السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قراءة أولية لخطاب بنس/ بقلم: نبيل عمرو

2018-01-23 11:56:09 AM
قراءة أولية لخطاب بنس/ بقلم: نبيل عمرو
د. نبيل عمرو

 

بعد الخطاب المطول الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي، تساءل كثيرون عن مغزى زيارته التي سُميت بالشرق أوسطية، بينما هي في الواقع إسرائيلية بنسبة 100%.

 

لم يأت بجديد يستحق النقاش، غير أن ما يمكن اعتباره جديدا على نحو ما، هو حرصه على تثبيت القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا أول المفردات التي وردت في خطابه.

 

الحفاوة الإسرائيلية المبالغ فيها لعرّاب قرار القدس عاصمة لإسرائيل، لم ينجح في إخفاء قلق يساور نفوس الساسة الإسرائيليين، خصوصا أولئك الذين راهنوا على سلاسة مرور صفقة القرن، بما تحمله من مزايا أساسية لإسرائيل.

 

القلق سببه استحالة فرض حلٍ دون أن يكون الفلسطينيون طرفا فيه، وهذا الحل تبدّد قبل أن تبدأ الخطوة الأولى على طريقه.

 

 وحتى صفقة القرن التي يستعجلها السيد نتنياهو ستكون بلا مغزى إذا لم يلتقطها الفلسطينيون، ولم يذهبوا إلى موائد المفاوضات لتحقيق بنودها.

 

كان بعض المتفائلين السياسيين يقدّرون أن بنس سيحاول إطفاء ولو جانب من الحريق الذي أشعلته إدارته، حين أخرجت القدس حتى من جدول أعمال التفاوض فإذا بالرجل يزيد الحريق اشتعالا، ويقوّض وبلغة مصممة ملؤها تحدي الواقع، أي فرصة لمجرد الحديث عن سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما دام الأمر صار على هذا الصعيد مستحيلا فلن يكون ممكنا مع العرب.

 

لقد راقبت ما نقلته الكاميرا من تعابير وجه نتنياهو، وحتى ما يوصف عادة بلغة الجسد، لقد احتاج إلى كوب ماء ليبتلع أقوال إسحاق هيرتسوغ، عن حل الدولتين وضرورة التزام الولايات المتحدة به، ولم يصفق كالآخرين حين تحدث بنس عن استعداد أمريكا

 

لدعم حل الدولتين اذا ما اتفق الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني عليه، وبدا كطفل تلقى هدية شيقة حين هاجم بنس الاتفاق النووي الإيراني ووعد بالانسحاب منه في الفترة القادمة.

 

كان نتنياهو يترجم بلغة الجسد ما يقبله وما لا يقبله، ولعله بذلك يواصل دوره الذي أدّاه مع إدارة أوباما السابقة بأن يضع حدود الممكن وغير الممكن أمام الإدارة الحالية .

 

دون تحامل فقد كان خطابا باهتا ربما أرضى ولع نتنياهو بادّعاء الإنجازات الكبرى إلا أنه قوّض أية فرصة للتقدم نحو السلام، وعزز حقيقة تقول "إن إدارة ترمب فتحت أبوابا جديدة لاستمرار الصراع والعنف واليأس".