الثلاثاء  01 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قائد الأمن الوطني "أبو دخان" في الرياض .. ما هي أهداف المؤتمر الذي حضره؟

2017-11-29 05:28:49 AM
قائد الأمن الوطني
نضال ابو دخان

 

الحدث ــ محمد بدر


نشر مركز القدس للدراسات الإسرائيلي تحليلا، حول المؤتمر الذي عقدته السعودية بمشاركة عدد كبير من الدول العربية، والذي يناقش مسألة التعاون ضد "الإرهاب"؛ جاء فيه: 

 

اتخذت الدول السنية المعتدلة خطوة هامة جدا هذا الأسبوع عندما اجتمعت في الرياض على مستوى وزراء الدفاع لمناقشة الحرب على "الإرهاب".


ومع ذلك، فمن أجل إنجاح هذه الخطوة، يجب أن تتعاون هذه الدول مع إسرائيل في هذا المجال والتفكير خارج الصندوق.


إن روحا جديدة تهب بين الدول الإسلامية في الشرق الأوسط في موضوع الحرب على "الإرهاب"، وهذه بداية هامة جدا وظاهرة جديدة تستحق الإهتمام.

 

وتأتي هذا التطورات تباعا بعد القمة التي عقدها كل من الرئيس الأمريكي ترامب والقادة السعوديين والعرب في الرياض، وتتركز جهود هذه الدول على محاربة المجموعات السلفية المتطرفة وكذلك المنظمات الشيعية  كحزب الله والحوثيين والحرس الثوري الإيراني.

 

في 26 تشرين الثاني / نوفمبر، عقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية المؤتمر الأول "للتحالف الإسلامي" لمكافحة الإرهاب على مستوى وزراء الدفاع ومشاركة أكثر من 40 دولة إسلامية.

 

وشاركت السلطة الفلسطينية في المؤتمر، ومثلها اللواء نضال أبو دخان، قائد قوات الأمن الوطني في الضفة الغربية.


محمد بن سلمان يتصرف كوزير للدفاع نيابة عن كل العرب، ومهمته مكافحة التمدد الإيراني في الشرق الأوسط.

 

وجاء المؤتمر في السعودية في الوقت الذي حدثت فيه عملية القتل الجماعي في مسجد الروضة في سيناء، حقيقة يبدو أن التوقيت صدفة، ولكنه كان فرصة للتأكيد على أهمية محاربة التطرف والمتطرفين، واصفا إياهم بأنهم يشوهون صورة الإسلام الطيب.

 

وأكدوا في المؤتمر أن التحالف ليس موجها ضد أي بلد أو مجتمع أو دين، وأن هدفه الةحيد هو محاربة الإرهاب.


ووافق المؤتمرون على صياغة استراتيجية لمكافحة الارهاب والتنسيق بين الدول الاسلامية فى المجالات السياسية والاقتصادية والمالية لمحاربة الارهاب.

 

مصر إحدى الدول المشاركة في التحالف، تدير منذ سنوات حربا طاحنة ضد المتطرفين، لا سيما في السنوات الأربع الماضية، واعتبر وزير الدفاع المصري خلال المؤتمر أن محاربة الإرهاب ليست مسألة أمنية بحتة، وإنما مسألة معالجة ثقافية للتأكيد على مبدأ التعايش والتسامح بين الثقافات والأديان.

 

وللحقيقة فإن حديث وزير الدفاع المصري دقيق، فلو نظرنا إلى الأسباب الإقتصادية والإجتماعية في سيناء لوصلنا إلى نتيجة أن هذه الظروف هي التي ساهمت في الحفاظ على وجود عميق للجماعات المتطرفة هناك من خلال دعم سكان سيناء لها.

 

والسؤال : هل هذا نتيجة الإهمال المصري لهذه المناطق إقتصاديا؟ أم أنها بسبب العلاقة المعقدة بين القبائل في سيناء وأجهزة الأمن التي منعت الكثير من طرق التهريب التي تعتمد عليها القبائل في سيناء كمصدر دخل مهم ؟ أم هو بسبب نظام الإقطاع الموجود في تلك المنطقة ووجود فجوة كبيرة بين طبقتين إحداهما من الأغنياء والأخرى من الفقراء؟ أو كل هذه الأسباب مجتمعة ادت لهذه النتيجة.

 

بكل وضوح، فإنه ليس هناك شك في أن الدول السنية تحتاج لصياغة إستراتيجية جديدة، وهناك أمل من أن تشكل المجزرة في سيناء نقطة تحول في الحرب على الإرهاب ليس فقط في مصر، بل في الكثير من الدول.

 

ويجب على مصر والدول السنية الأخرى أن تبدأ بالمبادرة ضد الإهراب وليس الإكتفاء فقط بالتحرك بعد كل هجوم تنفذه هذه الجماعات، فمثلا على الحكومة المصرية إيجاد سبيل لعلاقة من الثقة مع القبائل في سيناء.


سكان شبه جزيرة سيناء على دراية جيدة بالسكان المحليين ويمكن بسهولة من خلالهم  التعرف على الأجانب الذين يتسللون  إلى شبه الجزيرة، فالبتالي أي علاقة ثقة بين القبائل والجيش ستكون نهاية الأجانب هناك.


وأدت المجزرة التي وقعت في مسجد الروضة  في مصر إلى تهيئة الجو العام المناسب لتنفيذ عمليات رادعة ضد التطرف.


الصحفي المصري المعروف أشرف أبوالهول كتب مقال نشرته صحيفة "الأهرام" يوم 27 نوفمبر، أن على مصر أن تتحرك دبوماسيا من أجل أن يتم تسليمها الشيخ يوسف القرضاوي الذي تتهمه مصر بتشجيع الإرهاب على أراضيها.

 

وبطبيعة الحال، يجب على الدول الإسلامية المعتدلة أن تتعاون مع إسرائيل إذا كانت تريد حقا محاربة الإرهاب بعزم.


لدى إسرائيل خبرة كبيرة عسكرية واستخباراتية، فهي في حالة إشتباك مع "الإرهاب" منذ 70 عاما.

 

التعاون مع إسرائيل يمكن أن يتم في الخفاء، بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، ولكن من المؤكد أنهاسوف يحقق نتائج ملموسة في الحرب على "الإرهاب" لصالح جميع الأطراف.

 

لذلك، فإن المؤتمر العسكري "التحالف الإسلامي" ضد الإرهاب هو خطوة أولى هامة في الاتجاه الصحيح ولكن يجب أن يستمر ويتواصل.


يجب أن  تتعاون "الدول الإسلامية"  مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب وأن تكون خلاقة وأن تفكر خارج الصندق، وقتها ستحقق نتائج ملموسة.