الحدث- علاء صبيحات
في الوقت الذي تحذّر فيه الأوساط الرسمية في دولة الاحتلال من احتمال فقدان السيطرة على انتشار داء الكلب (أو السعار) في مناطق شمال الأراضي المحتلة عام 1948، يخشى الفلسطينيون من إماكنة انتقال هذا المرض الخطير إليهم.
مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة الفلسطينية الدكتور إياد العدرا قال لـ"الحدث" إنه تم تبليغ الجانب الفلسطيني بانتشار المرض منذ ثلاثة أشهر.
وبناء عليه كما أضاف العدرا، تم إعطاء الضوء الأخضر لكل دوائر الخدمات البيطرية في المحافظات بتتبع ومراقبة أي اشتباه بإصابة أي حيوان بري أو أليف.
خصوصاً أن هذا المرض يترك علامات عصبية، إذ يقوم الحيوان بالعض بسبب المرض، وحتى الآن لم نبلغ عن أي إصابة في الضفة الغربية كما قال العدرا.
وفي ذات السياق أوضح العدرا، أنه تم أخذ العديد من العينات وتم إرسالها للمختبرات المرجعية داخل الخط الأخضر للتأكد من خلو الحيوانات من هذا المرض، وحصلنا على جواب يفيد بخلو هذه العينات من هذا المرض.
وأضف العدرا ان الإصابة في الداخل المحتل تتجه من الشرق نحو الغرب أي أن توزيع الطعوم يجب أن يكون في مناطقنا المحاذية، والمتمثلة في طوباس وأريحا وجنين وبناء عليه تم توزيع 3000 آلاف طعم على هذه المحافظات ولا زال العمل جار بالتعاون مع الهيئات المحلية للتأكّد من عدم انتشار هذا المرض.
وتم التعميم على المساجد والتربية والتعليم والصحة لتوعية الناس بعدم العبث بهذه اللقاحات لأنها علاج لمرض خطير جدا ووجودها ضروري.
أين خطورته؟
العدرا قال لـ"الحدث" إن هذا المرض (السعار) هو مرض مشترك مع الإنسان ينتقل عن طريق اللعاب، ويصيب الجهاز العصبي له وهو مرض قاتل يترك أثرا على الجهاز العصبي والدماغ للإنسان وقد يقتله.
وبالتالي التعامل مع هذا المرض لا يتم بسهولة، فأغلب الحيوانات المصابة في إسرائيل هي من حيوان الثعلب وابن آوى وأقل الحيوانات المصابة هي الكلاب.
وبسبب انتشار الكلاب في المناطق المحاذية للجدار الفاصل فقد تم توزيع الطعوم، وهي على شكل غذاء يتناوله الحيوان فيكتسب المناعة من هذا المرض كما قال مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الفلسطينية.
وأوضح العدرا أن بعض الهيئات المحلية استطاعت الاتفاق مع الشرطة الفلسطينية للتخلص من الكلاب الضالة عن طريق إطلاق النار عليها، وهناك هيئات أخرى استطاعت تسميمها.
وأضاف العدرا أن كل منزل يمتلك كلبا أو قطا ويريد تطعيمه للتأكّد من سلامته كإجراء وقائي بإمكانه التوجه لأقرب مركز خدمات بيطرية قريبة منه وتطعيم حيوانه بطعم خاص.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأربعاء، قال إن الأمر مقلق، حيث أن داء الكلب هو داء يسبب الموت، وفي حالة الإصابة به، فمن الصعب البقاء على قيد الحياة، مشددا على أن مخاوف فقدان السيطرة على انتشار الداء أصبحت حقيقية وجدّية، وأنه عندما يصل داء الكلب إلى الحيوانات البيتية، فسيكون ذلك بمثابة فقدان للسيطرة.
وأشارت إلى أن غالبية الإصابات التي شُخِّصت حتى اليوم كانت في المروج، مرج ابن عامر وسهل بيسان، وجبال فقوعة "جبال جلبوع "، ولا يتطلب الأمر الكثير حتى ينتشر في مواقع أخرى.
وقالت الصحيفة إن وزارة الزراعة الإسرائيلية بالتعاون مع الخدمات البيطرية وسلطة الطبيعة والحدائق تعمل على القضاء على الداء في المناطق المشار إليها، كما أصدرت توجيهات باللغتين العبرية والعربية تدعو إلى أخذ تطعيمات ضد الداء للعاملين في الحظائر والقطعان التي اكتشفت فيها إصابات بهذا الداء.