الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"تصميم برامج التعليم وتنمية المهارات". بقلم: رائد دحبور.

2014-12-09 06:49:46 AM
صورة ارشيفية

 الإستكشاف والتركيز والتعزيز والتشجيع وتنمية المهارة والوقت الكافي لحصول ذلك ولتحقيق النَّتائج واستثمار المهارات.

 تِلْكُمو هي شروط اكتشاف العبقريات لدى الأفراد؛ ومُحَفِّزات الطَّاقات الكامنة لديهم، على اختلافها وتفاوتها؛ وعلى اختلاف مستويات ذكائهم وقدراتهم الذِّهنيَّة واستعداداتهم؛ وتلكُمو هي إحدى أهم جوانب القصور والتقصير في برامجنا التعليميَّة وما ينقصنا مراعاته في مناهجنا التربوية؛ ذلك أنَّ لدى كل إنسان جانبٌ ما من جوانب العبقرية؛ أو من جوانب تحفيز الطَّاقات الخاصَّة؛ فليس صحيحاً القول: إنَّ العبقريَّةَ حكرٌ على صنفٍ محدد من النَّاس؛ أو انَّها خاصة بؤلئك أصحاب حاصل الَّذكاء الأكاديمي المرتفع.

يُعدُّ اكتشاف جوانب العبقرية أو التَّميُّز في مجالٍ إبداعيٍّ ما هو إلا الخطوة الأولى في معرفة وتحديد الطَّاقات المميزة الكامنة؛ ثمَّ تأتي الخطوة التالية في مراعاة ذلك وفي التركيز على هذا الجانب أو ذاك والَّذي تمَّ اكتشافه في شخصية الفرد؛ ثمَّ تأتي الخطوة الثالثة وهي تلك المتَّصِلة بتعزيز تلك المهارة من خلال تحفيزها وتشجيعها على طريق تنميتها كشرطٍ للإستفادة منها؛ وهو ما يمثِّلُ الخطوة الرَّابعة الضروريَّة؛ ثمّ تأتي الخطوة الخامسة التي يجب أنْ يتوفَّر بها شرطُ الدّيمومة والمتابعة وهي تلك المتَّصلة بضرورة توفير الوقت الكافي لذلك؛ ومن ثمَّ تأتي خطوة استثمار المهارة؛ وهي الخطوة التي يمكن اعتبارها وكأنَّها بمثابة التغذية الرَّاجعة والشرط الضروري لبناءِ مستوىً مرتفع من نظام الحوافز لدى الفرد؛ بما يُوفِّر مزيداً من الدَّوافع.

إنَّ مراعاة تحقيق هذه المعادلة يجعلها وكأنَّها دائرة متكاملة بحيثُ يُغذِّي أطرافها كلٌّ الآخر ضمن دورة التكامل.

أليس هذا ما ينقص تصميم برامج التعليم لدينا؟!. بالتأكيد نعم. فبرامج التعليم التي لا يهمها سوى حاصل الذَّكاء الأكاديمي لدى الطَّالب أو الفرد – بمعنى مجموع العلامات الدِّراسيَّة – ستكون قاصرة بالتأكيد عن محاولة استكشاف جوانب الإبداع أو العبقرية لدى الأفراد؛ لا بل العكس من ذلك؛ فإنَّها تعمَدُ الى تعزيز إهمال الإهتمام بغير جانب التحصيل الأكاديمي الَّذي ُيقاس بمستوى العلامة المدرسية فقط. وعلى أهميَّة هذا المقياس الَّذي ترسم وتحدد معاييره برامج الإمتحانات ومستوياتها؛ إلَّا أنَّهُ ليس كافياً لستكشاف مهارات وطاقات الفرد الكامنة والَّتي هي بحاجة إلى تحفيز وتركيز وتعزيز وتشجيع ورعاية.

ثمَّ إنَّ ذلك المنهج في الفهم التربوي لدور التَّعليم يجعل التركيز منحَصِراً على أصناف تعليمٍ محددة يُعطيها مقداراً مرتفعاً من التقييم والتقديس؛ ويحصُرُ الإهتمام والطُّموح بمهنٍ بعينها دون أخرى؛ وذلك مدعاةً -بطبيعة الحال– للإحباط، ولقتل الرَّغبة في الإستمرار في التَّعلُّم لؤلئك الَّذين لا يجدون أنفسهم في تلك المجالات؛ وهو مدعاة لفقدان المجتمع لتوازنه؛ ومدعاة لإهمال مقادير وافرة من الطَّاقات الكامنة المُهمَلة؛ وسببٌ في تعطيل مقادير كبيرة وأجزاء هامَّة من طاقات المجتمع.