الجمعة  19 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هكذا حاولت إسرائيل التأثير على اجتماعات قيادة حماس في غزة

2018-08-03 12:17:11 PM
هكذا حاولت إسرائيل التأثير على اجتماعات قيادة حماس في غزة

الحدث ــ محمد بدر

يحاول الإعلام العبري منذ الأمس، ومع بداية الحديث عن اجتماعات حماس، إغراق الاجتماعات بالتهديدات، فـمن عاموس هرائيل في هآرتس إلى أصغر صحفي مستوطن في القناة السابعة أو موقع 0404، يبدو الحديث واحدا وحروف تحليلاتهم صناعية جدا.. وكل ما كتبوه يؤدي في مسار واحد: "إما الحل أو المعركة"، وكثر تعبير "أيام حاسمة.." في تقاريرهم وتحليلاتهم.

تحاول "إسرائيل" التأثير على الاجتماعات، وكذلك على القبول الشعبي لأي حل؛ من خلال مركزة المواجهة كخيار تلقائي وسريع وطبيعي لفشل حماس داخليا في الاتفاق على المقترحات المصرية الأممية.. وبذلك ألقت "إسرائيل" بـكرة النار والخوف إلى حضن حماس، رغم أن المعادلة المفهومة التي لا لبس فيها؛ أن "إسرائيل" لا تسعى لمعركة وليس من مصلحتها ذلك، وبالأمس فقط يهدد ليبرمان تلمحيا باستهداف قادة حماس وكوادرها عندما تحدث عن سياسة الجيش الجديدة في مواجهة ظاهرة البالونات الحارقة، في محاولة منه كذلك للتأثير على قرار حماس.

"إسرائيل" التي وافقت على دخول وفد حماس ليلة الخميس على أن يعقد اجتماعته يوم الجمعة، اختارت أياما دقيقة وذكية؛ يوم الجمعة هو يوم التصعيد وفي أحيان أخرى هو قانون التصعيد لأيام أخرى، والاجتماعات التي تعقد اليوم وقد تستمر لغد، ستضمن لها حماس هدوءا تاما حتى لا تتعرض حياة الوفد وتحديدا العاروري للخطر؛ خاصة مع قناعة "إسرائيل" أن بعض التنظيمات كالجهاد الإسلامي تحاول بعثرة أوراق الهدنة طويلة الأمد من خلال تصعيد محدود يعيد الأمور لمربعها الأول، وهو ما حدث قبل شهرين تقريبا.

ما يمكن ملاحظته أن حماس تعاملت مع زيارة العاروري لغزة كإنجاز، وهلل وكبّر عناصرها وإعلاميوها للزيارة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. حماس تستنسخ عقيدتها التفاوضية في السجون ــ خاصة وأن عددا مهما من أعضاء مكتبها السياسي أسرى ــ، حينما كانت إدارة السجون تقنع ضمنا قادتها أن مجرد نقلهم من كافة السجون للإلتقاء في سجن واحد يعدّ انجازا كبيرا.

 وقتها كانت بروتكولات الاستقبال والاستذكار تأخذ حيزا كبيرا من الزيارة، ويبقى في وعي المجتمعين شعورا بأنهم حققوا إنجازا أساسيا، وهذا يسهل عليهم دراسة المقترحات بمنهجية المنتصر مبدأيا؛ في حين يصبح التعامل مع القضايا الأخرى أكثر برجماتية.. هذا ليس نسجا من خيال، فقد رأينا بالأمس تغريدات كثيرة باتجاه ترسيخ فكرة أن المطلوب الأول لإسرائيل دخل غزة رغم أنف الاحتلال، وتغريدات أخرى تتحدث عن أن مكتب حماس السياسي يجتمع لأول مرة مكتملا بهذه الصورة... الخ، وكأن إنجازات أولية أساسية تحققت.

إن حركة حماس يجب أن تعي حقيقة أن "إسرائيل" تمرّ بأزمة داخلية كبيرة بسبب قانون القومية، وهو قانون يمسّ الأقليات، ولا يمكن لإسرائيل أن تخرج لمعركة وهي في حالة صراع مع أقليات على قانون قد يمسّ بعمل هذه الأقليات في الجيش والمؤسسات الأمنية، كما أن صوت التهديد والوعيد في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة لا يسمح بدخول "إسرائيل" في معركة لأنها تعلم أنها مرمى أكيد لأي حرب في المنطقة، لهذه الأسباب وغيرها، يمكن القول أن المعركة هي أداة حماس في إخضاع  "إسرائيل" وليس العكس.