الجمعة  04 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شارع 60 الاستيطاني.. مزق أراضي سلواد ونغص حياة مواطنيها

2018-09-20 10:28:28 AM
شارع 60 الاستيطاني.. مزق أراضي سلواد ونغص حياة مواطنيها
شارع 60 يمزق أراضي بلدة سلواد شرق رام الله (تصوير: زكريا حماد)

 

الحدث- زكريا حماد*

مزق الشارع الاستيطاني المعروف بالشارع رقم (60) أوصال بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، وقطع امتدادها الطبيعي، ملحقاً خسائر هائلة لأهالي البلدة، وحرمهم من الوصول إلى مساحات شاسعة من أراضيهم كما في السابق، بعدما أصبح الوصول إليها عملية معقدة وصعبة.

قبل إنشاء الشارع

في لقاء مع رئيس بلدية سلواد السابق السيد عبد الرحمان أبو صالح، قال إن الأراضي الغربية للبلدة المعروفة  باسم - وادي أبو شريف- تشتهر بأنها منطقة صخرية بارتفاعات كبيرة يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار، أطلق عليها اسم (العرك).

وكانت تلك الصخور تزين قمم الجبال الغربية للبلدة بحسب ما ذكر أبو صالح، حيث اتخذ النحل من تلك الصخور بيوتا له يصب بها العسل، وبعد أن لقيت تلك الأراضي اهتماماً كبيراً من الفلاحين، أصبحت تشتهر بزراعة أشجار العنب والتين والزيتون.

وتوري مياه الوادي في كل عام عطش الأشجار والطيور التي بنت أعشاشها على قمم الصخور وبين غصون الأشجار، ومن أشهر الطيور التي اتخذت من الوادي مسكنا لها النسور والغربان والشنار.

وكان أهالي بلدة سلواد يقصدون الوادي من أجل رعاية الأغنام والتقاط بعض النباتات البرية ومنها اللوف، والزوزو، والزعرور.. الخ، ما جعل من تلك الأراضي تصنف في الدرجة الأولى من ناحية الموارد الطبيعية.

نشأة شارع (60)

"أبو صالح" تحدث عن نشأة الشارع الاستيطاني، حيث قال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت في منتصف التسعينيات بتفجير الصخور التي كانت تعلو الجبال الغربية للبلدة وتعبيد الشارع الالتفافي ليخدم مصالح مشاريع الاحتلال، ويربط بين المستوطنات الجنوبية للضفة والشمالية منها.

هذا الشارع بحسب ما أكد رئيس البلدية السابق أثار غضب أهالي البلدة، فكانت ردت فعل الأهالي الخروج والاحتجاج على تعبيد الشارع الذي قطع مساحة كبيرة من أراضيهم وشكل خطراً كبيراً عليهم، إذ قام أهالي سلواد بوقفات غضب واستنكار، ولكن سلطات الاحتلال لم تضع الموضوع بعين الاعتبار وأكملت تعبيد الشارع.

شارع (60) الاستيطاني أصبح أحد أهم الطرق الاستيطانية التي أقامها الاحتلال على أراضي الفلسطينيين، فهو شارع رئيسي وأساسي يربط المستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة بالمستوطنات المقامة جنوب فلسطين، إضافة أنه أصبح طريقاً استيطانياً يربط المستوطنات في الأراضي المحتلة ببعضها.

المساحة المقطوعة والأضرار العمرانية

بحسب إحصاءات رسمية لبلدية سلواد حول الأضرار الناتجة عن إقامة الاحتلال شارع (60) الاستيطاني، فقد نهب من أراضي البلدة ما يقارب (245،600 متر مربع).

وعقّب على ذلك السيد شرف عبد العال وهو أحد أعضاء بلدية سلواد، أن هذا الرقم من المساحات المصادرة لا يقتصر على الشارع الاستيطاني فقط؛ فبعد افتتاحه قامت قوات الاحتلال بتجريف الأراضي المحيطة بالشارع من أجل توفير الحماية للشارع من الانحدار، وبلغت مساحة الجرف الذي جرفه الاحتلال من حول الشارع نحو (50 مترا مربعا) من كل جهة على طول الشارع.

أثر شارع (60) الاستيطاني لم يقتصر على مصادرة الأراضي وتجريفها فقط؛ بل امتد ليشمل الخطة المعمارية في تلك المناطق بسبب تصنيف 80% من الأراضي المحيطة للشارع بتصنيف (c)، وهي مناطق لا يسمح الاحتلال بالبناء فيها.

ولم يستسلم أصحاب الأراضي وحاولوا بناء الغرف الصغيرة والآبار والبركسات والعرائش، إلا أن الاحتلال كان يخطرها مراراً بالهدم، قبل أن ينفذ فعلياً عدة عمليات الهدم في المنطقة.

أي فلسطيني يمتلك أرضا قريبة من الشارع لا يحق له البناء فيها بحسب القانون الإسرائيلي، وفي حال قيام أحد الفلسطينيين بالبناء؛ تشرع قوات الاحتلال بهدم المبنى في أسرع وقت ممكن بحجة عدم الحصول على الترخيص.

وقام الشارع كذلك بفصل الأراضي الغربية عن البلدة، فأصبح من الصعب أن تضم البلدية الأراضي الغربية إلى مخطط البلدة، ويعتبر الاحتلال هذه الأراضي خارج حدود البلدة.

الشارع الاستيطاني يدمر الطبيعية

وفي حديث آخر له أضاف عضو المجلس البلدي شرف عبد العال، أن قوات الاحتلال قامت بخلع الأشجار التي كانت تعترض طريق الآلات والمعدات الحفرية من أجل تعبيد الشارع، ما أثر بشكل كبير على المساحة الزراعية، وكما أن التفجيرات التي قام بها الاحتلال لتكسير الصخور العملاقة أثرت بشكل كبير على الأراضي، إذ أن الصخور المتطايرة بفعل التفجير حطمت معظم الأشجار وأتلفت المزروعات، وسدت مجرى مياه الوادي.

وبعد أن أقيم الشارع أصبحت مياه الأمطار تذهب إلى المجهول مع سريانها على الشارع وليس من البعيد على دولة الاحتلال أنها تستغل الشارع في سرقة مياه الأمطار، التي كانت تجري في الوادي والتي كانت مصدر قوت لأهالي بلدة سلواد.

وبعد أن بدأت حركة السير على الطريق الاستيطاني؛ أنشأت قوات الاحتلال الأبراج العسكرية على أطراف الشارع، والذي جعل منها خطرا كبيرا على حياة أصحاب الأراضي بسبب ممارسات قوات الاحتلال من إطلاق النار والاعتداء عليهم بحجة الحفاظ على أمن وسلامة المسافرين الذين يمرون من الشارع، ما أثار خوف بعض الأهالي من زيارة أراضيهم ورعايتها وزراعتها حتى أصبحت الأراضي شبه مهجورة وجرداء.

لن ينال الاحتلال من عزيمتنا

رئيس البلدية السابق السيد عبد الرحمن، بين أنه أمام تحد صعب جداً مع الاحتلال، فبعد أن بدأ ينتبه إلى تواجد قوات الاحتلال في تلك المنطقة بكثرة؛ أصبح التخوف من أن يضع الاحتلال يده على تلك الأراضي ويقوم بمصادرتها، فقام بشراء ما يقارب 500 شجرة زيتون وبدأ بزراعتها في الموقع.

وأضاف أنه فتح طرقا فرعية تؤدي تلك الأراضي، في أمل أن يحميها من الاحتلال، فيما بدأ بإقامة مشروع وحدات سكنية للأسرى أصحاب الأحكام العالية في المنطقة الغربية للشارع وتطويرها.

 

* زكريا حماد أسير محرر يدرس الصحافة والإعلام في سنته الأولى في جامعة بيرزيت