الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل الحدث| رئيس أركان جيش الاحتلال والحديث عن مقتله في قصف الجولان

2018-05-12 09:45:43 PM
تحليل الحدث| رئيس أركان جيش الاحتلال والحديث عن مقتله في قصف الجولان
غادي ايزنكوت

 

الحدث ــ محمد بدر

ضجت وسائل التواصل الفلسطينية والعربية بخبر مفاده أن الضربات الإيرانية على الجولان المحتل أدت لمقتل رئيس أركان الاحتلال غادي أيزنكوت في قاعدة عسكرية تدعى المظلة النارية.

بعد يوم واحد من انتشار الخبر السابق، عادت الصفحات الفلسطينية والعربية بتداول خبر يتعلق بالموضوع، وهو أن "إسرائيل" اعتقلت من نشر الخبر عن مقتل أيزنكوت وهم صحفيون في يديعوت أحرنوت. واليوم نرى بعض التساؤلات عن مصير أيزنكوت.

عمليا، بعد القصف الإيراني للجولان المحتل، لم يرد أي تصريح لأيزنكوت حول الضربات المتبادلة. ومن اعتلى منصة التصريحات بالدرجة الأساس هم وزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان والناطق باسم جيش الاحتلال رونين منليس، على الأقل من خلال بحثي في موقع ويللا وموقع القناة السابعة وموقع 0404 والقناة العاشرة وصحيفة إسرائيل اليوم وغيرها من المواقع، وجدت أن آخر خبر كان يتعلق في أيزنكوت هو تفقده للجبهة الشمالية قبل القصف الإيراني بساعات.

بشكل عام ومن خلال متابعة لسلوك "أيزنكوت" فإنه ليس بالشخص صاحب العلاقة القوية بالإعلام، فبالتالي فإن عدم ظهوره على الشاشة لا يعني أنه قد يكون قتل، ولكن في المقابل فإن المرحلة الحساسة التي تمر بها إسرائيل قد تحتم عليه بعض الظهور. ومع ذلك فإن هذا ليس بالمهم في التحليل.

إسرائيل التي تصل لأهدافها بدقة وبعناية في ماليزيا ودبي وإيران وسوريا، خلقت لدينا شعورا بالعجز أن نكون دقيقي الإستهداف أو أن نصل لمرحلة نعمل بنفس الأسلوب الإسرائيلي، لقد تراكمت عمليات الاغتيال الإسرائيلية بشكل فج في التاريخ العربي والفلسطيني، دون أن تعاقب إسرائيل يوما على أعمالها.

وحتى عندما يتم استهداف إسرائيل فإنها في العادة تتحدث عن الضربات التي تستهدفها بشكل يدلل على أن الماكينة العربية والإسلامية العسكرية ماكينة عشوائية، غالبا ما نسمع عن أن القذائف أو الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة وفارغة.. ليس من قبيل المصادفة بل لتكريس العجز، وعندما تنفذ إسرائيل عملية قصف أو اغتيال فإنها تروج لها ترويجا خياليا معظما.

لا يعني غياب غادي أيزنكوت عن عناوين الأخبار أنه قتل، قد يكون يسافر في عجزنا ويدفعنا بأن نطرح أمانينا على شكل تحليلات وعناوين وأخبار، وحتى ظهور أيزنكوت سنبقى نطرح أماني قلة حيلتنا مقالات وأخبار، إن الحديث عن بعض الانتصارات كمقتل أيزنكوت المفترض هو انتصار بلغة الهزيمة. وهذا ليس تقليل من شأن القصف الإيراني، يحسب لإيران أنها الدولة الوحيدة التي ما زالت تذكّر إسرائيل أنها كيان استعماري رغم محيط عربي مطبع متآمر.