إسرائيل الضعيفة تخاطب الداخل

الحدث- عصمت منصور

بعد 24 ساعة على اسقاط الطائرة والضجة الكبيرة والكم الهائل من التحليلات التي رافقتها استفاقت إسرائيل واخذت تحاول أن تلملم الأمر وأن ترد شبهة الضعف وتآكل قوة ردعها عن نفسها، ليس أمام خصومها فقط بل أمام جيشها ورأيها العام تحديدا.

كان يكفي أن يخرج جنرال واحد من داخل إسرائيل وأن يقول إن إسرائيل فشلت كما فعل عميرام ليفين وأنها تكثر من التصريحات وتدير أزمة معقدة عبر وسائل الاعلام مطالبا الحكومة ان تخرس.

وأن يقول رئيس سابق للشابك مثل يوفال ديسكن إن نتنياهو متخبط وضعيف لتسقط الدعاية الإسرائيلية ليس أمام أعداء إسرائيل الذين يعرفون كيف يقرؤونها جيدا بل أمام الرأي العام الذي يكاد ينهار على وقع قرع طبول الحرب التي يعلنها ليبرمان وبينت ونتنياهو على شاشات التلفزة ومن على منصات شبكات التواصل الاجتماعي من أجل الهروب إلى الأمام من أزماتهم الشخصية والتسابق على أصوات اليمين المتطرف.

قادة إسرائيل أدركوا على ما يبدو أن الداخل هو الذي يجب أن يخاطب وأن تهديداتهم للخارج وحدها لا تحقق الردع، وفوق ذلك تصيب الشارع بالهلع لذا قرروا أن يتحدثوا عن الإنجازات.

نتنياهو استهل جلسة الحكومة الأسبوعية بالحديث عن الضربات الموجعة التي وجهتها إسرائيل لإيران مؤكدا أن قواعد اللعبة لازالت كما هي ولن تتغير.

قائد المنطقة الشمالية تحدث هو الآخر عن الامكانيات الهائلة التي يمتلكها جيش الاحتلال وأنه لن يتردد عن استخدامها لحماية الإسرائيليين وتأديب كل من يحاول أن يقترب من الحدود.

مسؤول كبير في سلاح الطيران وبعد انكار استمر لسنوات ونسب الأخبار لجهات غربية اعترف فجأة أن إسرائيل نفذت آلاف الغارات في سوريا في السنوات الأخيرة.

التغطية الإعلامية في وسائل الاعلام اخذت في التركيز على الإنجازات وقدرات إسرائيل والضربات التي وجهتها إسرائيل وكيف أصابت القاعدة التي أطلقت منها الطائرة إلى درجة أن مراسل الراديو الرسمي (ريشت كان) وصف المنصة المتحركة وكيفية اصابتها من قبل الطائرات الإسرائيلية.

نفس وسائل الاعلام افتتحت فقراتها الإخبارية بتقرير للمعارضة السورية يتحدث عن قتل ستة جنود سوريين وغير سوريين في غارات طيران الاحتلال يوم أمس يترافق مع تباهي وتفاخر ان الحياة استمرت بشكل طبيعي في الجولان وأن آلاف الزوار زاروا جبل الشيخ للتنزه.

الجبهة الداخلية تعتبر نقطة ضعف إسرائيل المزمنة، هي المستهدفة من كل هذه التصريحات والتقارير والذي قد يتعاطى معها وقد يهملها إلا أن الشيء الوحيد الأكيد هو أن قواعد اللعبة القديمة هوت مع طائرة الf16 التي أسقطتها الدفاعات السورية يوم السبت وإلى الأبد.