق الفلسطينية من خلال الإقبال على المنتج الفلسطيني لتلتقي القوة الشرائية العربية بالمنتجات الفلسطينية.

صناعات ومنتجات

ويولي رئيس جمعية إعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي، الدكتور سليمان اغبارية، أهمية قصوى لمثل هذه المعارض والتقاء المستهلك الفلسطيني برجال الأعمال، بهدف التشبيك وتعريف المستهلك بالمنتجات العربية والشركات الفلسطينية للنهوض بالمجتمع اقتصاديا وتجاريا، ما يساهم في إخراج الاقتصاد من حالة الركود وإنعاش السوق بالقوة الشرائية الفلسطينية، وفتح أبواب العمل وتوفير فرص العمل لمزيد من الأيدي العاملة ما يعني محاربة البطالة. 

ويتطلع الدكتور اغبارية من خلال هذه المعارض التي تلتقي بها الشركات والقدرات التجارية والصناعية على جانبي الخط الأخضر إلى توحيد الاقتصاد الفلسطيني بالداخل والضفة والقدس وغزة، لافتا إلى أن جودة المنتج الفلسطيني تضاهي وتنافس المنتجات الأجنبية، كما أنها أفضل من ناحية الجودة والأسعار من منتجات الشركات الإسرائيلية.

وبين أن العديد من الشركات الفلسطينية ورغم القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال نجحت في تصدير منتجاتها للأسواق العالمية وخاصة أمريكا وأوروبا، مؤكدا بأن الصناعات العربية الفلسطينية ما زالت تواجه الكثير من التحديات في ظل سياسة التمييز العنصري والتضييق من قبل المؤسسة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني.

وكشف اغبارية النقاب عن وجود خطة مهنية تهدف إلى تعزيز التعاون والتشبيك بين الشركات الفلسطينية على جانبي الخط الأخضر، وذلك من خلال برنامج عمل يعتمد على تسويق منتجات الشركات والمصانع من الضفة الغربية في أراضي الـ 48، خاصة وأن إسرائيل ما زالت تضع العراقيل أمام هذه المنتجات لترويجها في أسواق الداخل الفلسطيني.

وأضاف أن :”الخطة تهدف لوضع برنامج عمل تجاري واقتصادي لتسويق منتجات شركات الداخل الفلسطيني بأسواق العالم العربي من خلال إقامة شركات فلسطينية مشتركة من الضفة الغربية وأراضي الـ 48”.

ترويج وتسويق

بدوره، ثمن رجل الأعمال الفلسطيني مؤيد شعراوي مدير التسويق والمبيعات في شركة شعراوي للمنتجات الغذائية، مثل هذه الفعاليات والمعارض التجارية التي تعرف بالمنتج الفلسطيني وتسهم في الترويج له وتسويقه في كافة أسواق الوطن رغم الحواجز والحصار.

ولفت إلى أن شركة الشعراوي التي تشارك لأول مرة بمعرض في الداخل الفلسطيني، ترى 

أن ذلك يفتح المجال أمام الشركات من الضفة الغربية لتسويق منتجاتها في أسواق أخرى، والأهم هو مساهمة مثل هذه المعارض في خلق وحدة اقتصادية فلسطينية.

وأكد شعراوي أن الإمكانيات والمقومات والقدرات التي يملكها الاقتصاد الفلسطيني ورغم التضييق من قبل إسرائيل، يمكن توظيفها للتواصل والدعاية والتعريف بالمنتج الفلسطيني ليكون بديلا عن المنتجات الإسرائيلية، ما يلزم إلى توفير الدعم والفرص للتميز في الصناعات الفلسطينية التي تقدم منتجات بجودة عالية تضاهي وتنافس المنتجات الأجنبية أيضا.

وخلص إلى القول: “ إن التشبيك وتعزيز التعاون بين رجال الأعمال وتعميم ثقافة شراء المنتج الفلسطيني بالأسواق المحلية يحرك عجلة الاقتصاد وينشط قطاع التجارة والصناعة ويفتح الأبواب لفرص عمل إضافية تعود بالفائدة على مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني”.

ويتفق مسؤول التسويق والمبيعات في شركة صبحي نخله للقهوة والبذور رجل الأعمال، نزار خوري، من بلدة شفا عمرو، مع زملائه أصحاب الشركات التجارية من الضفة الغربية، بأن مثل هذه المعارض تسهم في تثبيت المنتج العربي في الأسواق الفلسطينية، كما أنها تؤدي إلى تعزيز التواصل والعلاقات مع المستهلك والاستماع إلى وجهة نظره والتعرف على متطلباته واحتياجاته.

وبين بأن مثل هذه العلاقة والتفاعل ما بين القوة الشرائية وقوة المنتجات بجودتها وأسعارها التي لا تنافس تؤدي إلى خلق ثقافة استهلاكية باعتماد المنتج الفلسطيني كبديل عن جميع المنتجات الأجنبية التي تنافس في الأسواق الفلسطينية، إذ أن هذه المعارض تساهم في النهوض بالاقتصاد الفلسطيني وتخطي الحدود المصطنعة لتكون المنتجات في صلب اهتمام المستهلك العربي وأولى اختياراته.

تعاون وتنشيط

ويراهن رجل الأعمال محمد اغبارية مدير مصنع “أثاث جبر” في أم الفحم على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتسويق المنتجات والسلع العربية، ويصبو من خلال هذه المعارض والفعاليات أسوة بغيره من أصحاب الشركات والمصالح التجارية إلى إعادة اللحمة للاقتصاد الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر الذي عاش لسنوات طويلة بسبب الظروف السياسية حالة من القطيعة والتشتت.

وأشاد اغبارية بتطور قطاع صناعة الأثاث الفلسطيني وتحوله إلى عامل حيوي في الاقتصاد ودوره في توفير فرص العمل للشاب الفلسطيني، وذلك من خلال الدمج ما بين المهنية والتكنولوجيا والتحديث في التصنيع بابتكار تصاميم خاصة ومميزة تناسب كافة الأذواق واحتياجات السوق وتلبي متطلبات الأسرة العربية.

وثمن اغبارية الثقة التي يمنحها المستهلك الفلسطيني بمنتجات وصناعات بلده ووطنه، ودعا رجال الأعمال وأصحاب الشركات إلى مواصلة التصنيع بجودة عالية ومواكبة التطور بما يتناسب وتطلعات العائلة الفلسطينية، ما يسهم في تنشيط عجلة الاقتصاد وفتح المزيد من الأسواق العربية والعالمية قبالة المنتجات والصناعات الفلسطينية.

حضور وهوية

من جانبه، يعتبر زيد هلال الموظف في شركة “زيتنا” لتسويق الزيت والزيتون، بأن هذه المعارض تمنح هوية للمنتج الفلسطيني، وهي بمثابة إثبات وجود للشركات والصناعات الفلسطينية لفرض حضورها وذاتها ليس فقط في السوق المحلي، بل أيضا في الأسواق العالمية التي ترى في جودة المنتج بطاقة تعريف لدخوله إلى الأسواق وجذب المستهلكين.

وأكد هلال أن التعاون والتشبيك بين رجال الأعمال مع الاهتمام بجودة المنتج يخلق تنافساً للترويج للمنتج والصناعات لتكون البديل للمستهلك الفلسطيني، الأمر الذي يؤدي لتدعيم الاقتصاد من خلال عمليات تبادل وتسويق المنتجات في كافة الأسواق العربية، ومثل هذه المعارض تؤدي إلى تلاحم الاقتصاد الفلسطيني وتطويره وإخراجه من حالة الركود وإنعاشه،  ما يعني توفير فرص عمل وفتح المزيد من المصالح التجارية والصناعية.

بدوره، يرى مهندس الحاسوب عز الدين أبو فروة المدير المشارك في شركة “ناد سوفت” للتكنولوجيا والتطبيقات المحسوبة، أهمية بالغة في توظيف عالم الهايتك في خدمة الاقتصاد وتدعيم مكانة الشركات والمصانع الفلسطينية إن كان على مستوى الترويج للبضائع والمنتجات أو حتى لبناء مجتمع اقتصادي يواكب تحديثات العصر ليرتقي بالصناعات الفلسطينية محليا وعالميا.

ويجزم المهندس اغبارية بأن التكنولوجيا واستخدامها في الاقتصاد تؤتي ثمارها وتنعكس إيجابا على المصالح التجارية، لافتا إلى أن تعريف المصلحة التجارية والشركات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت تؤيد لخلق هوية فلسطينية اقتصادية، خاصة مع اتساع ثقافة التسوق والاستهلاك واختيار المنتج عبر الشبكة العنكبوتية التي تشكل عاملا حيويا للتشبيك والتواصل الداخلي وتخطي الحدود والعراقيل للتعريف بالمنتج الفلسطيني عالميا وحتى على مستوى العالم العربي، إذ نلمس مدى اهتمام المتصفحين من أنحاء الوطن العربي بالمنتج والسلع الفلسطينية