الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لن اتصل بأحد ..الله بيسترها / بقلم: زياد البرغوثي

2018-07-14 07:57:42 AM
لن اتصل بأحد ..الله بيسترها / بقلم: زياد البرغوثي
زياد فوزي البرغوثي

 زياد البرغوثي

سافرت الى لندن لحضور تخريج اخر العنقود كما يُقال..
 
في اخر عشر سنوات أخذ مني هذا العنقود من الوقت والجهد في الإجابة على سيل أسئلته في كل المجالات العامة، السياسية والاقتصادية والحياتية، ما لم تأخذه اجهزة مخابرات العالم الثالث..
 
وكنت في كل الاجابات معه واضحاً وصريحاً مع احتفاظي بين السطور بهامش توجيه الأباء للأبناء..
 
وبحدود ما اعلم فقد تَفوقت في جميع أسئلة الامتحان الا أسئلة السياسة فقد فشلت فيها فشلاً ذريعاً..
 
في يوم السفر صادفنا أربعة مشاهد اختصرت الحالة وأجابت على أسئلة امتحان السياسة..
 
المشهد الاول..
التقيت في مطار اللد انا وزوجتي وابني بصديق عزيز من سياسيي الصف الاول بامتياز ومن منظري أوسلو تاريخياً، وهو من القلة اللذين لم ينزلوا عن الجبل ولَم يزل متمسكاً بها.
هذا الصديق لم تشفع له أوسلو بعد خمس وعشرين سنة من خلع الحذاء والجلوس امام مجموعة من المراهقين من رجال الأمن بانتظار أوامرهم للسير او الوقوف..
 
المشهد الثاني..
في مطار هيثرو اشتبهوا بزوجتي وسألونا ان كانت تحمل جواز سفر تركي، وتم حجزنا معاً لمدة من الزمن لإجراء بعض الفحوصات قبل ان يصعد الدخان الأبيض ويبشرنا بالبراءة..
 
في الحجز سألتني زوجتي مع من ستتصل لو حدثت مشكلة معنا ؟؟
فقلت لها..
انا وانتِ لا نحمل جواز سفر فلسطيني لان أوسلو قَطَعت علاقتها معنا (المقدسيين) منذ عام ٩٣ ولَم تعطينا اية وثيقة فكيف سنتصل بالجانب الفلسطيني؟؟
وانا وانتِ نحمل وثيقة سفر أردنية تُعَرفنا كفلسطينيين فكيف سنتصل بالجانب الأردني ؟؟
 
وأضفت انا وانت نحمل وثيقة سفر إسرائيلية تُعَرفنا كأردنيين فكيف سنتصل مع الجانب الاسرائيلي؟؟ 
يا سيدتي لن اتصل بأحد ..الله بيسترها
 
المشهد الثالث..
التقينا بالصدفة في محطة القطارات مع الصديق الشاعر والمثقف الكبير تميم البرغوثي ومع اول سؤال عن اخباره قال لي..
استقلت من عملي في هيئة الامم  لأني لم أعد احتمل مواقفها..وها انا في بريطانيا للتفرغ في برنامج للقراءة والكتابة..
 
المشهد الرابع..
وهو الاجمل حيث اغلقت شوارع لندن مسيرة مليونية من طلبة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني واصدقاء البيئة والجاليات الغربية والعربية ومن أمريكا الجنوبية وجماعات المقاطعة وجميعهم يرفعون شعار..
Dump Trump go home
Free Palestine 
فقلت.. 
يا بُني اريد منك السماح والاعتذار، وسأصارحك بالحقيقة التي أنكرناها لعقود.. 
لا اتفاقيات سياسية ولا جامعة عربية ولا مؤسسات دولية سوف تحمينا وتحمي هالقضية..
ما بيحميها الا وحدتنا والشعوب الحرة وإرادتكم الحديدية.
 
 
والله بيسترها..