الإثنين  07 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل إسرائيلي: الحرب القادمة لن تكون نزهة والجيش السوري لا يهزم

2017-11-20 07:18:46 PM
تحليل إسرائيلي: الحرب القادمة لن تكون نزهة والجيش السوري لا يهزم
حزب الله اللبناني

 

الحدث ــ محمد بدر

 

نشر موقع "روتر" العبري تحليلا للخبير العسكري مايكل كورن العامل في قناة سي بي سي، جاء فيه:

 

لم تكن الحرب في العام 2006 هزيمة لإسرائيل - جيشها أقوى من معظم جيرانها - لكن جنرالاتها أدركوا فجأة أنهم ليس لديهم يد حرة في المنطقة.

 

وتمكن  حزب الله، وهومجموعات  شيعية لبنانية مسلحة ومدربة من قبل إيران، من إيقاع  عدد كبير من الضحايا بالاضافة لأضرار جسيمة، كما ألحق الإسرائيليون أضرارا جسيمة بجنوب لبنان. كان اللبنانيون ضحايا مرة أخرى. وكما قال لي ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: "يجب ألا ندع هذا يحدث مرة أخرى".

 

وكان رد إسرائيل في ذلك الوقت إرسال مجموعات من القوات الخاصة، تدعمها أساطيل طائرات الهليكوبتر. لم يستخدموا القوة بقدر الإمكان، وكانوا بالتأكيد أقل فعالية. كانت المعلومات الاستخباراتية مخجلة، ولم يكن لدى الاسرائيليين أي فكرة عن عدد جنود حزب الله الذين تم تدريبهم، وعن الأنفاق، التي كانت آمنة جدا، كما كان السماح للجنود بأخذ هواتف خلوية معهم إلى الحرب في لبنان، على سبيل المثال، كان معيبا وسخيفا.

 

ومن المحتمل أن تشمل الحرب القادمة في الشمال هجمات مدفعية، ثم تبادل إطلاق النار بين الدبابات والجنود. لن تكون نزهة. ومن المتوقع أن يحدث ذلك عاجلا وليس آجلا، وبشكل مباشر أو غير مباشر سيشمل إيران والسعودية وسوريا وحتى روسيا.

 

هناك عدة عوامل يجب مراعاتها. أولا، في سبتمبر، أجرت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أكبر تدريبات عسكرية لها منذ 20 عاما، بمشاركة عشرات الآلاف من الجنود والدبابات والطائرات وحتى البحرية واستغرقت المناورات وقتا طويلا جدا، كما أن المناورات نفسها مكلفة للغاية، العدو القوي لاسرائيل هو حزب الله. وكانت قد هاجمت إسرائيل أيضا مواقع سورية عدة مرات في الأشهر الأخيرة، إسرائيل تحاول اختبار الطرف الآخر من خلال هذه الهجمات وكذلك  من أجل أن توصل إسرائيل رسالة لسوريا مفادها أنها (سوريا) يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه حزب الله ولبنان الذي ترى فيه مقاطعة لها.

 

ثانيا، القوة السعودية السنية  في حرب ساخنة على نحو متزايد مع العالم الشيعي، وخاصة إيران. ولي العهد الأمير محمد سلمان هو وريث العرش، ولا يزال شابا، وهو الحاكم الفعال للبلاد. والسعودية  متقدمة اقتصاديا ومنفتحة دوليا وعاقدة على إجراء تغييرات لتعزيز المملكة العربية السعودية.

 

فالحرب الأهلية في اليمن، على سبيل المثال، قد بدأت من ما يقرب من ثلاث سنوات، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 000 5 مدني، كثير منهم من الأطفال. المملكة العربية السعودية تدعم حكومة الرئيس هادي، من خلال  سلاحها الجوي، بينما تدعم إيران الحوثيين.

 

 

علامات الصراع

 

وتدخل الدول  في لبنان غير مباشر، ولكنه واضح أيضا. وقد توجه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي كان يحمل الجنسية السعودية مؤخرا الى السعودية حيث أدان التلاعب الايراني في بلاده واستقال من منصبه. ودعا بن سلمان جميع المواطنين السعوديين إلى مغادرة لبنان، والذي عادة ما يكون بمثابة تحذير مسبق من حرب. وطالب السعوديون أيضا حزب الله بنزع سلاحه. إنهم لن يفعلوا ذلك بالطبع، ولا تملك قوات الأمن اللبنانية الإرادة أو القدرة على إجبارهم. ولكن هذا شرط قانوني رسمي آخر يضاف إلى الحالة المحتملة للحرب.

 

ولن تتمكن إسرائيل والمملكة العربية السعودية أبدا من تشكيل تحالف ملموس ومفتوح، ولكنهما لا شك في أنهما على اتصال. وإذا هاجمت المملكة العربية السعودية لبنان، فإنها ستتيح لإسرائيل فرصة مثالية لإغلاق الحساب مع حزب الله.

وقد تم مؤخرا استبدال بعض كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس المخابرات، كما أن السعودية ستتعامل مع التهديد السوري، لدى دمشق الآن أصعب جيش في المنطقة بسبب خبرته في الحرب ضد داعش.

 

أحد الأسباب التي جعلت الجيوش العربية قد فشلت بشدة ضد الإسرائيليين على مر السنين، وهي أنهم قد تلقوا تدريبا أفضل على قمع شعوبهم من محاربة الأعداء الأجانب، الجيش السوري ليس قريبا من التسلح الإسرائيلي، ولكن الآن لديه قوات لن يكون من السهل هزيمته.

 

أما بالنسبة لإيران نفسها، في الماضي، فإن الولايات المتحدة  كانت تضغط على إسرائيل  والرياض لعدم مهاجمة طهران،  ولكن الزمن قد تغير، والقوة العظمى التي تدعو إلى السلام الان هي روسيا التي تتمتع بعلاقات حميمة مع إيران وإسرائيل، ولكن موسكو ألمحت إلى أن إيران هي إيران وسوريا، إنها أقرب اليوم (إيران) إلى إسرائيل، وهذا أمر لا يمكن أن تتجاهله إسرائيل، لن ترسل روسيا قوات لمحاربة إسرائيل، ولكنها يمكن أن تميل إيران بالتأكيد.

 

ولكن هذه المخاوف جانبا، يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط داخلية قوية، مليئة بالفضائح، ولا شيء يمكن أن ينهي جدل الفضائح لدى الجمهور أكثر من الحرب، وفي النهاية السياسة في الشرق الأوسط تجعل من النجاح  أمرغريب. كانت دائما كذلك، وسوف تكون دوما كذلك.