الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كابينيت نتنياهو... وكابينيت العاروري/ بقلم: نبيل عمرو

2018-08-07 02:51:08 PM
كابينيت نتنياهو... وكابينيت العاروري/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

خلال الأيام القليلة الماضية، شاع جو من التفاؤل بقرب انتهاء معاناة أهل غزة.

كان بطل المشهد السيد ميلادينوف، مدعوما من مصر وأمريكا وإسرائيل.. وقطر إن أحببتم، وكان البطل الثاني للمشهد هو الطائرات الورقية والبالونات المتفجرة، التي كانت المحرك الأساس لجهود ميلادينوف، وطغيان فكرة التهدئة المتبادلة، ولكي يكتمل المشهد بإضفاء ما يحتاج من جدية؛ فقد جرى الترويج لاجتماع الكابينيت الإسرائيلي متزامنا مع اجتماع الكابينيت الحمساوي، ما جعل متابعي المشهد ينتظرون الدخان الأبيض ليتصاعد من القدس وغزة

وبديهي حين يحدث ذلك كله أن تشطح التحليلات بعيدا في اتجاهات متعددة، تحليل قال.. هذه بداية صفقة القرن وبوسعنا تخيل الاتهامات المتبادلة حول التواطؤ والمتواطئين، وتحليل وصل حد اعتبار حماس هي صاحبة القول الفصل في الشأن الفلسطيني، وعلى السلطة في رام الله أن تقبل بدور الغطاء أو المحلل، وتحليل آخر قال إن مصر اعتمدت حماس كطرف يجري التحدث معه، أما السلطة الشرعية إن التحقت فخير وبركة وإن لم تلتحق فالقطار ماضٍ على سكته إلى المحطات التالية، وتحليل يبدو أنه هو الأصدق والأكثر موضوعية يقول إن المصالحة التي تجري محادثات بدت كما لو أنها هامشية حولها؛ تراجعت إلى مرتبة متدنية في الاهتمام، ذلك أن نزع الفتيل له أولوية على تفكيك القنبلة.

هذا ما كان خلال الأيام القليلة الماضية، وهي أيام يصدق عليها عنوان "ميلادينوف والطائرات الورقية".

بعد انفضاض الكابينيت الإسرائيلي والكابينيت الحمساوي؛ تراجعت كثيرا نغمات التفاؤل، وعادت التصريحات المتبادلة إلى سابق عهدها، فإسرائيل تريد كل شيء سلفا دون أن تلزم نفسها بتقديم أي شيء جدي، وحماس عادت للحديث عن عدم استعدادها للمقايضة، نافية بأشد العبارات صراحة وحرارة أن تكون قد وافقت على التهدئة مقابل التسهيلات.

أما السيد ميلادينوف بطل المشهد المتفائل، فعاد من جديد للوعظ والتذكير بأن غزة على حافة كارثة إنسانية، بينما يتحتم عليه أن يواجه الأزمة الكبرى التي تعاني منها الأونروا، ليس فقط على صعيد خفض موازنتها وتسريح عدد من موظفيها؛ وإنما أمام التهديد بإلغائها كما يقول الأمريكيون أو كما يقررون.

المشهد المتناقض الذي عشناه خلال الأيام الماضية له كلمة سر واحدة مفادها.. أن لا أمل في رسوخ أي صيغة تتعلق بغزة إن لم تقم على قاعدة سلطة واحدة وشرعية واحدة ومتحدث واحد باسم الشعب الفلسطيني في كل الأمور، وإذا كانت الطبقة السياسية الحالية غير قادرة على توفير هذا الأساس؛ فليعد القرار إلى الشعب كي ينتخب طبقة جديدة ربما تكون أقدر من سابقتها على المعالجة.