الأحد  12 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا سنة؟ / بقلم: نبيل عمرو

2018-10-16 09:28:47 AM
لماذا سنة؟ / بقلم: نبيل عمرو
د. نبيل عمرو

 

أبرز ما يلفت النظر في قرارات المجلس الثوري الذي انعقد مؤخرا، الطلب من المجلس المركزي بصفة منظمة التحرير صاحبة الولاية على السلطة، أن يتخذ قرارا بإجراء الانتخابات العامة خلال سنة، غير أن كلمة خلال سنة أضعفت الإيقاع المتوقع والمفترض لقرار من هذا النوع، ما أثار شكوكا في إمكانية تطبيقه، وسنجد كثيرين ينسبونه ليس إلى حتمية إجراء الانتخابات، وإنما إلى السجال الدائر بين فتح وحماس، حيث أعلن أكثر من مسؤول حمساوي بأنهم يدعون إلى انتخابات عامة في أقرب فرصة.

الرئيس محمود عباس بحكم صلاحياته الدستورية يستطيع اتخاذ القرار بإجراء الانتخابات العامة، بعد أن يصدر قرارا بحل المجلس التشريعي الذي تعطل عن العمل لمدة تزيد عن عقد من الزمان.

بوسع المجلس المركزي والحالة هذه أن يدعو إلى الانتخابات وأن يقترح وقتا لإجراء هذه الانتخابات، غير أن التطبيق الدستوري لها هو بيد الرئيس ليس بفعل النصوص وإنما بفعل المسؤوليات.

الفلسطينيون يمرون بوضع استثنائي، وخلال السنوات الإحدى عشر الماضية، جرى تنكيل فظيع بالقوانين والمؤسسات، وكادت تلغى الانتخابات من حياة الشعب الفلسطيني بفعل وجهة نظر من الخائفين بأن التوافق هو الأهم وأن إجراء انتخابات دون توافق مسبق عليها سيؤدي إلى تعميق الانقسام، وكأن الانقسام ينقصه تعميق.

الانتخابات تصبح مخرجا حتميا حين تقطع محاولات الوفاق إحدى عشرة سنة والنتيجة الملموسة هي التقدم على الورق خطوة والتراجع على الأرض خطوتين، حتى وصلنا إلى الدرك الذي نحن فيه الآن.

في كل الكيانات لا يشترط فريق أن يوافق على الانتخابات إذا تمت الموافقة على وجهة نظره، ولا يحق لأي فريق مهما ظن أن شعبيته كاسحة أن يتخلى عن الانتخابات العامة، لأنه بذلك يبعد الشعب صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في الشأن السياسي والإداري والاقتصادي عن أن يكون له دور في صنع القرارات والتوجهات والسياسات.

دعونا نكون متفائلين ونقول إن اعتماد الانتخابات كأرضية لها ما بعدها هي خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكي نتفادى الاتهام بأنها مجرد قميص عثمان يرفع لتبرير بعض الأمور الأخرى، فلا بد من تضييق المسافة بين قرار إجراء الانتخابات وتوقيته.

سنة تثير الشكوك، وثلاثة أشهر ترجح المصداقية، ولا أرى وقتا أكثر مناسبة للذهاب إلى هذا الخيار أكثر من هذا الوقت، حيث كل فريق وخاصة حماس في غزة يفتح مسارا سياسيا باسمه ما يضعف أهم إنجاز سياسي حققه الفلسطينيون وهو التمثيل الذي اعترف العالم كله به لمنظمة التحرير الإطار الأعلى والأوسع.