السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الاحتلال يسعى لفرض واقع خطير في المسجد الأقصى.. ما هو؟

2018-08-19 03:07:03 PM
الاحتلال يسعى لفرض واقع خطير في المسجد الأقصى.. ما هو؟
إغلاق المسجد الأقصى (أرشيف)

 

الحدث- محمد غفري

للمرة الثانية خلال شهر، تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بإفراغ المسجد الأقصى بالقوة من المصلين وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، وإغلاق كافة البوابات بذرائع أمنية، كما جرى يوم الجمعة الماضي عقب استشهاد الشاب محمد محاميد من بلدة أم الفحم داخل الخط الأخطر، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه بذريعة محاولة تنفيذ عملية طعن فدائية في البلدة القديمة.

هذه الإغلاقات المتكررة لبوابات المسجد الأقصى، يرى خبراء في الشأن المقدسي أن الاحتلال يسعى من خلالها إلى فرض واقع جديد هو الأخطر من نوعه على المسجد الأقصى المبارك.

رئيس مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمر، دون على الفيس بوك يقول إن شرطة الاحتلال تسعى لتثبيت واقع جديد وخطير، وهو إفراغ الأقصى نهائياً وبالقوة وإغلاقه عقب كل حدث أمني سواء كان حقيقي أو مفتعل.

وبحسب عمرو، أن سلطات الاحتلال لا تحتمل الاعتصامات الحاشدة طويلة الأمد خارج أبواب المسجد الأقصى- كما جرى في هبة باب الأسباط العام الماضي، لذا تعمد إلى تكرار إجراء الفتح والإغلاق على أمل أن تعتاد الجماهير إغلاق المسجد بالتدريج، ومن ثم يتاح الوقت الكافي لأجهزة أمن الاحتلال لإخفاء وتحطيم المرجعيات القادرة على توجيه الحراك الشعبي.

 

 

استاذ دراسات بيت المقدس في جامعة اسطنبول د. عبد الله معروف، يرى أن سلطات الاحتلال تحاول الدخول شريكاً عملياً في إدارة المسجد الأقصى المبارك، وتريد ترجمة خطاب كوشنر خلال افتتاح السفارة الأمريكية في القدس- حول السيادة على القدس بكل ما فيها - من خلال تأكيد سيادتها على المسجد الأقصى المبارك بالتحكم بفتحه وإغلاقة، بل وإفراغه من جميع المسلمين بما فيهم دائرة الأوقاف عند رغبتها في ذلك.

ولتأكيد هذه النقاط، بحسب ما قال معروف في تصريح خاص لـ"الحدث"، فإن سلطات الاحتلال تلجأ لتطبيق هذه النظرية عملياً في حالات الطوارئ حالياً - كما حدث يوم الجمعة - في مسعى واضح لتقديم نفسها بهذا الدور شيئاً فشيئاً، بحيث يصبح هذا الأمر روتينياً في المستقبل، وهو مكمن الخطر.

لذلك يرى معروف أن السيناريو الذي قامت به قوات الاحتلال يوم الجمعة كان معداً مسبقاً (لأنه تكرر للمرة الثانية)، وكانت قوات الاحتلال تنتظر فقط وقت تطبيقه، وهو ما يعني أنها ستستمر بنفس هذه الوتيرة المتصاعدة، إلا في حال اصطدامها برفض شعبي عنيف وعملي كما كان الحال في هبة باب الأسباط، وعندها فقط ستضطر قوات الاحتلال للتراجع.

بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ووزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني إن إغلاق المسجد الأقصى المبارك عمل مفتعل من أجل السيطرة على المسجد وطرد المصلين، وتنفيذ أعمال بداخله من قبل الاحتلال، والسيطرة عليه.

إذاً تسعى سلطات الاحتلال عبر إغلاقها المتكرر لبوابات المسجد الأقصى إلى بسط السيطرة عليه تدريجياً، وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة، وما يرافق ذلك من سحب للصلاحيات من يد دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

ورداً على ذلك أكدت دائرة الأوقاف، في بيان صحفي وصل لـ"الحدث" نسخة منه، أن الشرطة الإسرائيلية لا تملك السيادة على المسجد الأقصى المبارك كما تحاول فرضها مؤخراً ضاربة بعرض الحائط الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم منذ أمد للمسجد، وأن دائرة الأوقاف هي المسؤول الحصري عن إدارة جميع ما يتعلق بالمسجد.