السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حبة الأناناس ليست ألا فتاة ملعونة!

أسطورة بينيا ( أسطورة الأناناس )

2018-01-29 12:58:21 PM
حبة الأناناس ليست ألا فتاة ملعونة!
شجرة البامبو

 

الحدث الثقافي 

في قرية ما قبل زمن، كانت هناك امرأة لديها ابنه جميلة، وحيده، ولأنها كذلك، كانت مدللة، لا تحسن التصرف أبداً اتكالية كسولة ومع ذلك كانت جميع طلباتها مستجابة من قبل أمها التى ما أحبت شيئاً في العالم كحبها لبينيا 
كانت بينيا معروفة في كل القرية، يحسدها الأطفال على ما تتمتع به من مزايا لا تتوفر لهم. ذات يوم مرضت والدة بينيا، وكانت تأمل بالشفاء بسرعة كى ترعى بينيا ولكنها في ذلك الوقت كانت هى من يحتاج الى الرعاية . 

بينيا.. بينيا 
نادت الأم ابنتها بضعف غير قادرة على النهوض من السرير . 
- تعالى يا ابنتى .. احتاجك في أمر ما . 
- قالت الأم مخاطبة ابنتها المشغولة في اللعب في فناء البيت الخلفي . 
- حسنا ماما .. ماذا هناك ؟ 
- أمام سرير أمها وقفت بينيا تسأل . قالت الأم : 
- إنى منهكة .. غير قادرة على النهوض .. أشعر بالجوع ولا استطيع أن آكل شيئا صلبا . 
- واصلت الأم طلبها برجاء : 
- أريدك أن تحضٌري طبق لوغاو .
- استغربت بينيا . أكملت الأم : 
- الأمر بسيط يا بينيا، ضعى قليلاً من الرز في وعاء، وأضيفي له ماء وقليلاً من السكر، ثم اتركيه يغلى لفترة من الوقت . 
- ما أصعب هذا لعمل يا أمى ! 
- قالت بينيا بنفاد صبر . أجابت الأم بوهن : 
- عليك عمل ذلك بينيا ... ماذا ستأكل أمك المسكينة ان لم تفعلى ؟ 
- جرت بينيا قدميها على السلم متثاقلة متجهة إلى المطبخ في الأسف . 
- جهزت بينيا الوعء والرز والماء والسكر ، ولكنها لم تعثر على المغرف . كيف لى أن أحرك الخليط من غير المغرفة ؟ تساءلت بينيا . رفعت صوتها تسأل والدتها : 
- ماما ! أين يمكننى العثور على المغرفة ؟ 
- سألت بينيا . أجابت الأم بصوت ضعيف : 
- إنها مع أدوات المطبخ .. أنت تعرفين أين أضعها .. بينيا ! 
- ولكن بينيا لم تعثر على المغرفة مع أدوات المطبخ ، كما أنها لم تكلف نفسها عناء البحث عنها في مكان آخر . 
- لم أتمكن من العثور عليها ماما ! لن أصنع لكِ ال لوغاو من دونها . 
- صرخت بينيا . أجابتها الأم هامسة بيأس يخالطه غضب : 
- أوه ! طفلة كسولة ! ثم رفعت صوتها قائلة : 
- انتِ لم تنظري حتى إلى مكان آخر ! 
- أتمت الأم كلامها غاضبة : 
- أتمنى أن تنبت لكِ ألف عين كى تتمكني من مشاهدة الأشياء ! 
- ما أن لفظت الأم أمنيتها تلك حتى خيم السكون على البيت . توقف ضجيج الأطباق في الأسفل " لعلها شرعت في الطبخ " قالت الأم تطمئن نفسها . 


- مر وقت طويل والصمت في المنزل لا يزال . لا صوت يصدر عن الأواني في المطبخ ، ولا رائحة طهى تنبعث من الأسفل . باغتها قلق شديد على بينيا. وبكل ما تبقي لديها من قوة صرخت تنادى : بينياااااااا .. بينياااا ولكن بينيا لم ترد . انتبه الجيران إلى نداءات الأم وبكائها "أوه " انت خير من يعلم بتصرفات بينيا ! لا تقلقي لابد انها تلهو مع صديقاتها في مكان ما ، قال أحد الجيران مطمئنا، ختم :
- لعلها غاضبة من تكليفك إياها عمل ال لوغاو .. ستعود إليكِ قريباً واطمأنت الأم لقول الجار ، ولكن اطمئنانها هذا لم يدم طويلا. نهضت من فراشها تبحث عنها في القرية وتسأل الناس . ولكن . لا أثر ل بينيا . تعبت الأم . بكت .. انتحبت .. ولكن طال غياب بينيا.


- في نهار مشمس، وبينما كانت أم بينيا تقوم بتنظيف ساحة المنزل الخلفية وقع نظرها على ثمرة غريبة الشكل، لم تألفها من قبل، وكانت بحجم رأس طفل صغير . لها أوراق خضراء سميكة نبتت أعلاها . اقتربت الأم من الثمرة والدهشة تبدو على ملامحها . مررت أصابعها على قشرة الثمرة .

" تبد غريبة " لها ألف عين " قالت الام ثم كررت جملتها الأخيرة وقد تكشف لها شيء ما: لها ألف عين ! تذكرت أمنيتها لابنتها !
- أيقنت الأم أن ابنتها استحالت إلي هذه الثمرة، وأصبح لها كما تمنت ألف عين، ولكن أيا منها لم تكن قادرة على الإبصار أو حتى زرف الدموع .


- ولما كانت أم بينيا لا تزال تحب ابنتها كما لا تحب شيئاً آخر في هذا العالم، فقد اعتنت الأم بالثمرة، وعاهدت نفسها، وفاء لذكرى بينيا، تجمع بذور الثمرة الغريبة لتعيد زراعتها، تكاثرت الثمرات في الفناء الخلفي لبيت الأم . أصبحت تعطى الجيران وأهل القرية من تلك الثمار التي أصبحت تعرف باسم Pinya – أو بينيا أو Pineapple أناناس 


- منذ معرفتي بتلك الأسطورة ما زلت غير قادر على أكل الأناناس شيء بداخلي يقول بأنها بشراً 000بينيا 000 الفتاة الفلبينية الصغيرة . 

 

من رواية ساق البامبو للروائي الكويتي سعود السنعوسي