الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هكذا تستخدم إسرائيل المبيدات للسيطرة على حدود قطاع غزة!

2018-07-08 02:11:14 PM
هكذا تستخدم إسرائيل المبيدات للسيطرة على حدود قطاع غزة!
(تعبيرية)

الحدث - سجود عاصي

بدأت إسرائيل ومنذ أربعة سنوات على وجه التحديد بترشيح المناطق الزراعية الخصبة في قطاع غزة والواقعة على طول السياج الحدودي؛ لأن تكون صحراء قاحلة، بسبب قيام طائراتها باستهداف المزروعات والتربة على السياج الحدودي مع قطاع غزة، الأمر الذي يؤدي إلى قتل الحياة الزراعية ببطء.

وقال المزارع صلاح حليلو  من سكان بلدة القرارة شرق خانيونس في اتصال هاتفي لـ الحدث، إن الاحتلال الإسرائيلي عادة ما يقوم برش هذه المبيدات من شهر 11 حتى شهر 4 من كل موسم، حيث تم رش أرضه الواقعة على السياج الحدودي ببلدة القرارة  في آخر مرة في نيسان العام 2017. حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بهذه العملية تحت ادعاءات أمنية لا أساس لها من الصحة.

وأضاف حليلو، أن الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى حرق الإطارات المطاطية (الكاوتشوك) عند السياج الحدودي قبل البدء بعملية الرش للتأكد من اتجاه الرياح وضمان وصول هذه المبيدات إلى الأراضي الفلسطينية وعدم مساسها بالأراضي الزراعية في مستوطنات الاحتلال بغلاف غزة، حيث يتم رش هذه المبيدات عن طريق طائرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي من بيت حانون حتى منطقة (الشوكة) شرق رفح.

وفي ذات السياق، قال المزارع جبر قديح من سكان عبسان الكبيرة شرق خانيونس، إن الاحتلال وبشكل متعمد يقوم برش الأراضي قبل سقوط الأمطار حتى تتغلغل في التربة وتمتصها الأرض.

وأكد قديح، أن الاحتلال الإسرائيلي يرش مبيداته تحت ادعاءات أمنية واهية بأنها تحجب الرؤية، ولكن الحقيقة أن الأرض تضعف بسببها وهذا هو هدفه الذي يتمثل بتهجير الأرض من ساكنيها وعدم بقائها مجدية للزراعة.

وبحسب قديح، فإن الخطوة الوحيدة للوقاية من هذه المبيدات هي تغطية الأرض بالبلاستيك الأمر الذي يواجه بمجموعة من الصعوبات منها التكلفة المرتفعة لهذه الأغطية البلاستيكية وعدم سماح الجانب الإسرائيلي بتغطيتها كونها منطقة حدودية.

وبدوره، قال مدير زراعة شمال غزة المهندس أدهم البسيوني، إن المادة التي ترشها طائرات الاحتلال تدعى "أوكسيجال"، وهي تؤثر على المجموع الخضري والجذري ويستمر تأثيرها على ما المحاصيل التي تزرع فيما بعد، وهذه المادة يحظر استخدامها على المزروعات الخضرية، الأمر الذي اعتبره البسيوني انتهاكا واضحا وهجمة إسرائيلية شرسة.

وهذا الدواء، يعتبر بمثابة قاتل للنباتات المزروعة بحيث يؤدي إلى حرقها وتلفها (المزروعات الورقية يظهر تلفها في اليوم التالي بينما يظهر التلف على القمح خلال 15 يوما)، وخلال نمو المحصول التالي تكون المواد قد دخلت إلى التربة مما يؤثر على نمو ونضوج المحصول القادم، علما أن أثرها يمتد إلى فترات طويلة وليست آنية.

ويشكل إنتاج الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من السياج الحدودي في قطاع غزة ما يقارب 25% من إجمالي المناطق الزراعية في القطاع.

يشار إلى أنه لا يوجد إحصائيات واضحة حتى اللحظة عن حجم الخسائر التي تكبدها القطاع الزراعي في قطاع غزة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية بالقرب من السياج الحدودي.

وأكد البسيوني، أن وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة في تواصل مستمر مع الصليب الأحمر وكافة الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية من أجل إطلاعها على الآثار السلبية التي تخلفها المبيدات التي يرشها الاحتلال وضرورة الوقوف كي لا تتحول الأراضي الزراعية إلى صحراء، كما وشدد على أن الوزارة في تواصل مستمر مع هذه الجهات من أجل توفير كافة الطرق والوسائل التي قد تساهم في حماية المزروعات من التلف أو الضرر.

وحول سلامة المنتجات، أشار البسيوني إلى أن المنتجات لا تصل إلى مرحلة النضج بعد رشها حيث أنها تتلف في أرضها؛ الأمر الذي يحول بينها وبين وصولها للمستهلك.

وبدورها تعمل وزارة الزراعة وبكافة الجهود الممكنة من أجل منع تحول الأراضي الزراعية في قطاع غزة إلى صحراء قاحلة، وهو الهدف الذي تسعى إسرائيل له منذ بداية إقدامها على الرش، حيث أنه وفي حال استمرت فإن النباتات لن تتمكن من النمو بشكل سليم.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية وترجمته الحدث، فإن المبيدات المستخدمة تشمل "الجليفوسات" و Oxifloren و Diorone، وهي مبيدات تمنع أي إمكانية للحياة النباتية أو الحيوانية في المنطقة التي ترش فيها وبشكل أبدي، في إشارة إلى أن إسرائيل تستهدف المناطق الأكثر خصوبة على طول السياج الحدودي.

وأوضحت الصحيفة أن الصليب الأحمر حذر "إسرائيل" من أن الأضرار الناجمة عن عملية الرش ستترتب عليها عواقب صحية وبيئية خطيرة، إلا أن الأخيرة لم تأخذ بعين الاعتبار هذه التحذيرات.