الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل: حماس والجهاد الإسلامي يعيدان صياغة قواعدهم.. والحرب التالية على غزة ستحدق إسرائيل بوجهها

2018-06-21 01:11:10 PM
تحليل: حماس والجهاد الإسلامي يعيدان صياغة قواعدهم.. والحرب التالية على غزة ستحدق إسرائيل بوجهها
قطاع غزة (صورة أرشيفية)

 

ترجمة الحدث- ريم أبو لبن

 

"تشير ليلة تبادل إطلاق النار على حدود غزة إلى تغيير جوهري في الوضع الأمني هناك". هذا ما تحدث عنه تحليل صحفي نشر في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. لاسيما وأن كلا من دولة الاحتلال وحماس الآن تخضعان في قطاع غزة لواقع مختلف تماماً لما كان عليه قبل 4 سنوات، أي منذ نهاية عملية "الجرف الصامد" بحسب "هآرتس".

 

وجاء في النص المترجم:

من وجهة نظر إسرائيلية، فإن الإنجاز الرئيسي الذي حققته عملية "الجرف الصامد" هو الهدوء النسبي والذي أعاد تدريجياً الشعور بالأمن للذين يقطنون بالقرب من حدود غزة.

وقد تم استبدالها بمظاهرات "عنيفة" نجم عنها وقوع إصابات من الجانب الفلسطيني، وحرق الطائرات الورقية التي تشعل البساتين والحقوق الإسرائيلية، والآن استخدام الصواريخ وقذائف الهاون.

هذه هي المرة الثانية وفي أقل من ثلاثة أسابيع، التي تطلق فيها "المنظمات الفلسطينية" بقيادة حماس والجهاد الإسلامي عدداً كبيراً من الصواريخ وقذائف الهاون على منطقة النقب، لاسيما وأنه في التاسع والعشرين من شهر مارس/ آذار الماضي، كان هناك أكثر من 150 صاروخاً، وعليه فإن الطريقة التي تتطورت بها الأمور أصبحت مختلفة، ويظهر ذلك عند وصول الأرقام إلى تلك المستويات حيث يصبح الطريق إلى وقوع عملية أخرى كـ "عملية الحافة الواقية" وبوقت أقل.

ومع ذلك، هذا ليس وضعا مصيريا. ما جرى في صيف عام 2018 ليس مطابقاً لما حدث في صيف عام 2014. وفي كلا الحالتين، فإن المخابرات الإسرائيلية قد اعتقدت بأن حماس ليس لها مصلحة ببدء الحرب. ولكن قبل أربع سنوات أشتعلت ألسنة اللهب في الضفة الغربية، وكان اختطاف وقتل الأطفال الثلاثة في مستوطنة غوش عتصيون.

وعندما تم الكشف عن جثة الشبان، سادت أجواء الحرب على الساحة الشعبية والسياسية، مما زاد من ردات فعل الحكومة تجاه التوتر القائم مع حركة حماس في قطاع غزة. وبعد أسبوع، اندلعت الحرب.

 

لم تحقق الجهود التي بذلتها حماس تجاه الترويج للمظاهرات وبالقرب من الحدود الفاصلة مع غزة "السياج" منذ نهاية آذار/ مارس الكثير من الفائدة، وما حدث إدانة دولية ودفع عجلة حركة المقاطعة (BDS)، وفي المقابل فإن إسرائيل لم تقدم تنازلات فعلية.

وكانت الطائرات الورقية هي الطريقة الأبسط التي تمكنت من خلالها حماس من التحايل على مناورات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الفاصلة مع غزة "السياج".

بدأ الجيش الإسرائيلي، في محاولة لوقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة والبالونات، إطلاق طلقات تحذيرية بالقرب من صانعي تلك الطائرات. وعندما لم يحقق الجيش مبتغاه، بدأ بمهاجمة معاقل ومراصد تعود لحماس.

تحاول حركتي حماس والجهاد الاسلامي تغيير معادلة الرد، وكما أعلنوا يوم الأربعاء بأنه من الآن وصاعداً: "كل ضربة جوية إسرائيلية سيقابلها  إطلاق صواريخ وقذائف هاون على النقب".

بعض الاعتبارات التي تضعها حركة حماس تتعلق بمخاوف فلسطينية داخلية. لاسيما وأن فتح معبر رفح ومن قبل المصريين خلال شهر رمضان قد خفف من بعض الضغوطات على سكان غزة إلى حد ما ( كما سمح الجانب المصري بإدخال أكثر من 800 شاحنة لإمداد سكان قطاع غزة).

ولكن قياديي حماس في غزة مدركون لأهمية الوضع السيء والقاسي الذي طال البنية التحتية للقطاع، والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بما في ذلك تخفيض رواتب مسؤوليها في غزة ومن قبل السلطة الفلسطينية، لاسيما وأنه في الشهر المقبل سيتم تخفيض رواتب الموظفين في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشكل كبير وبسبب العداء الأمريكي تجاه الوكالة.

وهذه تعتبر ضربة "قوية" تجاه دخل عمال قطاع غزة. ويبدو أن جزءاً من رسالة "حماس" يستهدف السلطة الفلسطينية وعبر إسرائيل، فيما تعتقد حماس بأن إسرائيل ولأسباب خاصة لا تتوق إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، وأن الاحتكاك العسكري المستمر قد يحفز إسرائيل على مساعدتها بمسألة الحصول على المزيد من الأموال، ومن قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وفي الوقت ذاته، يهاجم دعاة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش لكونه "ليناً" وضعيفاً في التعامل مع "إرهاب" غزة، الذي تحول من الطائرات الورقية إلى الصواريخ – كما لو أن الحكومة ليست هي التي تحدد السياسة تجاه قطاع غزة.

 

في حفل تخريج الضباط، كان كلاً من نتنياهو ووزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان مقتنعين بتقديم تهديدات عامة، وبكل تأكيد فإن التعبير عن دعم الجيش بالعلن لن يمنحهم أي شيء ولا يمكن البناء عليه.

وزير التعليم نفتالي بينيت يطالب بضربات مباشرة لمنصاب إطلاق الطائرات الورقية ويقول: "في سن 8 سنوات، ليسوا أبرياء".

لكن أوامر القيادة السياسية تبقى كما هي: المنطقة الشمالية أهم من غزة، وفي غزة يتم حجب القصص واحتوائها. وطالما يتمكن نتنياهو من تجنبها، فإن إسرائيل لن ترتكب حرباً هناك.

ما لا يتحدث عنه أي أحد من الوزراء، هو الجهد المبذول من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، فيما يلقي هذا الأمر اهتماماً من قبل ترامب، بالإضافة إلى سعي من أجل تقديم مبادرة السلام للرئيس، غير أن وتيرة أحداث العنف والتي تحدث بغزة تتخطى النقاشات المتعلقة بإعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع، غير أن وتيرة أحداث العنف في غزة تتخطى المناقشات المتعلقة بإعادة تأهيل البنية التحتية في غزة، ويتجه الأمر صوت وقوع حرب.

انتقد تقرير مراقب الدولة هامش الحماية الذي تقدمت به الحكومة ومجلس الأمن القومي، وذلك لعدم صياغة استراتيجية إسرائيلية تجاه قطاع غزة، وعدم مناقشة البدائل السياسية عشية وقوع العملية، وعدم العمل على تحسين البنية التحتية المتهالكة في غزة (والتي تدهورت بشكل أكبر منذ ذلك الوقت، على الرغم من تحذيرات منسق أنشطة الحكومة في المناطق).

فيما قال مسؤول كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه يمكن أن يتوقع وبشكل كبير كيف ستكون المفاوضات غير المباشرة مع حماس في القاهرة بعد الجولة التالية من القتال.

قال: "مهما كانت القضايا التي سيتم مناقشتها، فإنه يمكن ويجب مناقشتها الآن".