السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ليلة اختبار حماس.. العمادي وقع بين سؤال الصاروخ وإجابة القذائف

2018-06-27 08:00:31 AM
ليلة اختبار حماس.. العمادي وقع بين سؤال الصاروخ وإجابة القذائف
كتائب القسام (أرشيفية)

 

الحدث ــ محمد بدر

"سيصل السفير القطري محمد العمادي الليلة إلى قطاع غزة"، هذا الخبر الذي سبق خبر "استهداف سيارة فلسطينية في النصيرات في وسط قطاع غزة بقصف جوي إسرائيلي".. من المتعارف عليه في غزة إن قدوم "العمادي" يعني توقف كل أشكال "التوتر المتبادل" ولو مؤقتا حتى يغادر، ويعني كذلك قدوم المشاريع والمقترحات السياسية والاقتصادية وأحيانا كثيرة المال. في هذه المرحلة بالذات، مجيء "العمادي" يعني مقترحات للحل الإنساني خاصة وأن قطر قد دخلت على خط الوساطة بين حماس وإسرائيل بحسب تقارير إسرائيلية كثيرة في هذا الشأن.

وفي غمرة الحديث عن إمكانية إيجاد حل للمشكلة الإنسانية في قطاع غزة مقابل توقف أشكال "التوتر" على الحدود وحل بعض القضايا العالقة كقضية الجنود المحتجزين لدى المقاومة، يجيء الصاروخ الإسرائيلي على سيارة أحد قادة كتائب القسام لاختبار مدى استعداد حماس الكبير أو مدى "تلهفها" لهكذا حل، ويجيء التوقيت مميزا وكأن تساؤل تجربة الإسرائيليين: "هل ستجبر لهفة حماس على الحل الحركة على امتصاص الضربة والانتظار لسماع العمادي وما يحمل من مقترحات؟".

رسالة حماس كانت ذكية جدا، وكان القصف السريع إجابة دقيقة ومحبطة للتساؤل الإسرائيلي، وعليه فإن قصف المقاومة من شأنه أن يخفض سقف التذاكي الإسرائيلي والتفاوض الإسرائيلي حول قضايا غزة، وبذلك دخل "العمادي" إلى غزة تحت قصف السؤال والإجابة، كما أن الإجابة الحمساوية يجب أن يستوعبها "العمادي" نفسه وأن يعيد قراءة أوراقه التي جاء بها.

حماس تعلم جيدا أنها تملك أوراق قوة في هذه المرحلة بالذات؛ عمليا، فقد أربكت الطائرات الورقية الحارقة والبالونات الحارقة منظومة الأمن الإسرائيلية وخلقت ارتباكا كبيرا لديها حول الكيفية التي يجب أن يكون فيها الرد على هذا الشكل الجديد من المقاومة، ويتصاعد الارتباك عموديا ليصل المستوى السياسي وما يدور من جدل حول الموضوع، كما أن هذه الطائرات خلفت ضررا اقتصاديا كبيرا لإسرائيل، بالإضافة إلى أنها أصبحت نموذجا يقول الإسرائيليون إنه بدأ ينتقل للضفة وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن حرائق بذات الطريقة في نابلس والقدس ومناطق أخرى.

بالإضافة لما تملك حماس من أوراق ضغط خاصة بالعلاقة بين القطاع والاحتلال، فإن علاقة الاحتلال بجبهته الشمالية ورقة ضغط أخرى لصالح حركة حماس، جزء من أسباب الامتصاص الإسرائيلي للقصف الذي تنفذه المقاومة هو تركيزه على الجبهة الشمالية والتهديد الذي تشكله إيران والجماعات الموالية لها على إسرائيل، ويبدو الانشغال الإسرائيلي سواء السياسي أو الأمني في الشمال كبيرا، لكن ليس هذا فحسب؛ بل إن إسرائيل متخوفة من أن يؤدي فتح جبهة في الجنوب إلى فتح جبهة من الشمال وتوحيد الجبهات من قبل حماس وإيران، يضاف إلى ذلك المساعي الأمريكية لتمرير "صفقة القرن" والتخوف من أن يؤدي التصعيد العسكري في القطاع إلى إحباطها.

كل هذه الأوراق الضاغطة بيد حماس بشكل مباشر أو غير مباشر، يجعل تفاوض حماس من منطق قوي نسبيا، وهذه الأوراق هي التي جعلت إجابة حماس على قصف الليلة؛ إجابة سياسية ذكية دقيقة.