الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | لقاء المستوطنين السري الذي قلب نتائج الانتخابات

كتاب "نتنياهو": الفصل الأول

2018-03-21 12:53:49 PM
ترجمة الحدث | لقاء المستوطنين السري الذي قلب نتائج الانتخابات
لقاء مستوطنين (ارشيفية)

 

الحدث- عصمت منصور 

يوم الأربعاء، 11-3-2015، ستة أيام قبل موعد الانتخابات استدعى نتنياهو بعض قادة المستوطنين لاجتماع طارئ في مكتب رئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس.

الاجتماع الذي نظمه شلومو فيلبير والذي يعتبر رجل المهمات الخاصة بنتنياهو ضم طاقم غير رسمي ولا يمثل القيادة الرسمية للمستوطنين بل المجموعات الفاعلة والمؤثرة في صفوف المستوطنين ومن يعرفون كيف يؤدون المهمة على أكمل وجه.

الاجتماع عقد في أجواء من السرية واعتبر لقاء تاريخيا لأنه غير مجرى الانتخابات.

الأسابيع الأخيرة كانت كارثية على نتنياهو، وكل ما كان يمكن أن يتعطل تعطل بالفعل، ونتنياهو الذي قدم موعد الانتخابات من أجل تحقيق فوز خاطف وسهل على خصمه المغمور مرشح المعسكر الصهيوني بوجي هرتسوج، وجد نفسه خلفه في الاستطلاعات.

هرتسوج تقدم على نتنياهو بشكل ثابت بمقعدين حتى أربعة مقاعد والشارع تحرك على إيقاع الجمعيات اليسارية وتمويل أثرياء أمريكان من مؤيدي عملية السلام، جنرالات سابقون وقعوا عرائض طالبت باستبدال نتنياهو الذي اعتبروه خطرا على أمن الدولة، ورئيس الموساد السابق مائير دجان والذي كان على حافة قبره بفعل السرطان الذي ينهش جسده استجمع قواه للمشاركة في المسيرة التي نظمها اليسار في دوار رابيت في تل أبيب وطالب وهو يدمع بإنقاذ الدولة.

قضايا أخرى مثل التي اتهمت بها زوجته بجمع زجاجات فارغة وإرسال السائق لاستبدالها إلى جانب تقرير مراقب الدولة حول أزمة السكن، وغيرها من الأسباب التي حولت نتنياهو إلى هدف لهجوم الإعلام.

معظم الاستطلاعات قدرت أن الفجوة بين نتنياهو وهرتسوج كبيرة، ورؤساء حملة هرتسوج تحدثوا عن انتصار ثنائي الرقم وهذا السيناريو سبق وأن حدث لنتنياهو عندما هزمه إيهود باراك قبل 16 عاما؛ حيث بدأ نتنياهو المنافسة وهو متقدم وخرج مهزوما.

ميزها نتنياهو بقوة بحاسته السياسية رائحة شبيهة بهزيمة 1999.

اعتاد نتنياهو على الشعور بأنه محاصر، نشأ وترعرع على هذا، ولكن في 2015عاش اللحظات الأصعب في حياته السياسية وأحس جيدا بالحبل السياسي الذي يلتف حول عنقه من كل الاتجاهات.

وهناك ساسة وخصوم أرادوا التخلص منه، فموشي كحلون الذي كان وزيرا في حكومته استقال وأقام حزب جديد وعقد صفقة مع هرتسوج لإقامة ائتلاف مشترك حتى لو تعادل مع نتنياهو، ليبرمان ويائير لبيد كان لهم نظرتهم في إسقاط نتنياهو كهدف شخصي، وحتى شاس قالت في جلسات داخلية إنها ستبذل جهدها لتخليص الدولة من نتنياهو حتى لو جلست في حكومة واحدة مع لبيد العلماني وعدو المتدينين.

وبدأ بعض أعضاء الكنيست داخل الليكود (حزب نتنياهو) بسن سكاكينهم في اجتماعات سرية تحضيرا لما بعد الهزيمة.

وفي 2006عندما أوصل نتنياهو الليكود لمستوى متدني من الأصوات غير مسبوق في تاريخه، لم ينجح الحزب في التخلص منه، لذا فإنهم اقسموا هذه المرة أن لا يتكرر المشهد وأن لا يمنحوه لحظة راحة واحدة، وإقالته بشكل فوري ليلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات.

نتنياهو سمع وشاهد واشتم رائحة الدم الذي سيراق وعرف أنه دمه هو وليس دم أي شخص آخر، وكان قد علم أيضا أنه  سيقف وحيدا في مواجهة العالم وأن العواصم الأوروبية وواشنطن وتل أبيب اجتمعوا للخلاص منه.

اللقاء السري الذي عقده في مكتبه قبل ستة أيام من الانتخابات شاركت فيه زوجته سارة، وسارة هي الوحيدة التي تخلص لنتنياهو، وفي اللحظات الصعبة يمسون بأيدي بعضهما البعض ويتحولان إلى كيان واحد.

نظر نتنياهو إلى المستوطنين الذين يجلسون أمامه وألقى أمامه خطاب حياته، والذي اعتبره أهم من خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، واعتبره خطاب "أكون أو لا أكون".

وقال فيه نتنياهو " اقترح عليكم جمع حقائبكم لترك الحكومة"، وأضاف:

"أنا أواجه هزيمة مؤكدة، واليسار على وشك أن ينتصر في الانتخابات، سيطردونني من مكتبي هذا، ولكن الثمن الحقيقي ستدفعونه أنتم وليس أنا".

وزاد: "هل تذكرون الانفصال عن غزة؟ هذا المشهد سيتكرر واليسار سيجفف المستوطنات التي ستبقى وسيخلي معظمكم، لذا اقترح عليكم أن تبدأوا بإحضار الكراتين لنقل أغراضم".

"ففي جزئية ما، الأمر منوط بكم وعليكم أن تفهموا هذا جيدا إنها حرب الكل على الكل، حرب على البيت وعلى أرض إسرائيل الكاملة". "ما المطلوب منكم؟ أولا أن تدركوا أن التصويت لنفتالي بينت (رئيس البيت اليهود والذي يعتبر حزب المستوطنين) سيصب في مصلحة اليسار، لاكن بينت قد يربح مقعد إضافي في الكنيست أو مقعدين أو حتى أربعة لكنه لن يستطيع أن يشكل حكومة، وهوتسوج سيستطيع فعلها.

وطالب نتنياهو خلال هذا الاجتماع بضرورة فهم ما يقول ونشره بين المستوطنين وللعائلات والأصدقاء والجميع.

ويريد نتنياهو أن يتواجدوا على الأرض وفي الميدان، وكذلك يريد من كل مجلس مستوطنة أن يتولى المسؤولية عن مدينة فيها أغلبية لليكود، وأن تعمل فيها من الآن حتى يوم الانتخابات وتحديدا في يوم التصويت؛ لأن جمهورهم كبير لكنه غير مبالي ولا يدرك خطورة الموقف، وطالب بأن يتحركوا 24 ساعة في اليوم وإحضارهم للتصويت، كما وسيعطيهم قوائم منظمة لكل ناخب.

وأنهى نتنياهو بجملة: "هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن نفعله وهو ممكن".

 

خطاب نتنياهو خلف لدى مستمعيه انطباعا قويا، وهناك جزء من الحضور يعرف نتنياهو جيدا واستمع إليه عشرات المرات، لكن هذه المرة كان الشعور مختلفا جدا وتغلغل عميقا في نفوسهم لأن نتنياهو تحدث من أعماقه ولم يكتفي بالخطاب بل حدد مهمات.

وهنالك تكنولوجيا حديثة مكنتهم من معرفة المصوتين المحتملين من الليكود والوصول إليهم بشكل شخصي مباشرة عبر الهاتف النقال.

وبعد انتهاء نتنياهو قام شلومو بيلد بسرعة بتقسيم مراكز التصويت بين مجموعات المستوطنين بعد أن تم تحديث المعطيات الانتخابية.

ورغم أن الجهات التي تجري استطلاعات زادت من ضغطها على نتنياهو، إلا أنه قرر أن يحارب حتى النهاية، وأن لا يتنازل عن أي صوت وإذا ما تطلب الأمر أن يذهب، فعلى الأقل بعد أن يكون قد استنفذ كل الوسائل الممكنة.

اليوم بإمكاننا القول إن هذه كانت اللحظة الأكبر في تاريخ نتنياهو.

لقد كثر من أسرعوا في رثاء الزعيم الذي بلغ الـ 66 من العمر، وظهرت عليه علامات الإرهاق والذي بدا باهتا ومنهارا، هناك من اعتقد أن الأرانب نفذت من قبعة الساحر ولم يعد لديه ما يقدمه. في الموضوع الإيراني، والعالم لم يأبه بمطالباته، وشعاره في الانتخابات السابقة قوي أمام حماس أفرغ بعد أن قصفت الأخيرة تل أبيب لمدة شهرين.

في لحظة تعتبر الأكثر يأسا في حملته؛ تم طرح فكرة في الدائرة الداخلية المقربة منه تقضي بأن يعلن نتنياهو أن هذه الدورة ستكون الأخيرة له، وأنه لن يترشح بعدها للانتخابات.

نتنياهو فكر في الطرح ومال للموافقة عليه لأنه كان محبطا ويريد أن يفوز بدورة واحدة على الأقل، لكن زوجته هي التي وقفت في وجهه ورفضت الفكرة من أساسها قائلة: هذا لن يحدث أبدا. وعندما تقول سارة شيء فإن لها حق النقض ضد أي قرار، وهذا يدركه كل من عمل في مكتب رئيس الوزراء.

بعد أن نفض نتنياهو عنه الشعور باليأس؛ أمضى الأيام الأخيرة بالتحرك على مدار الساعة، وهي ميزة لا ينافسه فيها أحد، وهو قادر كذلك على العمل دون توقف ولا ينام سوى ثلاث أو أربع ساعات يوميا، وحتى أثناء نومه وفي أحلامه لا يتوقف عن البحث عن حلول وشق طرق جديدة من أجل استعادة جمهوره.

خصوم نتنياهو استراحوا بينما هو واصل العمل والتقدم لأنه محارب لا يعرف الاستسلام ولا يستسيغ الهزيمة ويعرف كيف يصب جهده في مكان واحد.

ولم يكن نتنياهو يحارب على فترة جديدة لرئاسة الحكومة فقط، بل على حياته بعد أن بدأت تكثر الأحاديث حول التحقيقات التي تنتظره بسبب ما كان يدور في مكتبه.

الصحافة وتقرير المراقب أظهرت صورة مخيفة حول تبذير أموال وأسلوب حياة باذخ على حساب الجمهور.

وكان نتنياهو قد عاش هذا السيناريو في السابق عام  1999، وفتحت ملفات تحقيق ضده وضد زوجته بشبهات مماثلة، وتم التحقيق معهما وتفتيش مكاتبهما أمام عدسات الإعلام وإهانته، الأمر الذي  جعله يتهم أن هذا سرع في وفاة والدته بعد عام.

وبعد تردد طويل قرر المستشار القضائي الياكيم روبينشتاين إغلاق الملف، وهو ما جعل نتنياهو يخاف بشكل هستيري من التحقيقات  وأن يتكرر المشهد السابق.

إذا خسر نتنياهو الانتخابات سيكون معرض لما هو أسوأ وسيفقد القدرة على ردع أجهزة الدولة والقضاء وسيبدأ المقربين بالاعتراف والحديث عن قصصه، وهنا لا احد يعلم ماذا يمكن أن يقولوا وهذا ما جعل المعركة الانتخابية معركة حياة أو موت.

نتنياهو شمر عن سواعده ولم ينتظر الآخرين، وأجرى مقابلات مع كل محطات التلفاز ولم يلتزم بما هو مسموح أو ممنوع في الانتخابات، والفكرة الأساسية التي رددها في كل مقابلاته: نشر الخوف.

بنى نتنياهو جبهة ضد وسائل الإعلام في أقوالة وأفعاله أيضا، عندما طرد محطات تلفزيونية من مكتبه ورفض استقبال صحفيين معينين، وكل هذا من أجل إظهار أن وسائل الإعلام اليسارية تريد التخلص منه هي والعرب، لأنه أيقن أن هذه هي الطريقة الوحيد لجذب مصوتي الليكود وإحضارهم إلى صندوق الاقتراع وإبعادهم عن البيت اليهودي ونفتالي بينت.

نتنياهو أراد أن يشعر جمهوره بالإهانة وأن يتضامن معه، وانه كذلك ملزم بأن يهب لمساعدته الآن، لأنه يعرف طبيعة من سيصوت لليمين وعرف كيف يخاطبهم.

استعان نتنياهو بالخبير الاستراتيجي مكلوكلين، وكالعادة أبقى أوراقه قريبة من صدره، ومكلوكلين لم يأتي إلى مقر الحملة الانتخابية الرسمي، بل عمل من مكتب رئيس الحكومة، حيث أحاط نتنياهو نفسه بأقرب المقربين وهم، زوجته سارة وابنه يائير وطاقمه المصغر الاستراتيجي مومو فيلبير ومكلوكلين ومدير الحملة اهارون شبيب ونير حيفتس، أما السياسيين الآخرين والكبار في حزب الليكود فقد أبعدهم عن الحملة؛ لأنه وفي الأزمات لا يثق بأحد ويعود إلى دائرته المقربة والشخصية.

مكلوكلين أجرى استطلاعات معمقة وأعطت نتائج لا يرقى إليها الشك، بأن لا مجال لانتقال الأصوات  لنتنياهو من معسكر اليسار من خارج تكتل اليمين، وإذا أراد نتنياهو أن يبقى رئيسا للحكومة؛ عليه أن ينقض على أصوات نفتالي بينت وليبرمان وإيلي يشاي ودرعي، وبناء عليه تقرر عدم العودة لخطأ عام 2013 وعدم الصدام مع بينت بل احتضانه بكل قوة والتعهد أمام الجمهور أنه سيكون وزيرا في الحكومة القامة بمعزل عن الأصوات التي سيحصل عليها.

نتنياهو نفذ هذه الاستراتيجيه دون كلل، وأجرى عشرات المقابلات وكرر ذات الرسالة وزاد من ميزانية الحملة الموجهة للمعسكر اليميني وطلب من تسيفي حتوبيلي أن تجوب المستوطنات على مدار الساعة وإبلاغهم أن من سيصوت لبينت سيجد نفسه مع هرتسوج في حكومة يسار.

في يوم الانتخابات دعى نتنياهو كل وسائل الإعلام وأجرى سلسلة لقاءات وليس صدفة أن تكون المقابلة الأولى للقناة السابعة الناطقة باسم المستوطنين وكانت هذه المقابلة الثالثة التي يمنحها لها وفيها حدث شيء دراماتيكي، نفتالي بينت اشترى مساحة إعلانية على القناة وظهر خلف كل رابط عن نتنياهو دعاية له تطالب بالاعتماد عليه هو كممثل لليمين.

حيزكي باروخ مراسل القناة حضر إلى اللقاء لوحده هذه المرة وكان هو المصور والمخرج والمراسل، وفي غمرة انشغاله في الإعداد للمقابلة جاءته رسالة من شقيقه الذي عمل محررا في القناة قال له فيها إن هناك إشاعات أن نسبة التصويت لدى العرب مرتفعة.

حيزكي قرأ الرسالة لنتنياهو ونتنياهو طلب أن يسأله عنها في المقابلة وهذا ما حصل فعلا.

بعد المقابلة أدرك نتنياهو أن بيده ورقة رابحة لذا طلب توباز لوكم مسؤول الحملة الإلكترونية وهو صديق ابنه يائير وقال له أريد أن أسجل فيديو قصير وأن تنشره على أوسع نطاق.

لوك صور نتنياهو من هاتفه المحمول ورفع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي.

لم يعني لنتنياهو شيئا أن أقواله لا تستند إلى أي حقائق، وأنها من اختراعه وخياله وأنه لم يكن في هذه الساعة أي إحصائيات حول نسب التصويت في الوسط العربي وأنه لم يكن هناك هجوم على الصناديق من قبل العرب ولا حافلات تنقلهم ممولة من اليسار.

لقد كانت فكرة خبيثة ألفها ونشرها لأنه أمن أن أحدا لن يهتم بها بعد أن ينجح في العودة لمكتبه رئيسا للوزراء في ولاية جديدة، وقد اعتبر أن كل شيء مباح لأجل هذه الغاية، ومن سيتذكر هذا أصلا بعد يوم الانتخابات.

فيديو العرب يهرعون إلى الصناديق ولد بالصدفة ولكنه عبر عن خط تفكير متأصل لدى نتنياهو.

حملة الليكود وزعت ملايين الرسائل على الناخبين عبر كل وسائل التواصل، ومعظمها كاذبة وحملت نفس الرسالة حول العرب وكيف يهرعون بالآلاف من أجل التصويت، وأن حماس دعتهم إلى دعم المعسكر الصهيوني، وكتائب شهداء الأقصى دعت للتصويت للقائمة العربية المشتركة.

هذه الدعاية فعلت فعلتها لدى الليكود وشعر كل ناخب انه لا ينقذ نتنياهو بل البلاد.

موشي كحلون تجول بين الصناديق وجاء إلى إحدى المدن المحسوبة على الليكود ممن يؤيدونه، وعند الساعة السادسة لاحظ ظاهرة غريبة جدا وهي خروج أعضاء الليكود بكثرة للتصويت، وعندما سألهم هل ستصوتون لي؟ فقالوا له: نحن نحبك ونريدك في وزارة المالية لكن لن نصوت لك لأن العرب يهرعون بالآلاف لإسقاط نتنياهو.

نجح نتنياهو في أخذ أصوات بينت وليبرمان وكحلون بما لا يقل عن عشر مقاعد في الكنيست وهو ما أضعف اليمين وقوى الليكود ونجح في الانتخابات.

نتنياهو نفسه لم يصدق وفقط قبل أيام كان يقول إننا أمام عهد جديد، وأن الخسارة مؤكدة والاستطلاعات الداخلية التي طلبها تنبأت بخسارته بفارق ثلاثة مقاعد لصالح هرتسوج ولكنه لم ييأس وحارب حتى النهاية بخلاف هرتسوج الذي استرخى وخسر خمسة مقاعد أقل مما كانت تتنبأ به الاستطلاعات.

وجود نتنياهو في منطقة الخطر ساعده جدا ودفع قواعد حزبه لان يهرعوا لإنقاذه بالاعتماد على الدعاية الكاذبة ووجود المستوطنين على الأرض، وهو ما نقله من 18 مقعد إلى 30.

الأخبار الأولية لحظات ما قبل إغلاق صناديق الاقتراع تحدثت عن تعادل والنماذج التي أجرتها محطات التلفزة والتي أكدت النتيجة.

نتنياهو فرح بالنتائج وأرسل نشطاء من الليكود للتظاهر أمام منزل كحلون كي يضمن أن لا يوصي بهرتسوج لتشكيل الحكومة ولكن خلال الليل تحول التعادل إلى نصر ساحق.

هرتسوج أجرى اتصالاته من أجل تشكيل حكومة وتحدث مع ليبرمان ولبيد وكحلون والمتدينين وجميعهم وعدوه أن يتجاوبوا معه، ونام تلك الليلة مع شعور أنه رئيس الوزراء، وأفاق ليجد نفسة في المعارضة كما حدث مع شمعون بيرس في 1996.

بعد أيام من الانتخابات، احتجت الولايات المتحدة على أقوال نتنياهو عن الوسط العربي في حملته الانتخابية، واعتبرت أن هذا يتناقض مع قيم إسرائيل وسيضر بها دوليا، بالإضافة إلى تصريحات نتنياهو أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية.

نتنياهو لم يتأثر وقام بجمع بعض المقاولين العرب من عديمي التأثير في مكتبه، وقال أمامهم جمل عامة وبعدها استغل مقابلة مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي ليتحدث عن الدولة الفلسطينية والتزامه بحل الدولتين وهو يدرك أن أحدا لن يذكر اعتذاره والجميع سيسلم بالانتصار الذي حققه في انتخابات 2015.