السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ضابط "الشاباك" لوالدة الكسواني: احنا بدنا اياك تيجي "محترمة"!

2018-06-27 04:20:51 PM
ضابط
عمر كسواني

 

الحدث- تحرير بني صخر

 "جلست على كرسي الاتهام لكنه أخبرني بأنني لست متهمة وأشار إليّ بالجلوس على كرسي آخر". عبارة استذكرت بها والدة عمر الكسواني عملية استجوابها في المسكوبية، خلال اتصال هاتفي مع "الحدث" لسؤالها عن حالة عمر الصحية.

وفي معرض ردها عن حالة عمر الصحية، قالت الكسواني "إن عمر خلال إضرابه الذي استمر 14 يوما تمت معاملته من قبل الاحتلال كباقي الأسرى غير المضربين عن الطعام، حيث لم يتم إحضار الطعام الخاص له مثل المأكولات سهلة الهضم، بل استمر عزله في زنزانة مساحتها 2 متر مربع تنتشر فيها الحشرات، وفيها فتحة واحدة صغيرة يدخل منها الهواء إلى جانب تعرضه للتعذيب".

وأضافت: "ما زلت انتظر أخذ تصريح زيارة لرؤية عمر، الذي لم يصدر بسبب العدد الهائل من الطلبات  المقدمة  من  قبل أهالي الأسرى لزيارة ذويهم".

نادي الأسير الفلسطيني أشار في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، أن الكسواني ما يزال يعاني من آلام شديدة في ظهره نتيجة إخضاعه وتعرضه لأساليب مختلفة من التّعذيب خلال التحقيق معه منذ بداية اختطافه في السابع من شهر آذار/ مارس لعام 2018.

وأكد البيان أن الكسواني توجّه للطبيب المختص في معتقل "عوفر" لتلقّي العلاج والتّشخيص؛ إلّا أن الطبيب قام بتزويده بالمسكّنات فقط.

الجدير بالذكر أن قوة من وحدة "المستعربين" في جيش الاحتلال اختطفت رئيس مجلس الطلبة السابق في جامعة بيرزيت عمر الكسواني من داخل حرم الجامعة، بعد فشل محاولات سابقة لاعتقاله.

ضابط المخابرات متردد!

والدة الكسواني في لقاء خاص مع "الحدث"، كشفت تفاصيل تجربتها عندما استدعيت للتحقيق من قبل مخابرات الاحتلال: "بعد اعتقال عمر بأسبوع قام ضابط المخابرات الإسرائيلية بالاتصال بي في 14 مارس الماضي، كي أحضر للتحقيق لأخذ بعض المعلومات المتعلقة بعمر، وحاولت التملص من الأمر لكن الضابط هددني بأنه في حال لم أحضر هنالك 100 طريقة لإحضاري، لكن احنا بدنا اياك تيجي "محترمة"".

وأضافت أنها توجهت لمركز تحقيق المسكوبية في القدس المحتلة أملا في رؤية عمر: "في اليوم الثاني توجهت إلى المسكوبية، وانتظرت في الخارج لمدة 40 دقيقة ومن ثم تعرضت للتفتيش، وبعد ذلك استقبلني ضابط المخابرات وقال لي: مرحبا.. وأكد لي بأنه سيوجه لي عدة أسئلة تخص عمر".

واستكملت حديثها: "ساعة كاملة قضيتها في المسكوبية بعد أسبوع من اعتقال عمر، حيث وجهت إلى عدة تساؤلات وسط تردد من قبل ضابط المخابرات الإسرائيلية".

وفي معرض ذكر التفاصيل، أكملت حديثها: "قبل البدء بالتحقيق جلست على كرسي ليخبرني الضابط بأنني لست متهمة لأجلس على كرسي الاتهام وأشار إليّ بالجلوس في مكان آخر".

كيف تربون أولادكم؟

" كيف تربون أولادكم؟" هذا هو السؤال الذي وجهه الضابط لأم عمر.

قالت والدة كسواني: "إن ضابط المخابرات قام بسؤالي عدة أسئلة عن زوجي وسبب سفره  لتركيا، ومن ثم سألني عن أسلوب التربية الذي اتبعه بتربية أولادي، وعن رغبتي بأن يكون عمر (إرهابيا)" على حد وصفه.

وأشارت في حديثها، أنه خلال طرح الأسئلة عليها كان الضابط يظهر تردده قبل كل سؤال يقوم بتوجيهه، في حين رافقه بالاستجواب اثنان آخران لم يعرّفوا عن أنفسهم، فيما استمر الاستجواب لمدة ساعة واحدة.

وفي سؤال آخر هو الأكثر "استفزازا" في عملية الاستجواب، طرح ضابط المخابرات على والدت كسواني سؤالا مفاده: "كيف ستتخلصين من وجع الرأس هذا؟"

وفي معرض الرد، قالت والدة عمر: " تزويج عمر ..."

ورد الضابط: "أتمنى حدوث ذلك ... بس أنا ما بوعدك عمر يروح  بسرعة أو كم ممكن يقعد بالسجن، أو إنه يروح بصفقة.. ولكن في حال لم يبقَ لدينا طويلا أتمنى أن تسيطري على الوضع".

ومع استكمال عملية الاستجواب، أوضحت والدة عمر لـ"الحدث" أن الضابط حاول الضغط عليها نفسياً لتظهر انفعالاتها ولكنها كانت هادئة جداً.

أضافت: "أخبر عمر نادي الأسير بأنه رأى هويتي وسمع صوتي خلال عملية استجوابي من باب الضغط عليه، وبعد أسبوع قام عمر بالضغط على المحقق من أجل الاتصال بالعائلة، وأنا قمت بالرد على الاتصال، وتحدث عمر عن خوفه من اعتقالي في السجون الإسرائيلية، كأسلوب اتبعه الاحتلال للضغط النفسي عليه، لعدم معرفته إن كنت معتقلة  أم لا".

 يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم عائلات الأسرى كورقة ضغط لسحب الاعترافات منهم، وهو ذات الأسلوب الذي اتبع مع الأسير عمر كسواني.

وكان جهاز" الشاباك" الإسرائيلي قد وجه لـ عمر الكسواني  تهمة بتلقيه مبالغ مالية ضخمة لتمويل أنشطة حركة "حماس" في الضفة الغربية.