الحدث- ريم أبو لبن
أجمع محللون سياسيون أن ما يحدث من تحركات جماهيرية لن يقود إلى انتفاضة ثالثة، لافتقاره إلى القيادة السياسية ولعدة أسباب أخرى، أهمها أن من يجب أن يقود الانتفاضة هو الرئيس.
وتسائل الدكتور د. صالح عبد الجواد هو استاذ في العلوم السياسية في جامعة بيرزيت قائلا: "من سيقود الانتفاضة؟ الذي قاد "الكفاح (الصهيوني)" في دولة الاحتلال هو دافيد بن غوريون وهو أوّل رئيس وزراء لدولة الاحتلال. إذا الرئيس هو من يقود!"
" ما يحدث يفتقر لملامح انتفاضات سابقة"
د. جورج جقمان المحلل والمحاضر في جامعة بيرزيت.قال لـ "الحدث": "السلطة الفلسطينية تريد أن تحصر الوضع الراهن ولا تريد اشعال الوضع أكثر، والأمر مقتصر لديها على النشاط الدبلوماسي العربي".
وقال: "في الانتفاضة الأولى كان الوضع مختلفاَ إذا كان جنود الاحتلال الإسرائيلين يتوزعون في المدن وبذلك كان الفلسطينيون يخرجون للشارع من مختلف الأعمار، أما اليوم فالمواجهات والاشتباكات تكمن عند نقاط التماس والحواجز مما منع الكثيرين من الخروج والاشتباك مع جنود الاحتلال، والامر اقتصر على الشبان وليس النساء والشيوخ كما في السابق".
من جهته، أكد المحلل والمحاضر في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت سميح حمودة لـ "الحدث" أن: "الانتفاضة الأولى عام 1987م كانت انتفاضة جماهرية، وانتفض المواطنون في الضفة الغربية وغزة وكان حينها الاحتكاك بشكل مباشر وعلى الدوام مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، أما في الانتفاضة الثانية عام 2000م، فقد حدثت بدعم من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقد سمح للفصائل الفلسطينية حينها بأن تلعب دورا في النضال وهي بذلك قد تحولت إلى انتفاضة عسكرية".
موضحا: " أما ما يحدث الآن، فلن يؤدي إلى انتفاضة ثانية فهي تفتقر لتداعيات الانتفاضة الأولى والثانية، في حين لا يوجد احتكاك مباشر مع الجانب الإسرائيلي داخل المدن، وما يجري هو اشتباكات على الحواجز ونقاط التماس".
من يجني الثمار آخرون
وقال عبد الجواد لـ"الحدث": "أصبح لدى المواطنين الفلسطينيين وعي باطني وشعور نفسي بأن كل انتفاضة ستحدث سينجم عنها نتائج أسوء من ذي قبل، غير أن الشعب يدرك بأن من ينجي الثمار ليس من يضحي وانما أفراد آخرون".
وهذا ما يؤكده المحلل والمحاضر في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت سميح حمودة قائلاَ: "أصبح المواطنون يشعرون بالعجز. فماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ خرجوا إلى المظاهرات وماذا بعد؟ . الوضع أكثر تعقيداَ مما كنا نعتقد".
الوضع الاقتصادي هبط عزيمة الشعب
واضاف حمودة: "الهبة السياسية الشعبية لم تنفصل عن الوضع الاقتصادي الراهن، وقد تكون للتبعية الاقتصادية أثر في تهبيط عزيمة الشعب الفلسطيني بالوقوف مجدداَ لمواجهة العدو كما حدث في الانتفاضة الأولى والثانية."
وأوضح د. صالح عبد الجواد :" السلطة الفلسطينية عمدت إلى اتخاذ سياسات اقتصادية متعددة على أرض الواقع ومن بين هذه السياسات الاقتراض من البنوك، مما جعل عشرات الآلاف من المقترضين (مكبلين) لدفع الأقساط شهريا". مما يدلل هذا على أن المواطنين منشغلين في حل الهموم الاجتماعية والاقتصادية مما تبعدهم هذه السياسات الاقتصادية المتعاقبة من الخروج إلى الشارع."
قال: "نحن نحصد ثمار 25 عاماَ من جود السلطة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية".