حدث الساعة
أعربت عائلات فلسطينية في قطاع غزة عن قلقها الشديد على حياة أبنائها المحتجزين منذ أكثر من شهرين في كامب في ولاية تمنراست أقصى الجنوب الجزائري، حيث احتجزتهم السلطات الجزائرية بعد دخولهم البلاد عبر حدود مالي بطريقة غير شرعية؛ هربًا من الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة، وطلبًا للعمل لتوفير المأكل والمسكن لأطفالهم بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي في حروب سابقة على قطاع غزة منازل العشرات منهم.
وأكدت عائلات المحتجزين الذين يبلغ عددهم 170 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، أن أبناءهم المحتجزون في منطقة صحراوية يعيشون ظروفًا مأساوية وأن حياتهم معرضة لخطر حقيقي جراء انتشار الأمراض بينهم بسبب البرد القارس وافتقار مكان الاحتجاز لأدنى متطلبات الحياة، مشيرين إلى أن من بينهم مرضى إضافة إلى سيدة مضربة عن الطعام منذ شهر ونصف احتجاجًا على احتجازهم دون أي مبرر.
وأكد ذوو المحتجزين أن السلطات الجزائرية تعتزم ترحيلهم لمصر ليعودوا بعدها إلى قطاع غزة، مطالبين السلطات الجزائرية بإعطاء أبنائهم حق اللجوء إلى الجزائر الشقيق والسماح لهم بدخول الأراضي الجزائرية للعمل بين أشقائهم الجزائريين أو مغادرتها إلى تركيا بحثًا عن العمل.
وأضاف أهالي المحتجزون:" نستغرب هذا الموقف وهذه الإجراءات التي اتخذها الجزائر الشقيق بحق أبنائنا، ونحن نعلم عمق العلاقة التي تربط الجزائر شعبًا وحكومة بفلسطين وأبنائها الذين قصدوها بحثًا عن حياة آمنة كريمة".
وطالب أهالي المحتجزين الرئيس محمود عباس بإعطاء تعليماته للسفير الفلسطيني في الجزائر لؤي عيسى للتواصل مع الحكومة الجزائرية وحل مشكلة أبناءهم بأسرع وقت ممكن، ووقف إجراءات ترحيلهم إلى مطار القاهرة، مشيرين إلى انقطاع الاتصال مع أبنائهم بعد أن سحب الأمن الجزائري جميع أجهزتهم النقالة، وهو ما يزيد من خوفهم على مصير أبنائهم.
كما ناشد أهالي المحتجزين كافة الجهات الحقوقية ونشطاء الإعلام الجديد بالاهتمام بقضية الفلسطينيين المحتجزين، وبذل كل جهد ممكن لإيصال صوتهم للجهات الفلسطينية والجزائرية المسؤولة مع العلم أنهم من شريحة متعلمة مثقفة وقد تركوا قطاع غزة مجبرين بعد أن أثر الانقسام من جهة والاحتلال من جهة أخرى على حياتهم وحولها إلى جحيم.