السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"إسرائيل" وضعت التاج على رأس بن سلمان وخوف إسرائيلي من تبعات قضية خاشقجي

2018-10-24 08:55:17 AM
القنصلية السعودية في تركيا (ارشفية)

 

الحدث ــ محمد بدر

يُظهر الاهتمام الإسرائيلي المتزايد بقضية مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، قلقا إسرائيليا من تبعات هذه القضية على الأسرة الحاكمة وعلى المنطقة بما يشمل "إسرائيل". فقد نشرت صحيفة يديعوت في بداية الأسبوع الجاري تقريرا تحت عنوان "نهاية أسبوع تتمنى إسرائيل أن تنساها"، وأوردت الصحيفة قضية خاشقجي كقضية تؤرق "إسرائيل" وتتمنى كما لو أنها لم تحدث أو على الأقل أن تنساها.

يوم أمس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "السعودية تقدم المساعدة للولايات المتحدة مع إسرائيل"، ووصف ما حدث بالقنصلية بأنه أسوأ فصل من فصول العلاقة"، مشددا على أنها "حليف جيد، وساعدت "إسرائيل" في كثير من القضايا ومولت الكثير من الأمور"، ولم يتضح من حديث ترامب طبيعة المساعدة التي تقدمها السعودية وما هي الأمور التي موّلتها لـ"مساعدة إسرائيل والولايات المتحدة". وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها ترامب أو أي مسؤول كبير رسمي حول العالم بوجود علاقات قوية بين السعودية و"إسرائيل" تصل حدّ التمويل.

وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية لم تعترف رسمياً بـ"إسرائيل" ولم تقم علاقات دبلوماسية رسمية معها؛ إلا أن "الدولتين" أصبحتا على علاقة وثيقة بسبب العدو المشترك "إيران". في العام الماضي، صدرت عدة تقارير عن لقاءات سرية بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين، كما ودار حديث قوي عن لقاء بين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبحسب صحيفة إسرائيل اليوم العبرية، فإن المملكة العربية السعودية هي جزء من "صفقة القرن" التي ينوي ترامب تقديمها للإسرائيليين والفلسطينيين.

وتخشى "إسرائيل" أن تتسبب قضية خاشقجي في تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي قد يؤدي لتوجيه ضربة خطيرة إلى الجبهة التي تشكلت ضد إيران، وبالتالي تضعف الجبهة المناهضة لإيران. كما أن مقتل خاشقجي قد يسبب اضطرابات داخل العائلة المالكة التي تسيطر على المملكة العربية السعودية، الأمر الذي قد يضعف محمد بن سلمان، خاصة وأن مصادر استخباراتية ترجح إقالة ولي العهد بن سلمان من منصبه، و تعيين أخيه خالد وهو سفير السعودية في واشنطن، الأمر الذي قد يضعف بشكل غير مباشر العلاقات الجيدة التي ازدهرت في فترته بين "إسرائيل" والسعودية.

وفي ورقة تقدير موقف نشرها "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، جاء أن "إسرائيل" معنية جدا باستقرار المملكة السعودية، وأن المخرج للخروج من هذه الأزمة يكمن بإعلاء شأن السعودية من خلال حلفائها "إسرائيل وواشنطن"، وتذكير العالم بدورها في محاربة التمدد الإيراني. وقالت الورقة إن "إسرائيل" وضعت التاج على رأس بن سلمان، وأن غيابه وعدم استقرار المملكة سيمس مباشرة بالمصالح الإسرائيلية وقدرة "إسرائيل "على أن تنظر إلى السعودية كشريك فعلي في دفع غايات مشتركة.