أسرة تحرير الحدث
"اغتيال 4 نشطاء عسكرين ومصير خامس ما زال مجهولا"، هكذا عنون موقع 0404، وبقي الخبر رئيسيا طوال ليلة أمس.
بعض المواقع الإسرائيلية، وخاصة موقع 0404، ذهبت باتجاه الحديث عن عملية اغتيال استشهد فيها 4 مقاومين في رفح وأن مصير الخامس ما زال مجهولا، رغم أن أي مصدر في غزة لم يعلن عن ذلك. إن هذا النوع من الأخبار المضخمة يدلل على أمر مهم، هو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدأت تفقد ثقة المواطن الإسرائيلي وأن الإعلام يحاول معالجة الأمر بالدراما الإخبارية التي يصنعها.
في معظم تقارير الإعلام العبري في الفترة الأخيرة، كان الحديث يدور عن أن حماس لا تريد المواجهة في غزة، ورغم أن بعض القادة الإسرائيليين كانوا قد أكدوا أن الوضع الإنساني في غزة قد يكون مفتاح المواجهة المقبلة، إلا أن الإعلام الإسرائيلي تبنى رواية "أن إعادة تأهيل الوضع الإنساني في غزة يعني دعم حماس في تثبيت حكمها".
عمليا، وصلت الرسالة الفلسطينية من خلال "العلم" ومن خلال العبوة الناسفة التي فهم الإسرائيليون شظاياها في أكثر من اتجاه. فقد اعتبر المحللون الإسرائيليون أن انفجار العبوة قد يكون رسالة مفادها أنه قد تشكلت بالفعل رؤية الجبهات الثلاث "غزة ـ سوريا ـ لبنان".
بكل الأحوال جاءت العملية لتفند البربوغاندا الإسرائيلية، تلك البربوغاندا التي كانت تروّج بأن الفصائل لا تسعى للمواجهة وأن الردع الإسرائيلي ما زال قائما في غزة، واليوم يجد المواطن الإسرائيلي ا نفسه محاصرا بين نار الجنوب والشمال وخطابات قادته في ظل دخول المنطقة في متغيرات كثيرة أهمها تغير قواعد الاشتباك.
بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية في الشمال، سعى الإعلام العبري للتقليل من شأن الحدث. أعلن في البداية أن الصاروخ لم يصب الطائرة وبعدها بأسبوع تراجع عن ذلك، وبدأ بالحديث عن تدمير نصف المضادات الجوية السورية وهو الأمر الذي لا يمكن للإسرائيلي نفسه تصديقه.
في النهاية تغيرت قواعد الاشتباك في الشمال وفرض أمر واقع على إسرائيل وعلى أداتها الهجومية الأبرز (سلاح الجو).
بعد تفجير العبوة على حدود غزة بالأمس، سعى الاعلام العبري لتجاهل الحدث كحدث مهم، إلا أن إرباكا كبيرا في التغطية يمكن ملاحظته من خلال المضامين الإعلامية، فالتركيز الشديد على هجمات الاحتلال التي تبعت العملية كانت محاولة للتعويض عن فكرة "من بدأ الهجوم"، هذه الفكرة بالنسبة للإسرائيليين قاتلة، تعود الإسرائيليون أن يبدأوا المعركة وأن ينهوها.