الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | حزب ميرتس اليساري الصهيوني.. انتهى

2017-10-09 06:41:51 AM
ترجمة الحدث | حزب ميرتس اليساري الصهيوني.. انتهى

 

الحدث - ترجمة احمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً للكاتب رون كحليلي، تحدث فيه عن حزب اليسار الصهيوني ميرتس، وفيما يلي نص المقال:

 

ليس هناك شيء مثل اليسار الصهيوني. وفيما يتعلق بالحرب العالمية التي تجري في ميرتس (زيهافا جالون مقابل إيلان جيلون، والعكس)، والتي في العقود الأخيرة أصبحت أكبر مشكلة يعاني منها اليسار الإسرائيلي، حيث أصبح غير قادراً على خلق الفضاء الذي يمكن له من خلاله الدخول إلى الحلبة السياسية.

 

ليس هناك شيء مثل اليسار الصهيوني لأن مصطلحي "يسار" و"صهيونية" متناقضان، ولن يكون هناك سلام بينهما. في حين إن التعريف الأساسي لليسار العالمي هو "المساواة للجميع بغض النظر عن الدين والعرق والجنس"، فإن التعريف الأساسي للصهيونية هو "وطن قومي للشعب اليهودي". والتطبيق العملي لهذا هو أن اليهودي له ميزة متأصلة في الدولة، ليس فقط بسبب ماضيه في أوروبا، ولكنه ببساطة يهودي.

 

من الصعب خلق يسار بشكل ديمقراطي في إسرائيل، لأنه لا توجد ديمقراطية دون كتلتين سياسيتين متساويتين القيمة. ميرتس -الحزب الذي تآكل وخرق قيم اليسار- لا بد من حله والاعتراف بفشله وانخراطه بباقي الأحزاب الأخرى. أنا مقتنع بأن كل أعضاء البرلمان الخمسة البارزين لهذا الحزب بدون نفوذ سيجدون بسهولة مهمة بديلة ورواتب.

 

لماذا هذا مهم؟ ولماذا هذه الخطوة ليست فقط بديهية وإنما ضرورية؟

ليس لأن ميرتس -وفقا لبعض استطلاعات الرأي العام- بالكاد يمكن أن يصل للحد الأدنى للدخول إلى الكنيست، ولكن لأن ميرتس ليس له الحق الأخلاقي في الوجود طالما أنه يستخدم في الوقت نفسه كلا الوصفين -ويقصد هنا الصهيونية واليسار-. وإصرار ميرتس على الارتباط المستحيل بين اليسار والصهيونية لا يقتصر على التيار الرئيسي الاسرائيلي، وإنما على استخدام القيم الجماعية التي تآكلت على مر السنين حتى أصبحت النكتة الكبيرة للحق الشعبوي.

 

أضف إلى ذلك، حقيقة أن ميرتس على الرعم من جهوده المبذولة لا يتفوق في التواصل مع المجتمعات التي ليست اشكنازية أو علمانية برجوازية، ولم يأخذ أبداً دوراً بارزاً في كفاح العمال أو في الصراعات الاجتماعية "المزراحي والاثيوبي والحريدي وغيرهم". بل وربما دعمه الصادق لمعظم الحروب والعمليات العسكرية الاسرائيلية، ناهيك عن تركيزه على الاحتلال أو على حقوق المرأة والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرهم، ولكن كل ذلك موجود لدى كافة الاحزاب والأطراف الأخرى وسوف أيضاً تصل إلى نفس النتيجة: ميرتس انتهى.

 

ميرتس يجب أن يترك المسرح، وحده ودون مساعدة، وأن يسمح لليسار الجديد الذي هو أكثر تنوعاً وعدوانية، واليسار الذي سيعيد تعريف الصهيونية وأهدافها لتجريب حظه. لأنه كما قال الشاعر: "ليس هناك مجال لإثنين على عمود كهرباء واحد".

 

وبالطبع لن يكون ذلك الأمر سهلاً، فالصهيونية هي عنصر دراماتيكي مقدس تقريبا في أعين معظم اليهود، حتى أولئك الذين يعرفون أنفسهم على أنهم يساريون.

 

لماذا كل ذلك؟

باختصار لأن الصهيونية هي الأساس الذي بنيت عليه دولة إسرائيل. وبعد إنشاء الدولة لم تعد هناك حاجة لهذا الأساس، لأنها أصبحت مبرراً مطلقاً للاحتلال، والاضطهاد، والقوة، والقسوة. فهل حدث كل ذلك بالفعل؟