ليس من حق ليبرمان أن يتفاخر بتفجير نفق .. لو فكر قليلا لأدرك أنه عار

أسرة تحرير الحدث

بعد خطاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مؤتمر ميونيخ للأمن، كتب أليكس فايشمان في يديعوت أحرنوت "وقف نتنياهو أمام خبراء الأمن في العالم وقدمنا على أننا دولة مذعورة تتوجسنا الأخطار"، في اليوم ذاته كتب موقع ديبكا العبري تقريرا بعنوان "نتنياهو يعترف  بفشله أمام إيران في ميونيخ"، وختمت معاريف يوم أمس بمقالة عنوانها "الرجل الأقوى بعد بن جوريون يتصرف كولد خائف".

بنظرة سريعة للتاريخ تكتشف أن المنطقة بالفعل دخلت مرحلة المتغيرات، إسرائيل تعودت أن تقف في المؤتمرات والمؤسسات الدولية كمدانة بتهم تتعلق بانتهاك السيادة، اجتاحت سيناء وجنوب لبنان والجولان السوري وحاولت اجتيار حدود الأردن، وكانت رؤية إسرائيل الكبرى تلمع في فضاء التفكير الإستراتيجي العسكري والسياسي الإسرائيلي، وبالفعل كانت تشكل خطرا وجوديا على كيانات وسيادات وشعوب.

اليوم، إسرائيل أصبحت في خطر وجودي، حدودها غير آمنة وشعبها في الشمال والجنوب في حالة تأهب مستمر للدخول للملاجئ، في نهاية الأسبوع سيكون هناك تدريب على إخلاء المدارس في حال وقوع حرب، التدريب لا يستثني مدرسة واحدة لا في الشمال ولا في الجنوب ولا حتى الوسط.

لا يوجد دولة في هذا العالم تجري تدريبات بشكل دوري وأحيانا بشكل طارئ بالكم الذي تجريه إسرائيل، إنها ليست علامة قوة بقدر ما هي علامة خوف وضعف وتآكل لفكرة الوجود الطبيعي. ليس نتنياهو وحده يتصرف كولد خائف بل جيشه ومؤسسته الأمنية وشعبه، وانقلبت المعادلة من دولة تجتاز الحدود إلى دولة وقعت في دائرة خطر السيادة والوجود.

الطائرة الإيرانية التي اجتازت حدود إسرائيل انتهاك لسيادة دولة لطالما انتهكت سيادات الدول، العبوة الناسفة التي انفجرت في غزة أثبتت أن مجموعة صغيرة أصبح بامكانها أن تصنع قواعد اشتباك جديدة، إسقاط الطائرة الإسرائيلية ومرور صواريخ المضادات الجوية السورية منن سماء حيفا وتل أبيب نحو البحر يعني أن مرحلة جديدة تتشكل في الشرق الأوسط عنوانها أن إسرائيل ليست حرة التصرف في المنطقة كما كانت قبل عشرات السنوات.

بالعودة لمقالة أليكس فيشمان، يقول في عموده في يديعوت " بعد تفجير العبوة، فجرت إسرائيل نفقا وخرج ليبرمان متباهيا بذلك، هل كنا بحاجة لتفجير العبوة لكي نفجر نفقا يهدد أمننا .. ما الذي يحدث لأمننا؟  .. أليس هذا عار؟" .. بالفعل ما الذي يحدث لأمن إسبرطة العصر الحديث؟ .. الحديث يدور اليوم في المستويات العسكرية عن مئات الآلاف من المقاتلين يتنقلون بين العراق وسوريا، فكيف سيكون شكل المعركة القادمة؟