الحدث- عصمت منصور
عكس إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس عاصمة لدولة إسرائيل التباين بين الموقف الأمريكي وموقف الاتحاد الاوروبي من عملية السلام ومرجعياتها بشكل عام ومن قضية القدس بشكل خاص.
الاتحاد الأوروبي عبر عن رفضه للإعلان سواء على مستوى الدول التي أصدرت بيانات رسمية أو تصريحات من قبل رؤساء وزرائها وقادتها كما فعل الرئيس الفرنسي منويل مكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أو بشكل موحد كاتحاد كما جاء على لسان منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد فدريكا موجريني.
رئيس الوزراء الإسرائيلي قام بزيارة خاطفة لدول الاتحاد الأوروبي بعد الإعلان الذي أطلقه ترامب وحاول أن يخفف من حدة الانتقادات الاوروبية للاعان والتأكيد أنه لن يمس عملية السلام مبديا استعداده للمباشرة فورا في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في اجتماعه الذي عقده مع 28 وزير خارجية أوروبيا بالإضافة إلى منسقة الشؤون الخارجية (والذي قاطعه وزير الخارجية الألماني) في ثني الاتحاد عن معارضته للإعلان والتمسك بمرجعيات عملية السلام والقرارات الدولية التي تشدد على أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وحلها يتم من خلال المفاوضات النهائية فقط.
موقف الاتحاد الأوروبي بقي لفظيا وتحت سقف الانتقاد والتأكيد على المرجعيات دون ان يترجم إلى خطوات سياسية على الأرض مثل الإعلان عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية وهو ما يمكن أن يوازن الإعلان الأمريكي ويعيد الأمل باحياء عملية السلام من جديد ويؤهل الاتحاد للعب دور مؤثر أكثر في المنطقة.
ما يمنع الاتحاد الأوروبي من اتخاذ هذا الموقف هو التباين بين اعضاءه وعدم وجود اجماع داخلي حول خطوة قد تفسر على انها تحدي للولايات المتحدة بالإضافة إلى انعكاساتها على العلاقة مع إسرائيل التي تجمعها بالاتحاد ودولة علاقات قوية اقتصادية وثقافية ووجود لوبي مناصر لها داخل برلمان الاتحاد وهو سيبقي على سقف وطبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد في ذات الإطار.