الحدث - سجود عاصي
يأتي موسم قطاف الزيتون حاملا معه البشريات للفلسطينيين، حيث يعتبر زيت الزيتون ركيزة أساسية والمكون الدائم على مائدته، إلى جانب تأثير الموسم على العلاقات الاجتماعية للفلسطينيين؛ بما ينتجه من شكل جديد من العلاقات خاصة بهذا الموسم؛ أي ما يسمى "الجمعة"، فإنه كذلك يؤثر على الاقتصاد بشكل عام وخاص.
وفي السياق، قال مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني فياض فياض لـ الحدث، إن توقعات إنتاج زيت الزيتون ستنخفض لهذا الموسم بنسبة تصل إلى 50% مقارنة مع العام الماضي، بحيث توقعت وزارة الزراعة الفلسطينية أن تبلغ كمية الزيت المنتجة 10 آلاف طن مقارنة بالعام السابق 2017؛ حيث بلغت كمية زيت الزيتون الذي أنتجته المعاصر نحو 19 ألف طن، وسط توقعات إيجابية بشأن الإنتاج يمكن تحديدها بدقة لاحقا بعد انتهاء الموسم.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن وزارة الزراعة أبدت توقعات إيجابية، خاصة بعد الحصول على نتائج أولية بأن نسبة الزيت تجاوزت 20% في قطاع غزة لأول مرة، بعد أن كانت في مثل هذا الوقت من العام لا تتعدى 14%.
وأرجع فياض أسباب الانخفاض في إنتاج موسم الزيتون الحالي بالدرجة الأولى إلى التغيرات المناخية وتركز هطول الأمطار في نيسان وآذار بكميات كبيرة مع شحها في باقي الأشهر من السنة، إلى جانب عدم وجود البرد الكافي في فترة "المربعانية" والحرارة العالية خلال النهار.
يشار إلى أنه ومنذ عام 2005، بدأت ذبابة أوراق الزيتون تنتشر في الأراضي الفلسطينية خاصة في المناطق الغربية القريبة من الخط الأخضر، وتأثيرها كان واضحا أكثر هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
وأكد فياض، أن هناك تضررات في محافظات قلقيلية وطولكرم وسلفيت والجزء الغربي من مدينة رام الله، في مقابل الحفاظ على ذات المستوى تقريبا من الإنتاج في الخليل وجنين ونابلس.
35% فاقد الزيت بسبب المعاصر
يشار إلى أنه وبحسب مؤشرات فحوصات زيت الزيتون؛ تبين أن فاقد الزيت في الجفت بنسبة مرتفعة، بحسب فياض، الذي أكد أن توفيرها من خلال اختيار المعصرة الجيدة هو ربح للمزارع. مشددا على ضرورة أخذ بعض المعايير بعين الاعتبار خاصة اختيار المعاصر الجيدة والحديثة، بحيث أن المعطيات أشارت إلى أن هناك 35% فاقد زيت نتيجة المعاصر غير السليمة.
يشار إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون بلغت أكثر من مليون دونم، منها 8500 ألف دونم مزروعة بأشجار مثمرة و250 ألف دونم غير مثمرة، بإجمالي 11 مليون شجرة زيتون.
ونصح فياض بدوره المزارعين، بضرورة البدء بقطف الزيتون في الفترة التي يشعر بها المزارع أن الثمار نضجت، وهو ما يختلف من منطقة لأخرى ومن صنف لآخر، كما وأكد على ضرورة تنظيف الأرض من الأوساخ قبل البدء بعملية القطف، واستخدام اليد في القطف بدلا من العصا، إضافة إلى استخدام المفارش الملائمة والتأكد من سلامة المنشار، كما ووجه نصيحة إلى المزارعين بضرورة الحفاظ على ثمار الزيتون دون أي خدوش لضمان عدم تعرضها للهواء وبالتالي فقدان كميات من الزيت الموجود بداخلها.
وأضاف فياض لـ الحدث، أن الأكياس البلاستيكية المستعملة للأعلاف وغيرها قد تكون ملوثة ولا تصلح لتخزين الحبوب فيها لحين عصرها، مع التأكيد على أن أقصى مدة يجب تخزين ثمار الزيتون فيها يجب أن لا تتجاوز الثلاثة أيام قبل العصر.
وبدوره، أكد مدير عام الإنتاج في وزارة الزراعة الفلسطينية صلاح البابا، أن الانخفاض في إنتاج زيت الزيتون لعام 2018 يترواح ما بين 50-60% من معدل الإنتاج العام لزيت الزيتون.
يشار إلى أن 3 آلاف طن من الزيت يسمح بتصدريها سنويا إلى خارج الأراضي الفلسطينية، ولهذا العام تتوقع وزارة الزراعة أن تنخفض كمية الزيت المصدر نظرا لانخفاض كمية الإنتاج بحسب البابا.
وكانت وزارة الزراعة، قد حددت يوم 12 أكتوبر/ تشرين الثاني، موعدا لافتتاح موسم قطف الزيتون وتشغيل المعاصر في كافة المحافظات الفلسطينية، على الرغم من أن المزارعين بدأوا بقطف الزيتون نظرا لقربها من المستوطنات والطرق الالتفافية.