الثلاثاء  16 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حماس أمام مصر مرة أخرى ولكن بــ 60 شهيدا

2018-05-16 05:24:35 AM
حماس أمام مصر مرة أخرى ولكن بــ 60 شهيدا
ا60 شهيدا في يوم واحد في غزة (تصوير: الحدث)

الحدث ــ محمد بدر

فتح معبر رفح أبوابه للأفراد والبضائع، بعد أن كان يغلق أمام المريض والطالب والمهاجر، بالأساس معبر رفح معبر لسفر الأفراد، ولكنه ومع حرق المتظاهرين لمعبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع، فإن البضائع بدأت تدخل من معبر رفح باتجاه بوابة صلاح الدين.

على البوابة يتواجد الأمن الوطني الفلسطيني وهو يتولى تفريغ الحمولات.

ويوم أمس كانت التصريحات الإسرائيلية عن ضرورة تخفيف الوضع الإنساني في غزة أبرز معلم في حديث القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل.

وزير الإسكان الإسرائيلي والقائد العسكري السابق يوآف جالنت، اعتبر أن أمن المستوطنات مرتبط بالوضع الإنساني في غزة ارتباطا وثيقا، حتى وزير داخلية الاحتلال المتطرف أرئيه درعي تحدث بمنطق أن إسرائيل لا مشكلة لديها بأن تخفف الوضع في غزة.

في المقابل يلف سلوك حماس نوع من الضبابية خاصة بعد ارتقاء عدد كبير من الشهداء على حدود غزة، حماس طالبت الغزيين بعدم التوجه للحدود، الافتراض المتاح كان أن حماس تريد أن تفتح جبهة عسكرية على الحدود، ولذلك لا تريد للمواطنين أن يتواجدوا في المنطقة. ورغم أن الاحتلال كان دائم الحديث عن إمكانية لجوء حماس للسلاح إلا أن قرار إخلاء المواطنين لم يقابل باستعدادات عسكرية حقيقية وجدية ترتقي لمستوى مواجهة عسكرية.

الإعلام الإسرائيلي تحدث عن رسائل تهدئة متبادلة بين حماس وإسرائيل، مشددا على أن حماس لا تريد مواجهة عسكرية، وهو ما ثبت بعد ارتقاء عشرات الشهداء دون تفعيل المقاومة لأدواتها العسكرية.

الحقيقة أن حماس تحاول تشييد جبهة جديدة لها خارج غزة لتستطيع من خلالها المناورة عسكريا وتحقيق أهداف سياسية، وهي حاولت وتحاول في الضفة بناء قوة حقيقية لها ولكن الاعتقالات والملاحقات الأمنية تحول دون هذا الأمر، ووصل الأمر بحماس أن تذهب لجنوب لبنان لمحاولة بناء بنية عسكرية لها هناك، الأمر الذي كشفته إسرائيل بعد محاولة اغتيال القيادي في ذراعها العسكري محمد حمدان في مدينة صيدا في جنوب لبنان.

الشعور العام في غزة هو أن هناك مباحثات تجري ومفاوضات وضغوطات تقودها مصر على حماس من أجل وقف فعاليات مسيرة العودة أو على الأقل التخفيف من حدتها مقابل عروضات تتعلق بالواقع الإنساني، وبناء على هذه التفاهمات قد يتم تفسير فتح معبر رفح بشكل دائم وتفسير بعض التسهيلات المصرية.

الخلاصة، أن حماس لا يمكن أن تدير معركة بكل أوراقها من قطاع غزة، وقد تكون راهنت على الضفة الغربية أن تتحرك تزامنا مع التظاهرات على حدود غزة، والحركة في وضع لا تحسد عليه فهي من جهة لا تستطيع إدارة معركة  عسكرية مع إسرائيل في ظل إمساكها بزمام الحكم في غزة وفي ظل عدم مقدرتها على خلق مناطق قوة لها في غير غزة، كما أن التطبيع العربي يجعل المهمة أمام أن تحقق أي مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل أهدافها سياسية واقتصادية؛ أمرا مستحيلا. وبالتالي، تجد نفسها أمام مصر مرة أخرى ولكن هذه المرة بـ 60 شهيدا.